اجتمع وزير العمل كميل ابو سليمان في مكتبه في الوزارة مع وزير الصناعة وائل ابو فاعور وجمعية الصناعيين برئاسة فادي الجميل وجرى عرض لواقع القطاع الصناعي وخطة وزارة العمل في تنظيم اليد العاملة الاجنبية غير الشرعية في لبنان، وبحث المجتمعون بوضع آلية لتطبيق هذه الخطة بما يضمن تطبيق القانون وحماية الصناعة اللبنانية واليد العاملة اللبنانية وتنظيم اليد العاملة الاجنبية.
بعد الاجتماع عقد الوزيران ابو سليمان وابو فاعور مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله وزير العمل بالقول: “هذا الاجتماع ليس الاول حيث عقدت عدة اجتماعات للبحث في تطبيق خطة مكافحة اليد العاملة الاجنبية غير الشرعية وتأثير تطبيق هذه الخطة على الصناعيين. ونحن متفقون على اعطاء الاولوية لليد العاملة اللبنانية مع احترام خصوصيات للقطاعات التي تحتاج الى نظرة خاصة اذا لم يوجد يد عاملة لبنانية على قاعدة مقابل اجنبي واحد كل 3 لبنانيين ونحن مستعدون للبحث في هذه القاعدة اذا لزم الامر. وقد وجدنا جدية في التعامل مع الخطة وسنكمل الحوار مع الصناعيين لنرى كيف يمكننا تشجيع الصناعة اللبنانية واليد العاملة اللبنانية وكيف يمكن تسهيل تطبيق الخطة عليهم”.
وحول موضوع اليد العاملة الفلسطينية، قال ابو سليمان: “لاحظنا وجود حملة في اليومين الماضيين على وزارة العمل بالنسبة للعمال الفلسطينيين. أحب ان أوضح ان القانون يطبق على الجميع، وكما يتم التعامل مع اللبناني سيتم التعامل مع الآخرين، لا يوجد استثناءات لاحد، يوجد خصوصيات في القوانين اللبنانية للفلسطينيين، فهم لا يدفعون اي رسم على إجازة العمل ، كما انهم يستفيدون من تعويض نهاية الخدمة في صندوق الضمان الاجتماعي ولذلك أحضهم على القدوم الى الوزارة والحصول على إجازة العمل، لأن تطبيق القانون سيشمل الجميع وأبواب الوزارة مفتوحة أمام الجميع ولا استثناء لاحد”.
ابو فاعور: ندعم خطة الوزير ابو سليمان
وتحدث الوزير ابو فاعور:” كان اللقاء مثمراً مع وزير العمل ووفد جمعية الصناعيين. تمّ النقاش في موضوعين أساسيين: الأول الموضوع الصناعي، وكما تعلمون نحن ندعم الوزير ابو سليمان في الحملة التي يقوم بها لمكافحة اليد العاملة غير الشرعية. واليد العاملة الشرعية يمكن أن تكون لبنانية والأولوية لها، ويمكن أن تكون غير لبنانية في بعض القطاعات ولكنها شرعية. يدير وزير العمل هذه الحملة بمنطق وطني بعيداً عن الفحيح العنصري الذي يصدره البعض والذي بدل أن يساعد فهو يعقد الامر. وأعتقد ان أصحاب هذا المنطق العنصري البغيض المقيت لا يستهدفون لا حماية الصناعة ولا اليد العاملة اللبنانية ولا حماية المواطن اللبناني . يستهدفون جدول أعمال خاص بحثاً عن بعض الشعبوية السياسية. ما يقوم به معالي الوزير يحظى بدعمنا. وفي الموضوع الصناعي، هناك بعض القطاعات تحتاج الى يد عاملة متخصصة. تاريخياً، ان إهمال الدولة للصناعة أدى الى اضمحلال أجيال من الصناعيين واليد العاملة الصناعية الماهرة واعطي مثلاً قطاع الخياطة وغيره من القطاعات. وعند عدم توافر يد عاملة لبنانية متخصصة ماذا يفعل الصناعي؟”.
وتابع وزير الصناعة: “كنا واضحين ان الصناعة تعنينا كونها ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني ومساهمتها في الناتج المحلي وتأمينها للعملة النادرة ولكن ما يعنينا اكثر في الصناعة هو ما تؤمنه من فرص عمل وتنمية وبالتالي على الصناعيين ان يدركوا ان قيمة الصناعة في ذهن المسؤول السياسي هي في قيمتها بمدى مساهمتها في الاقتصاد. وكل المعارك التي خضناها في وزارة الصناعة كانت في الاساس مدى قدرة الصناعة على تأمين فرص عمل. على الصناعيين ان يكونوا متجاوبين مع هذا الامر. والقطاعات التي تحدثنا عنها هي الاحذية الجلدية وغيرها والالبسة والمفروشات والرخام والغرانيت وصناعة الغذاء والآلات صناعية والطباعة والاسمنت والافران والبلاستيك ووغيرها ربما قطاعات تحتاج الى معاملة خاصة بمعنى اذا لم يكن هناك يد عاملة لبنانية فسيكون هناك بعض الاستثناءات في حال عدم توافر اليد العاملة اللبنانية. وسبق لوزارة الصناعة ان بدأت مع وزارة التربية في وضع برامج جديدة للتعليم التقني والمهني لإعادة النظر ببعض الاختصاصات”.
اضاف ابو فاعور:” كما تطرقت مع معالي الوزير الى موضع اليد العاملة الفلسطينية. هناك خصوصية للفلسطيني الموجود في لبنان. وهو في لبنان منذ 1948 ويساهم في الاقتصاد وهناك تحويلات فلسطينية تأتي الى لبنان. وهناك قوانين صدرت في المجلس النيابي ترعى اوضاع اللاجئين الفلسطينيين لجهة مزاولة العمل ببعض القطاعات بشكل شرعي وقانوني. وتحتاج هذه القوانين الى مراسيم تطبيقية. ولكننا نحتاج الى مقاربة خاصة لهذا الموضوع، والوزير ابو سليمان ايجابي بهذا الامر واعتقد انه سيكون لقاء قريب مع السفير الفلسطيني في لبنان.”
اما الجميل، فقال: “نحن كصناعيين يهمنا تشغيل لبنانيين وخلق فرص عمل في لبنان، نحن أطلقنا منذ سنوات مشروع لبننة العمالة في لبنان وهدفنا اعطاء اللبنانيين فرص في صناعتهم، وفي الوقت نفسه نتداول في امور اجرائية لنستطيع بلورتها فهناك اعمال لا يقوم بها اللبناني فلذلك المطلوب اعطاء مهل لكي يبقى الشباب في لبنان”.
واستقبل الوزير ابو سليمان نقيب المقاولين اللبنانيين المهندس مارون حلو على رأس وفد وجرى البحث في وضع القطاع وآلية تطبيق خطة وزارة العمل لمكافحة اليد العاملة الأجنبية غير الشرعية في لبنان.