تفقد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، يرافقه المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك أمس، مدينة النبطية للاطلاع على حجم الدمار الذي أصابها من جرّاء العدوان الإسرائيلي في حرب الـ 66 يوماً، وتفقد ورش الأشغال التي تقوم بها مؤسسة كهرباء لبنان لإعادة التغذيّة إلى جميع المناطق .
المحطة الأولى لفياض وحايك برفقة عدد من مهندسي المؤسسة والمستشارين، كانت في شركة مراد لخدمات الكهرباء في الجنوب، وعقد فياض والحايك اجتماعاً موسعاً حضره إلى مسؤولي شركة مراد، رؤساء دوائر وفرق العمل في أقضية الجنوب والنبطية، وجرى خلاله الاطلاع على مراحل إعادة تأهيل وصيانة شبكات الكهرباء في المناطق التي تضرّرت.
فياض
بعد الاجتماع قال فياض: “زرنا اليوم مدينة النبطية الجريحة التي ستنهض بصمود أهلها ومحبيها من كل أنحاء الوطن”، مُضيفاً: “نمرّ في مرحلة محوريّة في نهاية فترة الستين يوماً ونتمنى أنْ نكون مقبلين على استقرار للبنان ومحافظة على كل حدوده بدون انتقاص شبر واحد من ترابه. ونتمنى أن نكون مقبلين أيضاً، على فترة استقرار للمؤسسات وللسياسة وللأوضاع الاجتماعية والأمنية في سبيل تحقيق النمو والتعافي وعملية انتظام المؤسسات الدستورية”.
وتابع: “لقد شهدنا مؤخراً انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيساً للجمهورية، واختيار الرئيس نواف سلام لتشكيل حكومة جديدة، واليوم لدينا متغيّرات كبيرة إيجابية نبني عليها ونتمنى أن تكون مكان إجماع من كل مكونات الوطن، وأن تكون أيضاً لكل المواطنين في هذا البلد”.
ماذا عن إعفاء المواطنين؟
عن إعفاء المواطنين من فواتير الكهرباء والمياه في المناطق المتضرّرة من جرّاء العدوان الإسرائيلي، قال فياض: “طلبنا من الحكومة صاحبة القرار أنْ تكون هناك إعفاءات في المناطق التي أصابها العدوان، والأموال المخصصة لهذا الموضوع ليست متوفرة في مؤسسة الكهرباء أو في الوزارة، بل الموارد والأموال متوفرة كلها لدى الدولة اللبنانية التي إذا أرادت الوقوف مع أهلنا كما طلبت في الجنوب وغيره، يمكنها أنْ تدعم فواتير الكهرباء والمياه عبر دعم المؤسسات المعنية، أيّ مؤسستي الكهرباء والمياه، ماليّاً، لنتمكن من القيام بهذا العمل الذي يوفر على الناس كلفة الكهرباء والمياه، لا سيّما وأنّ هؤلاء الناس تضرّروا من الحرب لفترة محدودة”.
وأوضح: “أكرر أننا طَلَبنا في هذا الإطار موجود لدى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وأتمنى أنْ تعالج الحكومة الحاليّة أو العتيدة هذا الموضوع”.
وعمّا تُعانيه المناطق من انقطاع للمياه ونقص في المواد والقطع الأساسيّة لعمل الفرق على الأرض، قال: “مشكلة المياه تعمّ كل لبنان ولا سيّما أنّنا في فترة شح رغم أنّنا في فصل الشتاء، ونأمل عودة الأمطار لكي تعاود مراكز التغذية تحسنها. وطبعاً العدوان ألحق أضراراً كبيرة بشبكات التوزيع وقد يسبب ذلك بعض المشاكل”.
خسائر قطاعيْ المياه الكهرباء
وتطرّق إلى موضوع الخسائر المقدرة في قطاعي المياه والكهرباء من جراء العدوان الإسرائيلي، فقال: “هذه الخسائر تتراوح بين 400 و600 مليون دولار، خسائر قطاع المياه تقريباً 200 مليون دولار والكهرباء بين 300 و400 مليون دولار، إذا أخذنا بالاعتبار الخسائر الناجمة عن عدم جباية الأموال من المناطق المتضرّرة، أي خسائر بالإيرادات إضافة إلى الخسائر في البنى التحتية وكلفة الإصلاحات الضرورية التي يمكن أنْ تحصل، كل تلك الخسائر تراكمت في الوقت نفسه”.
الحايك
بدوره، قال الحايك: “اليوم بتنا قيد انتهاء المرحلة الأولى من الإصلاح والتأهيل، وفي شباط المقبل نكون انتهينا من المناطق التي تعتبر خارج الـ 60 يوماً التي تمّ تحديدها، والمرحلة التالية هي ضمن الـ 60 يوماً. باختصار كل محطات التحويل الرئيسية في الجنوب باستثناء محطة الطيبة، استعادت التغذية بالتيار الكهربائي، وخطوط النقل والمحولات الموصولة بها تعمل بشكل طبيعي. أما في ما خص دوائر: صيدا، الزهراني وجزين، فقد تم إصلاح جميع الأعطال. وفي مرجعيون هناك بلدة واحدة ومحول واحد خارج الـ 60 يوماً المحددة، نأمل أن نزودها بالكهرباء خلال الأيام القليلة المُقبلة”.