دمشق تسعى إلى تحفيز تجربة الدفع الإلكتروني

تسعى الحكومة السورية إلى ترسيخ تجربة الدفع الإلكتروني في المناطق الخاضعة لسيطرتها على الرغم من الصعوبات والتحديات التي تعترضها بسبب ضعف البنية التحتية للاتصالات جراء سنوات الحرب.

وفي محاولة هي الثانية من نوعها في ظرف عامين، أطلقت الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية الخميس المنصة الوطنية للتجارة الإلكترونية (سيب أونلاين)، وسط تشكيك المراقبين في تحقيق الجدوى المرجوة منها.

وكانت الشركة قد أطلقت في أبريل 2020 منصة “مدفوعات”، والتي تقول إنها منظومة موحدة لدفع الفواتير والرسوم، وهي بوابة مركزية تربط الجهات الحكومية بالبنوك العاملة بالسوق المحلية ببنية تحتية متكاملة.

وتوفر “مدفوعات” آلية للتعامل مع جميع حركات دفع الفواتير للمياه والكهرباء والهاتف الثابت وأيضا مخالفات المرور والضرائب وتذاكر الطيران من خلال القنوات المتاحة لدى القطاع المصرفي.

ووفق وكالة الأنباء السورية الرسمية قال وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب خلال مؤتمر صحافي إن “الوزارة وبالتعاون مع البنك المركزي وشركة المدفوعات أنشأت بنية تحتية للدفع الرقمي بهدف تعزيز أنشطة التجارة الإلكترونية”.

وأشار إلى أن الحكومة نفذت ما يلزم لنجاح عمل هذه المنصة عبر شبكة الاتصالات الخلوية، وتأمين اتصال آمن ومستقر بالإنترنت وبسرعات عالية.

وتوفر منصة سيب أونلاين طريقتين للدفع، الأولى بواسطة البطاقة البنكية عبر الربط البيني لعدد من البنوك العاملة في السوق السورية.

أما الطريقة الثانية فتتم عبر وزارة الاتصالات من خلال منظومتي شركتي سيرتيل التي تأسست في عام 2000 وأم.تي.أن سوريا التي تأسست في عام 2007 وهما الوحيدتان اللتان تعملان في القطاع، والبنوك المرتبطة بمنظومة مدفوعات.

واعتبر وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد خليل أن سيب أونلاين تعد منصة هامة على مستوى التجارة الإلكترونية في كافة القطاعات بسوريا.

وقال إنها “ستساعد على تطوير قطاع التجارة في سوريا وتمنحه فرصة الدخول بمجال التجارة الإلكترونية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمشاريع على اختلاف أحجامها لتسويق منتجاتها عبر هذه المنصة”.

ورغم تقييد العقوبات الغربية للكثير من منصات تجارة التجزئة عن السوريين، لكن التطورات التكنولوجية جلبت تغييرات كبيرة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للناس.

ومع أن الكثير من السوريين يواجهون مصاعب عند التعامل مع مواقع التجارة الإلكترونية عالميا لكن مواقع الشبكات الاجتماعية باتت كحل بديل لإتمام عمليات البيع والشراء.

ويقول المدير العام لشركة المدفوعات أيمن ملوك إن إطلاق منصة سيب أولاين كان لسهولة آلية الاشتراك والاستفادة منها وعدم حاجتها إلا إلى اسم مستخدم يتم إنشاؤه من قبل البنك أو إحدى شركتي الاتصالات.

وفي حين لا توجد أرقام رسمية لحجم التعاملات الرقمية في السوق السورية، فإن بعض التقديرات تظهر أن الطلب على التجارة الإلكترونية زاد بواقع 70 في المئة خلال السنوات الخمس الأخيرة.

ولم يكن بإمكان عمالقة الإنترنت كأمازون وأبل وغوغل، حتى قبل اندلاع النزاع عام 2011، العمل بحرية في دمشق بسبب عقوبات أميركية حظرت تصدير أو بيع أو توريد السلع والبرامج والتكنولوجيا والخدمات دون موافقة الحكومة الأميركية.

وتشير الإحصاءات الصادرة عن العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية إلى أن عدد الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت لغرض التسوق وصل إلى 1.8 مليار شخص في العالم.

ووفقا لمؤتمر التجارة والتنمية الذي عقدته الأمم المتحدة في عام 2020 وصل حجم التجارة الإلكترونية العالمية إلى 25.6 تريليون دولار.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقة«أوبك بلس» تلتزم مسارها بلا مفاجآت
المقالة القادمةإطلاق أول مركز إماراتي في ابتكارات الذكاء الاصطناعي