مجدداً ضربت حمّى اللوتو الساحل اللبناني والجبل والبقاع وكل الوطن وبعض المهجر. تجاوز اللبنانيون آثار الموازنة «المشؤومة» وفوكسوا على اثنين وأربعين رقماً فيها الخير واليمن والبركة والأمل “خمسة مليارات ليرة ونصف المليار، محسومة منها حصة الدولة، أي 20% شو بيعطوني فايدة إذا جمّدتن على سنة”؟، سائق على خط الدورة ـ جبيل يستشير راكباً تبدو على محياه أمارات مدقق حسابات. جاءه السؤال مباغتاً. أخذ نفساً عميقاً وبدأ عرض الإحتمالات المفتوحة في حركة سير شبه متوقفة. وهناك من بدأوا يعدّون العدة لتبديل حياتهم (حوالى ربع المقيمين على أرض لبنان) والأكثر طرافة أن أحد مدمني اللوتو منذ ربع قرن ونيّف عيّن ثلاثة مستشارين برواتب خيالية على أن يبدأوا العمل في الثامنة من مساء اليوم (الإثنين)…و”إذا مش التنين الخميس من كل بد”، على ما يقوله الإعلان الترويجي.
قيمة الجائزة الأولى المرتقبة مساء اليوم هي بين الأعلى في عمر اللوتو المديد وقد تجاوز الثلاثة عقود. مرتان تخطت الأولى عتبة السبعة مليارات، واحتمال الوصول إلى هذا الرقم ممكن في حال لم “يخطف” الأولى من دعت له أمه أن ينقلب التراب بين يديه ذهباً في خلال اسبوعين.
كم زادت نسبة الإقبال، في الأيام الأخيرة؟ في أحد مكاتب الوسم في بلاد كسروان كشف لي أحدهم أن “الوسم زاد عندي تقريبا 3 مرات…مش عم لحق يا زلمي”. هذه النسبة يدحضها بشكل قاطع رئيس مجلس إدارة “اللبنانية للألعاب” رينيه جريصاتي “أبدا ، يا ريت نسبة الإقبال بتدوبل. لا شك أن نسبة وسم البطاقات تزيد، وكانت الزيادة المترافقة مع تصاعد قيمة الجائزة الأولى في الماضي أكثر. الوضع غير طبيعي والناس مش مرتاحة”. قد يكون الوضع المعيشي الصعب من أسباب الإقبال المتزايد على اللوتو. وهذه النظرية سقطت أيضاً عند جريصاتي” فألعاب اللوتو في العالم، كما في لبنان تزدهر وتقوى في وضع اقتصادي مريح”.
تشعر اليوم أنه كلما التقى اثنان كان “اللوتو” ثالثهما، فمن لم يهرع في ساعات الإثنين الأخيرة إلى واحد من مراكز الوسم الـ 1500 لعب على الموبايل. “بتقديرنا، المعتادون على وسم بطاقات بشكل دوري، زادت نسبة ما يصرفونه على البطاقات بنحو 20 بالمائة بالحد الأقصى، وعندما تصبح قيمة الجوائز عالية يدخل أناس جدد على اللعبة”، كما يوضح جريصاتي. يضيف ضاحكاً: “الخمسة مليارات مناح والملياران ما كنت عاوزهم؟”. وفي معلومات خاصة أن عدد الشبكات الموسومة قد يتعدى المليون ومائتي شبكة، فيكون مجموع ما دفعه اللبنانيون بهدف التسلية والربح وشراء حلم الثروة في أيام قليلة مليارين و400 مليون ليرة (هذا الرقم لا يشمل”زيد”) تقتطع منها الدولة الجشعة 42%.
ينجذب كادحو الوطن والمتمولون إلى أصفار المليارات وإغراءات المليارات متى تخطت عتبة الأربعة أو الخمسة وكثيرون يستاؤون مسبقاً إن شعروا الليلة أن هناك من سيقاسمهم الأولى كما حصل في العام 2006 عندما تقاسم ثلاثة الجائزة الأعلى بتاريخ اللوتو والبالغة سبعة مليارات ونصف، والأنكى أن يتقاسمها 16 كما حصل في 2 آذار 2017.
ماذا سيحصل قبل الثامنة من هذا المساء؟ إلى طابات اللوتو در.