بدأت شركة أوبتيما إيرو الكندية لتوريد أجزاء المروحيات بالفعل في نقل مخزونها إلى الجنوب من الحدود مع الولايات المتحدة لتقليل المخاطر الناجمة عن الرسوم الجمركية المحتملة التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وترسل أوبتيما، التي يقع مقرها الرئيسي في كيبيك، أجزاء بقيمة مليوني دولار سنويا إلى ولاية تكساس، حيث يقدم قسمها المحلي خدمات الصيانة لإنفاذ القانون المحلي وحماية الحدود الأمريكية، وهي مهمة ذات أولوية لإدارة ترامب.
وقال رئيس الشركة توني جولت، الذي يقدر أن 6 في المئة من إيرادات أوبتيما السنوية البالغة 32 مليون دولار في منطقة مونتريال قد تخضع للرسوم الجمركية إن “فرض رسوم جمركية على كندا سيجعل من الصعب الحفاظ على هذا العمل.”
ويهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك اعتبارا من الأول من فبراير المقبل.
ومن إعادة تموضع الأجزاء إلى تخزين المواد مثل الصلب والضغط من أجل إعفاءات التعريفات الجمركية، يسارع موردو الطيران إلى الحد من مخاطر الرسوم على نتائجهم النهائية.
وقد تؤدي التعريفات الجمركية، إذا تم تنفيذها، إلى زيادة التكاليف على الموردين المجهدين بالفعل وزبائنهم من صناعة الطائرات، مثل شركة بوينغ التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
وقال الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك للطيران لاري كولب الأسبوع الماضي، إن الشركة “تقوم بالتخطيط للطوارئ وكانت على اتصال متكرر بإدارة ترامب.”
ووفقا لمصدر في صناعة الطيران ومصدر واحد في فريق انتقال ترامب، سعى بعض المسؤولين التنفيذيين في مجال الطيران والدفاع بشكل استباقي إلى إعفاءات جمركية من الإدارة.
واتصلت رويترز بتسعة موردي طيران في كندا والولايات المتحدة، أكد سبعة منهم إنهم قد يتضررون إذا تم فرض الرسوم الجمركية، مضيفين أن لديهم خيارات محدودة دون تمرير التكاليف إلى الزبائن.
وتتكون صناعة الطيران من شبكة مترامية الأطراف من الموردين العالميين، مما يجعل التعريفات المستهدفة صعبة التنفيذ دون حدوث اضطرابات كبيرة لصانعي الطائرات والمروحيات.
وبحسب رابطة صناعات الطيران، تعد كندا أكبر دولة مستوردة للولايات المتحدة، وثالث أكبر دولة مصدرة للطيران من حيث القيمة الدولارية.
وتنتج الشركات المصنعة الكندية محركات لطائرات جلف ستريم وتيكسترون التابعة لجنرال ديناميكس كورب، بالإضافة إلى معدات الهبوط لبوينغ وأيرباص.
وبينما رفضت بوينغ والموردون هانيويل وآر تي إكس الشركة الأم لشركة برات كندا التعليق، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة تيكسترون وقسم أيرباص الكندي أنهم ينتظرون تفاصيل التعريفات الجمركية.
وصدرت كندا بما قيمته 8.91 مليار دولار أميركي من المنتجات المتعلقة بالفضاء والدفاع إلى الولايات المتحدة واستوردت بما قيمته 7.1 مليار دولار أميركي، وفقًا لبيانات الحكومة لعام 2023. وهددت كندا بفرض تعريفات انتقامية إذا استهدفتها ترامب.
ويشك محللون والمسؤولين التنفيذيين في الصناعة في أن ترامب سيفرض رسوم شاملة على كندا نظرًا للتأثير الاقتصادي السلبي على الولايات المتحدة. وحتى إذا تم فرض التعريفات الجمركية، فقد لا تكون صناعة الفضاء على رأس الأولويات.
وقال أليكس كروتز، المدير الإداري لشركة الاستشارات الفضائية باتريوت إندستريال بارتنرز، الذي لا يعتقد أن القطاع سيتأثر، “سيكون الأمر معقدًا للغاية.”
كما أن المكسيك، التي هددتها أيضًا التعريفات الجمركية الأميركية، لديها مراكز طيران سريعة النمو في كويريتارو وتشيهواهوا، مما يجذب الموردين الكبار بما في ذلك هانيويل.
وحذر المسؤولون التنفيذيون في الصناعة من أن فرض الرسوم على أجزاء الطيران، التي تباع الآن معفاة بموجب اتفاقية عالمية، من شأنه أن يفرز صداعا جديدا لبوينغ الخاسرة، ولكن أيضًا لمورديها الذين عانوا بسبب الوباء وانخفاض إنتاج الشركة مؤخرا.
وتحد الضغوط المالية من قدرة الموردين الصغار على الدفاع ضد التعريفات الجمركية، ففي ولاية واشنطن، تحاول شركة تي.أن.تي أيروسبيس العائلية التفاوض على أسعار أقل للصلب ولكنها لا تستطيع تخزينها بسهولة بسبب تكاليف المخزون.
ويخشى الرئيس التنفيذي للشركة آرون ثيسن أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى رفع أسعار المعدن. وقال لرويتر “لا يتطلب الأمر قطعة كبيرة من الفولاذ لتكلف الكثير.”
وفي غرب كندا، ترسل شركة المعالجة الحرارية بيروتك بانتظام شاحنات من مصنعها في كولومبيا البريطانية إلى مركز تصنيع الطائرات التابع لشركة بوينغ بالقرب من سياتل لالتقاط الأجزاء من الموردين.
وتعود الشاحنات إلى مصنع بيروتك الكندي بالقرب من الحدود، حيث تعالج الشركة الأجزاء المصنوعة من الألومنيوم بالحرارة ثم تعيدها إلى عملائها في الولايات المتحدة في الغالب.
وحذر الرئيس التنفيذي للشركة جيم ماثيسون من أن ” التعريفات الجمركية ستكون ذات تأثير هائل.” وقال “لا يوجد أحد يستطيع بناء طائرة بمفرده من الألف إلى الياء.”
وذكر الرئيس جييرمو ألونسو أن ميتشال أيروسبيس، وهي شركة موردة لأجزاء الطائرات في منطقة مونتريال، ترسل قوالب رملية إلى الولايات المتحدة للضغط الساخن، وهي خطوة تصنيع لا تستطيع الشركة القيام بها في كندا.
وتعود تلك القوالب إلى كندا قبل أن تشحنها ميتشال إلى زبائنها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك شركة صناعة المحركات الأميركية بارتي آند ويتني.
ويرى وارن ماروياما، المستشار العام السابق للممثل التجاري للولايات المتحدة، أن فرض الرسوم الجمركية احتمال حقيقي لأنها كانت أحد وعود حملة ترامب الأساسية ويمكن فرضها بسهولة باستخدام الصلاحيات الرئاسية.
وفي عام 2021، اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على هدنة لمدة خمس سنوات في حرب الرسوم الجمركية عبر الأطلسي التي اندلعت بسبب نزاع تجاري قياسي بشأن إعانات الطائرات في منظمة التجارة العالمية.
وقال ماروياما إن “الطائرات المصنوعة في الولايات المتحدة من المرجح أن تكون أهدافًا للانتقام من قبل الدول الأجنبية”. وأضاف “الطائرات منتج أميركي مبدع.”