رسالة عبد اللهيان: لن نحصر مساعداتنا بالمحروقات

«عروض مغرية، لكن الواجب يستدعي التمهّل لأن البلد لا يتحمّل عقوبات أميركية». هكذا كان الردّ اللبناني على تكرار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان استعداد بلاده لمساعدة لبنان والاستثمار في مجالات الكهرباء والنفط والنقل وغيرها. لم يكن العرض جديداً، ولا الرد خارج التوقعات، في بلد يخشى مسؤولوه أي محاولة – ولو على سبيل المناورة – لفك الخناق الأميركي عنه، ويمعن «سياديّوه» في رفض «النفوذ الإيراني» ولو على شكل مساعدات من دولة لدولة.

من باب «إلقاء الحجة» لم يتردد الضيف الإيراني في توجيه النصيحة بأن «انظروا إلى ما فعل الأفغان والعراقيون على رغم العقوبات، وهم من طالبوا الأميركيين باستثناءات سمحت بفتح منافذ كثيرة»، فكان الردّ الحكومي، من باب التمييع لا أكثر، طلب مساعدة إيران في «شرح الإجراءات التي يجب اتخاذها لطلب الاستثناءات»، وكأنها المرة الأولى التي «تكتشف» فيها الحكومة اللبنانية وجود استثناءات كهذه!

تأتي الزيارة بعدَ الخطوة الأولى في عملية كسر الحصار، والتي تمثلت باستقدام بواخر المحروقات الإيرانية للتخفيف من الأزمة على رغم كل التهديدات الخارجية، لتؤكد بأن الجمهورية الإسلامية جاهزة لمزيد من الإجراءات التي تساعد في كسر الحصار، ودعم حزب الله في مواجهته للحرب الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة ضد لبنان، ويمكنها أن تكون حاضرة وشريكة في مجالات أبعد بكثير من مجرد نقل المحروقات. وهو ما أشار إليه الضيف الإيراني بوضوح أمس عندما أكد أن بلاده «على استعداد لتأمين حاجات لبنان من الأدوية والأغذية والمستحضرات الطبية، وأكدنا للمسؤولين اللبنانيين استعدادنا لإنشاء مترو الأنفاق (…) وللتعاون في المجالات كافة».

مصدرجريدة الأخبار - ميسم رزق
المادة السابقةتذليل العقبات لاستجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن
المقالة القادمةسيتم إطفاء معمل دير عمار لأكثر من أسبوعين واقترب نفاد الفيول أويل عن كل معامل لبنان