تناول توفيق دبوسي، رئيس غرفة طرابلس والشمال، أمام المؤتمر الفلسفي التاسع، للإتحاد الفلسفي العربي الذي إنعقد برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع مركز الصفدي الثقافي وغرفة طرابلس والشمال ومؤسسة سابا زريق الثقافية والبيت الزغرتاوي “المشروع الإستثماري الكبير الذي يقضي بتوسعة مرفأ طرابلس ومطار القليعات والمنطقة الإقتصادية الخاصة لتطوير تلك المرافق الإقتصادية العامة بهدف العمل على جعلها تلبي حاجات المجتمع اللبناني والعربي والدولي”.
إستهل الرئيس دبوسي كلمته قائلا:” يسعدني أن ألتقي بهذه النخبة الفلسفية اللبنانية والعربية العلمية الأكاديمية المتخصصة لنبحث معاً في المعاني ودلالاتها في حياتنا الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية، ونطرح مقاصدنا عبر إنحيازنا الى مسيرة النهوض بإنساننا ومجتمعنا وإقتصادنا، مصدر رفاهيتنا وتقدمنا وإزدهارنا، وأداة منهجية نقارب من خلالها الفهم الكامل للتحولات التاريخية التي يشهدها عالمنا المعاصر، وإستشراف ما ستكون عليه أوضاعنا العامة في القادم من الأيام، ولنعيد إنتاج دور مدينة طرابلس، الحاضرة، التي قفزت فجأة لتثير الإهتمامات غير المسبوقة من جانب اللبنانيين والعرب والمجتمع الدولي، بفعل ما تمتلكه من مكانة تاريخية إقتصادية وموقع جغرافي إستراتيجي جاذب، وبسبب إضاءتنا كغرفة تجارة وصناعة وزراعة في طرابلس والشمال على مكامن القوة التي تختزنها، ونريد إستثمارها من أجل صناعة مستقبل، يرتكز على مبادرة تجعل من “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” وتظهر ميزاتها التفاضلية والتنافسية ونتطلع الى إعتمادها رسمياً من جانب الحكومة اللبنانية.
وقال:” ألفتكم أيها السادة نخبة أهل الفكر والعلم أننا ” قمنا بدراسة الشريط الساحلي اللبناني، إنطلاقاً من الناقورة وصولاً حتى آخر الحدود الشمالية في محافظة عكار، فوجدنا أن المنطقة التي يمكن إستثمارها بمشروع إجتماعي إقتصادي وطني إقليمي عربي دولي في لبنان من طرابلس الكبرى، هي منطقة تمتد على طول واجهة بحرية من ميناء طرابلس، وتمر بمنطقة التبانة، البداوي، دير عمار، المنية، العبدة وصولاً حتى منطقة القليعات، وتحتضن مشروع توسعة يطال مرفأ طرابلس ومطار القليعات والمنطقة الإقتصادية الخاصة من خلال خط بحري مستقيم بطول (20) عشرين كيلومترا، وبردم للبحر على مسافة ٥٠٠ متر، فتصبح مساحة المرفأ بموجب مشروع التوسعة عشرة ملايين وأربعماية واثنين وخمسين متراً مربعاً، وكذلك ينتقل مطار القليعات من مساحته الحالية التي تبلغ(3) ملايين متراً مربعاً لتصبح مساحته بموجب مشروع التوسعة أيضا عشرة ملايين وأربعماية وإثنين وخمسين متراً مربعاً عبر سلسلة إستملاكات لمساحات واسعة من الأراضي الشاسعة المحيطة بالمطار، وكذلك إتساع مساحة المنطقة الإقتصادية الخاصة لتصبح مساحتها الجديدة خمسة ملايين متراً مربعاً وتكون مجاورة لكل من المرفأ والمطار، لا سيما أن الخبراء والمتخصصين بالمناطق الإقتصادية يرون في مساحتها الحالية التي تبلغ 550 ألف متراً مربعاً مساحة صغيرة جداً، وتتواجد في بيئة جغرافية غير جاذبة للإستثمار”.
وتابع: “لا تفوتنا الإشارة الى أن غالبية هذه الواجهة البحرية تعود ملكيتها العامة الى الدولة اللبنانية. وأن هذا المشروع الإستثماري الكبير هو مثار إهتمام من جانب أصدقائنا الصينيين، سواء أكان سعادة السفير الصيني المعتمد في لبنان، أو الشركات الصينية المتخصصة، التي أبدت رغبة في إعداد دراسة الجدوى المتعلقة بمشروع التوسعة، كما حظي المشروع بإهتمام بالغ من أحد كبار رجال الأعمال اللبنانيين الذين يسجلون قصص نجاح في بلدان الإنتشار، وتقوم شركته بتنفيذ مشروع مماثل في اللاغوس بنيجيريا في إفريقيا، وأكد لنا أن مشروع التوسعة بالرغم من ضخامته، هو قابل للتنفيذ بسهولة متناهية”.
وأضاف:” يحتضن مشروع التوسعة أيضاً مشاريع ذات إختصاصات متعددة من نفط وغاز، ومناطق صناعية، ومستودعات للتخزين، وبضائع ترانزيت، وحوض جاف لإصلاح السفن، ونعمل على أن تتمتع كافة المرافق الإقتصادية الكبرى التي يحتضنها مشروع التوسعة بكافة الخصائص التي تبلغ فيها أعلى درجات المواصفات والمعايير المعتمدة دولياً ويوازيها سكة حديد، يتم العمل على تجديد دورها، وطريق عام محاذي للواجهة البحرية”.
ولفت قائلاً:” كل هذه الحوافز دفعتنا الى التساؤل عن ما يمكننا تقديمه لمحيطنا وللعالم، من طرابلس الكبرى، وما يمكننا ان نأخذه من الآخرين، في وقت نمر خلاله بظروف فيها الكثير من الصعاب، ولكن ما نود التأكيد عليه أن لدينا الإرادة الصلبة والإصرار على إستثمار كل مصادر الغنى التي تختزنها طرابلس الكبرى، ونضعها بتصرف لبنان بكافة مكوناته، لنلبي إحتياجاتنا الوطنية والإحتياجات العربية والدولية ، ومثلما الإتحاد الفلسفي العربي يعمل بأفكاره ودراساته على التخفيف من حدة النزاعات والصراعات، فنحن في غرفة طرابلس والشمال، نعمل بدورنا على تذويب نقاط الضعف، التي لا تقارن بنقاط القوة، التي تجعل من طرابلس الكبرى رافعة للإقتصاد الوطني ومنصة لإعادة بناء وإعمار بلدان الجوار العربي”.
وختم قائلا:” مبارك مؤتمركم، ومباركة دراساتكم، وهناك وجه شبه بين إتحادكم وغرفة طرابلس والشمال، لجهة الإهتمام بالإنسان، من خلال العمل على جذب الإستثمارات الكبيرة، التي توفر مئات الآلاف من فرص العمل، ويتم من خلالها إذابة نقاط الضعف، ونحد بذلك من غلواء ظواهر العنف والتطرف والتفلت، ونساعد من لم تسمح لهم ظروفهم الحياتية إكتساب العلم والمعرفة، فهم جزء منا ونحن جزء منهم، ونحن معكم بأفكاركم ودراساتكم وأبحاثكم ، وكلما كان الإقتصاد مزدهراً كلما كان فكركم الفلسفي، أكثر إنتاجاً وأكثر تألقاً، ودعائي لكم جميعاً أن يحقق مؤتمركم الفلسفي النجاح الذي يتطلع الى تحقيقه، وشكراً لكم جميعاً لحسن إستماعكم”.