رولى راشد هل تخرج مفاوضات ترسيم الحدود لبنان من طريق جهنم؟

حتى تاريخه، لا احد يمكنه التنبؤ بما ستسفر عنه مفاوضات ترسيم الحدود البحرية التي طال انتظارها منذ اكثر من سنتين رغم التسريبات المتتالية بان سكة القطار ستكون معبّدة بمواقف من هنا ومواقف من هناك ، رغم المباركة الدولية وخصوصا الاميركية لهذا اللقاء الذي يرى فيه البعض ليونة في موضوع ​العقوبات​ وخطوة على طريق فك الحظر على لبنان، قد تعيده من منتصف الطريق الى جهنم ، سيما وانه سيحضرها ديفيد شينكر الذي تكفّل بهذ الملف الدسم حازما بما سيؤتي من خواتيم رابحة لادارة ​الرئيس الاميركي​ ​دونالد ترامب​ عشية الانتخابات الرئاسية من جهة ، ومن فائدة لكل من لبنان و”اسرائيل”.

بالتأكيد ، هناك اهمية قصوى بالنسبة الى لبنان للبدء في هذه المفاوضات لأنه ثمة إمكانيّة كبيرة لوجود “مكمن مشترك” بين لبنان واسرائيل ​، ومن المعروف دولياً أنّه في حالة “المكامن الحدودية المشتركة”، يلجأ أصحاب الحقوق النفطيّة إلى عقد اتفاقية التجزئة(unitization agreement) حيث يتّفق الأطراف على تقاسم المكمن وفق معايير معيّنة.

وبناء للعقد المبرم على البلوك 9 بين ​لبنان وتحالف شركات “توتال” الفرنسية و”ايني” الإيطالية و”نوفاتيك” الروسية، في حالة “المكمن المشترك”، من حق الدولة اللبنانيّة اجراء التفاوض مع الدولة الأخرى. والشركات عبر الحدود تتفاوض أيضاً ولكن لا يتم اتخاذ أي قرار قبل موافقة ​مجلس الوزراء​.

بعض المصادر يفيد انه حتى مجرّد الحفر في تلك الآبار عامودياً في حقل ” كاريش” فان الجانب “الاسرائيلي” قادر على التأثير على ثروة لبنان من الغاز في البلوك اللبناني رقم 9، وتحديداً في أحد مكامنه الممسوحة. وحتى التكوينات الجيولوجيّة الحاوية للغاز الطبيعي تحت سطح البحر، متواصلة في هذه المنطقة. وبالتالي ، يكفي حفر أي بئر بشكل عامودي للتأثير على المنطقة المحاذية.

الخلاف بين لبنان و”اسرائيل” قديم منذ نشأة إسرائيل على ​الأراضي الفلسطينية​ عام 1948، والنزاع على ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط طويل ولكن فضّه له انعكاسات ايجابية ولاسيما اقتصادية ، فهل جاء موعد الترسيم بحرا وبعدها برّا في الوقت الصحيح ليخرج لبنان من طريق جهّنم ؟

مصدررولى راشد - النشرة الاقتصادية
المادة السابقةتباطؤ معدل التضخم في أميركا خلال أيلول
المقالة القادمةمقترحات لتخفيض التكلفة ورفع كفاءة التشغيل في الرعاية الصحية لقمة العشرين