“ما نعيشه في لبنان وسوريا والمنطقة هو حلم أصبح حقيقة…” الكلام لرئيس “الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين” وعميد “كلية إدارة الأعمال” في جامعة القديس يوسف البروفسور فؤاد زمكحل بعد “كابوس العام 2024 الذي جرّ لبنان إلى حرب جديدة فأذاقته كأساً مُرّة بعد تحويله إلى “غزة ثانية”… لكن العام انتهى بحقيقة جميلة حملت أملاً مدجَجاً بالفرَج”.
الحلم الذي أصبح حقيقة، وفق زمكحل، يكمن في “انتشار الجيش اللبناني الذي يحمل وحده السلاح الشرعي، على كل الأراضي اللبنانية وهو الحامي الوحيد للبنان وشعبه واقتصاده…
أما الحلم الآخر فتحقق في سوريا مع تغيير النظام الذي طالما كان له تأثير مباشر وغير مباشر على لبنان بسياسته وأمنه واقتصاده…”.
في ضوء هذا الواقع الجديد، يكشف زمكحل عن تطلعات قطاع الأعمال لمستقبل لبنان، ويقول: نحن متفائلون في احترام الموعد الدستوري في 9 كانون الثاني الجاري وبالتالي انتخاب رئيس جمهورية لكل لبنان، وتشكيل حكومة فاعلة تعمل على النهوض الاقتصادي وتحقيق الإنماء… إنما تفاؤلنا يبقى حذراً لأننا لا ننسى أن المسؤولين المباشَرين وغير المباشَرين عن الفراغ الدستوري وعن عدم احترام الدستور ومواقيته، هم نفسهم مسؤولون عن الحرب الأهلية التي فتكت بلبنان وعن الأزمة المالية والنقدية الأكبر في تاريخ العالم التي صُنِّفت بحسب مرصد البنك الدولي بـ”الازمة المتعمّدة”، وهم لا يزالون في سدّة الحكم إلى اليوم.
لكن يعود ويؤكد تمسّكه بالتفاؤل “في ضوء التغيير الذي حصل في لبنان والمنطقة والذي يمكن أن يُترجَم في إعادة الثقة إلى لبنان والاستثمارات والنمو، علماً أن ذلك لن يحصل بين ليلةٍ وضحاها”.
مسلَّمات الاستثمار..
من هنا يتطلّع زمكحل إلى:
– إعادة بناء الثقة ما بين اللبنانيين ودولتهم، وبين لبنان من جهة والمنظمات الدولية من جهة أخرى.
– إعادة إعمار الدولة اللبنانية لتصبح دولة القانون والمؤسسات والعدالة والشفافية، من أجل خلق بيئة مؤاتية للاستثمار… وإلا لن يأتيناً سنتٌ واحد من الاستثمارات!
– إعطاء الأولوية لوضع خطة مالية واقتصادية تنفيذية واضحة لإخراج لبنان من القائمة الرمادية “الكارثية”، وتفادي إدراجه على القائمة السوداء. وهذا ما نتوجَّس منه.
…”نحن كرجال وسيدات أعمال متفائلون بمستقبل لبنان بأعلى درجات التفاؤل، على عكس السنوات الفائتة” يقول زمكحل، لكنه يتمنى على المسؤولين السياسيين في لبنان “تلقف هذه الفرصة الأخيرة وألا يكونوا فقط ملوك الحروب والفُرص الضائعة”.
تطلعات حذِرة إلى سوريا..
أما بالنسبة إلى سوريا، فيعتبر أن “تغيير النظام ممكن أن يكون إيجابياً بما فيه من تفاؤل في مستقبل سوريا ولبنان على السواء، لأن النظام السابق كلّف سوريا ولبنان اقتصاداً وشعباً، أثماناً باهظة ومشكلات جمّة أبرزها حرب دامت أكثر من 17 سنة… إنما يبقى تفاؤلنا حذراً جداً اتجاه سوريا لكون التغيير يتطلب وقتاً”.
ويُشير إلى شقّين اثنين في رؤيته للواقع التغييري في سوريا:
– الشق الإيجابي يكمن في إعادة بناء دولة قانون ومؤسسات واستقطاب الاستثمارات والمساعدات الدولية… وهذا عامل مشجّع لنا لأننا ننتظر إعادة بناء أفضل العلاقات التجارية بشكل رسمي بين لبنان وسوريا، بعد سنوات من التبادل غير الشرعي القائم على السوق السوداء والتهريب وتبييض الأموال، وهي مناسبة الآن كي نتمنى بناء دولة مؤسسات في سوريا.
– الشق السلبي فيضعه زمكحل في خانة التخوّف من حرب داخلية في سوريا، وانقسام شهدناه في بلدان عديدة تغيّرت أنظمتها كالعراق وإيران وليبيا.
من هنا “نتمنى التغيير الحاصل في سوريا أن يكون إيجابياً لا سلبياً، كي تستقطب الاستثمارات ليس اللبنانية فقط إنما العالمية أيضاً…” يختم زمكحل.