“دماء” السياحة تصبغ “بياض” لبنان بلونها القاتم

أيام قليلة وتنتهي “سَكرة” الحملة السياحية الترويجية “بجنونك بحبك”، وتعود “فَكرة” الإحباط السياحي الكبير. ففي العاشر من هذا الشهر تنتهي الرزمة التحفيزية لزيارة لبنان في الموسم “الميت” بعدما استمرت لشهر و5 أيام، ويدخل البلد موسم السياحة الشتوية “المحتضر”.

الموسم لن يكون كغيره من المواسم السابقة. فـ”حرارته” هذا العام لن تتأتى من تدفق السياح وازدحام الفنادق والمطاعم بالنزلاء والحفلات، والمجمعات التجارية بالرواد، إنما من الانهيارات. نحو 6 آلاف مؤسسة سياحية أقفلت أبوابها نهائياً، والمئات تترقب نهاية العام لتبني على الشيء مقتضاه. أكثر من 100 ألف عامل في القطاع فقدوا وظائفهم وانضموا إلى جيش العاطلين عن العمل. في المقابل “شرّع” الانهيار النقدي، المترافق مع قلة وعي رسمي غير مسبوق، الباب واسعاً أمام خروج لبنان من خريطة السياحة العربية إلى أجل غير مسمى.

“تلعب “سهرة رأس السنة” دوراً مهماً في جذب السياح في هذه الفترة من العام. الكثير من المغتربين والسياح العرب والأجانب كانوا يقصدون لبنان لحضور الحفلات التي يحييها الفنانون المحليون والعرب من الصف الأول في الفنادق والمطاعم وكازينو لبنان. وهذا أيضاً ما خسرناه هذا العام”، يقول مدير عام فندق “ريجنسي بالاس” وليد عرموني. فـ”معظم الفنانين سيحيون حفلاتهم خارج لبنان بسبب الأزمة وتراجع المردود المادي الذي سيتلقونه في لبنان. إذ إنه من المستحيل بيع التذاكر للحفلات بأسعار ما قبل العام 2019 عندما كان يتراوح سعر التذكرة بين 350 و500 دولار على الشخص الواحد. فلا المواطن يستطيع تحملها، خصوصاً أنها تتأثر بسعر الصرف وهي بالحد الأدنى اليوم تساوي 10 ملايين ليرة، والمغترب يطمع بالحصول على أسعار أرخص نتيجة انهيار العملة الوطنية”. في المقابل فان الأكلاف التشغيلية على المؤسسات السياحية ترتفع باضطراد، بدءاً من أسعار المحروقات، ومروراً بالطعام والشراب ووصولاً إلى الأجور والمصاريف وأعمال الصيانة. هذا الواقع يجعل هذا الموسم “غير مطمئن”، على حد وصف عرموني. و”هو يحولنا إلى survivors (ناجين)، أكثر منه الى مستثمرين وأصحاب أعمال

في مثل هذا الوقت من العام تكون شاليهات وغرف كفردبيان الفندقية محجوزة بالكامل، أما اليوم، “فالسؤال شبه نادر”، يقول مختار كفردبيان وسيم مهنّا. “الأمر الذي لا يبشّر بالخير”. لغاية الآن لم يشعر أهالي المنطقة بعد بهذه اللهفة على سياحة التزلج الفريدة من نوعها في معظم انحاء عالمنا العربي، مع العلم أن الأسعار هذا العام تنافسية جداً. فكلفة يوم التزلج للفرد الواحد تراجعت من حدود 100 دولار إلى حوالى 50 دولاراً. وهي تتضمن تكاليف الدخول إلى حلبة التزلج واستئجار المعدات وتناول الطعام. ومع هذا فان حركة الحجوزات التي تؤسس للموسم السياحي، ما زالت خجولة جداً. وبحسب المختار مهنّا فان “خسارة هذا الموسم تعني خسارة المنطقة الممتدة من وسط كسروان وصولاً إلى جرودها عوائد “بترولها الابيض”. ومما يزيد من خيبة الأمل هو الاتكال الكبير على هذا الموسم نظراً لانحسار بقية الخيارات وتراجع فرص العمل وكساد المواسم الزراعية وتراجع أسعارها.

 

مصدرنداء الوطن - خالد أبو شقرا
المادة السابقةدراسة صناعية: تراجع الإنتاج 26% عن 2018
المقالة القادمةسلامة يفجر قنبلة!