أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، امس الأربعاء، أن العقوبات الأميركية التي تستهدف مشروع روسيا الضخم للغاز الطبيعي المسال 2 في القطب الشمالي «أركتيك 2» غير مقبولة وتُقوِّض أمن الطاقة العالمي.
وقالت المتحدثة، في مؤتمر صحافي أسبوعي: «نعتبر مثل هذه التصرفات غير مقبولة، خصوصاً فيما يتعلق بالمشاريع التجارية الدولية الكبيرة، مثل مشروع أركتيك 2، الذي يؤثر على توازن الطاقة في عدد من الدول»، وفق «رويترز».
وأضافت: «إن الوضع المحيط بمشروع القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 يؤكد مرة أخرى الدور المدمر للأمن الاقتصادي العالمي الذي تلعبه واشنطن التي تتحدث عن ضرورة الحفاظ على هذا الأمن، ولكن في الواقع تحاول، من خلال تحقيق مصالحها الأنانية، الإطاحة بالمنافسين وتدمير أمن الطاقة العالمي».
وأشارت إلى أن التعاون بين روسيا والصين اللتين تشارك شركاتهما في مشروع الغاز الطبيعي المسال، سيستمر في التعزيز، بما في ذلك في مجال الطاقة.
ودافعت وزارة الخارجية الصينية، يوم الثلاثاء، عن مشروع الغاز الطبيعي المسال الروسي 2 في وجه العقوبات الأميركية، مشيرة إلى أن مشاركة الصين في مشروع «أركتيك 2» يجب ألا تكون هدفاً لأي تدخل أو قيود من طرف ثالث.
ويُعدّ المشروع، الذي يقع في شبه جزيرة جيدان بالقطب الشمالي، عنصراً رئيسياً في جهود روسيا لتعزيز حصتها في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية إلى الخُمس بحلول 2030 – 2035، من 8 في المائة الآن. وتُعدّ روسيا رابع أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال المنقول بحراً، بعد الولايات المتحدة وقطر وأستراليا.
وفرضت الدول الغربية عقوبات واسعة النطاق على الشركات والأفراد الروس، بعد قرار «الكرملين» إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، في فبراير (شباط) 2022؛ سعياً لشل القوة العسكرية لموسكو. وأعلنت واشنطن، الشهر الماضي، العقوبات ضد القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2.
وذكرت صحيفة «كوميرسانت» اليومية، الاثنين، أن المساهمين الأجانب أوقفوا المشاركة في مشروع القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 بسبب العقوبات، وتخلّوا عن مسؤولياتهم فيما يتعلق بتمويل وعقود الاستحواذ على المحطة الجديدة.
وتمتلك كل من شركتي النفط الحكوميتين الصينيتين الكبيرتين، وشركة البترول الوطنية الصينية «سي إن بي سي»، حصة 10 في المائة بالمشروع، الذي تسيطر عليه شركة «نوفاتيك»؛ أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في روسيا، والمالكة لحصة 60 في المائة بالمشروع، كما تمتلك شركة «توتال إنيرجي» الفرنسية، وكونسورتيوم يضم شركتي «ميتسوي آند ك»، واليابانية «غوجميك»، حصة تبلغ 10 في المائة لكل منهما.