يشتهر لبنان بمغتربيه، الذين برعوا في كافة المجالات في الخارج، حتى تحوّلوا إلى روّاد في العديد من الشؤون التي تعاطوا بها، لكنّ إنتاجه لا يقتصر فقط على الأدمغة التي يُصدّرها للخارج، بل هناك إنتاجات عديدة ومتنوّعة تعمل عليها أدمغة الداخل لتكون هذه الصناعة فخرًا للبنانيين. فيما يلي، سنتعرّف على موقع إلكتروني لبنانيّ أصبح المرجع الوحيد للصناعة اللبنانية في توثيقها.
“دليل الصادرات والمؤسسات الصناعية اللبنانية”، يصدر عن شركة “الدليل الصناعي – ش. م. م. – ايديكو”، يتضمّن لوائح بالسلع التي تنتجها الصناعة اللبنانية، وأسماء المصانع التي تُنتجها والمسؤولين عنها، مع رقم البند الجمركي لكلّ سلعة وفقًا للتصنيف الدولي الموحد (Harmonized System Code – H.S. Code) ونسبة الرسوم المفروضة على هذه السلع في عدد من دول العالم. كما يُفصّل التصنيف الجغرافي للصناعات اللبنانية موزّعة بحسب المناطق اللبنانية وفقًا للتقسيم الإداري في كلّ محافظة.
إضافة إلى ذلك، يُقدّم الدليل جداول إحصائية ومؤشرات بيانية لإنتشار الصناعة اللبنانية بحسب الإنتاج القطاعي والتوزيع الجغرافي، وتفاصيل كاملة عن إنتاج المؤسسات المشاركة في الإدراج الإعلاني.
وعلاوة على تفاصيل القطاع الصناعي، يوفّر كذلك تفاصيل عن القطاعات الداعمة للصناعة، من المصارف العاملة في لبنان وإدارتها ومراكزها وفروعها (69 مصرفًا)، إلى شركات التأمين (266 شركة) وشركات النقل (242 شركة) والتخليص العاملة في البلد، وصولًا إلى مستوردي الآلات والأجهزة الصناعية ومؤسسات توضيب وتصدير الفاكهة والخضار في بلاد الأرز.
بدأ مديرعام شركة “الدليل الصناعي” فارس سعد مشروعه التوثيقي عام 1981، حيث أجرى مسحًا على المصانع اللبنانية في البلد، المُسجلة منها وغير المُسجلة، وحصل على المعلومات وأنشأ هذا المشروع، وعن هذا الدليل، يؤكّد سعد أنّه “إذا كان الترويج الإعلاني للصناعة اللبنانية مسألة ضرورية لخلق حسّ وطني مع هذه الصناعة، فإنّ التعريف بكيفية الوصول إليها يُصبح حتميًا لإرشاد المواطن إلى صناعته”.
أمّا الهدف من هذا العمل، فهو التعريف بالمنتوجات اللبنانية بأسلوب يُسهّل على المستهلك – محليًا وخارجيًا – الوصول بأسرع ما يمكن للسلع الوطنية، كما يمكن من خلاله التركيز على نقاط معيّنة تُساهم في التعريف والترويج لها.
وتكمن أهمية هذا الموقع أنه يتيح للمتصفح اختيار اللغة التي يريدها (العربية، الانجليزية والفرنسية وغيرها…) وباللغات كافة، ممّا يُسهّل على جميع المغتربين تصفّحه والإستفادة من هذا المرجع.
هذا يُتيح إنسياب السلع التي تُنتجها المصانع اللبنانية في الأسواق المحلية والخارجية، كما التعرّف إلى كمية الإستيراد والتصدير لهذه السلع من وإلى لبنان. ويُشدّد الرئيس التنفيذي لمجموعة “اندفكو” الصناعية، نعمة افرام، على أنّ الرسالة الأولى والأهمّ لقيام مجتمع أفضل “تكمن في إنتاج خلّاق كفيل بتفجير طاقات أبناء الوطن، داخل لبنان، دون أن يهجروه، وفي تحويل نجاحاتنا الخاصة نجاحًا جماعيًا إبداعيًا وطنيًا”.
أمّا في الأرقام، فتُشير احصاءات الدليل في بيان لها أنّ “عجز التبادل التجاري للبنان مع دول الاتحاد الأوروبي بلغ 57.076.900 مليار خلال السنوات العشر الأخيرة، من سنة 2016 حتى آخر آذار 2025، حيث بلغ ما استورده لبنان في الفترة المذكورة 60.682.82 مليار دولار مقابل حجم تصدير بلغ 3.160.592 مليار دولار”.
ويُضيف أنّ “حجم استيراد لبنان خلال سنة 2024 للسلع المماثلة التي تنتجها المصانع اللبنانية بلغ 9.575.458 مليار دولار مقابل حجم تصدير للبنان من نفس هذه السلع بلغ 2.061.428 مليار دولار، أي بعجز تجاري بلغ 7.514.030 مليار دولار سنويا”. إذًا، كيف تدعم الصناعة الاقتصاد؟ كيف تردم الهوّة في الميزان التجاري؟ الصناعة اللبنانية قادرة على توفير أكثر من خمسة مليارات دولار يمكن من خلالها سدّ العجز الظاهر في الأرقام المذكورة أعلاه، فالصناعة اللبنانية من بلاد الأرز عابرة إلى دول العالم. وهكذا، يأتي هذا المشروع ليُشدّد على شعار أنّ “الصناعة ما بدّها دعم، الصناعة بتدعم”، لكنّها بحاجة إلى إرادة وطنية وجرأة بتطبيق الإتفاقات التجارية مع الأسواق الخارجية.
وللمزيد من المعلومات والتفاصيل عن “دليل الصادرات والمؤسسات الصناعية اللبنانية”، يمكنك مشاهدة الفيديوهات التالية: