زخم سوق العملات المشفرة يفقد قوة الدفع

تعرضت سوق العملات المشفرة لهزة غير متوقعة بعد أن استقرت لعدة أشهر، وسط تصاعد التوقعات بشأن رفع الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) لأسعار الفائدة حينما يجتمع مجلس إدارته الأربعاء.

وفقا لموقع كوين ماركت كاب الذي يتتبع حركة هذه السوق، فقد انخفضت قيمتها الاثنين إلى أقل من تريليون دولار لأول مرة منذ يناير العام الماضي، لتصل إلى نحو 926 مليار دولار.

ولا تملك العملات الافتراضية، رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.

وتراجعت عملة البيتكوين إلى أدنى مستوياتها في 18 شهرا إلى ما دون 25 ألف دولار، ويعزى ذلك إلى تجنب المستثمرين الأصول الخطرة في ظل توتر الأسواق العالمية.

وفي ظل المخاوف الطاغية على المستثمرين انخفض سعر إيثيريوم بنسبة 16.2 في المئة إلى 1227 دولارا، بإجمالي قيمة 148 مليار دولار.

وتأثرت عملة بي.أن.بي كذلك بما يحدث حيث هبطت بنسبة 12.9 في المئة إلى 224.3 دولارا، لتصل قيمتها في السوق إلى 36.7 مليار دولار.

وفي وقت تراجعت فيه أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم وسط تدفق المستثمرين على الدولار كملاذ آمن، قال جيفري هالي، المحلل لدى مؤسسة أواندا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “التدهور الأفدح سيحصل على الأرجح في عالم العملات المشفرة”.

فقد تراجعت أشهر عملة رقمية بنحو 10 في المئة إلى 24.5 ألف دولارا، وهو انخفاض بأكثر من 65 في المئة مقارنة بأعلى مستويات سجّلتها البيتكوين في نوفمبر الماضي، وأدنى مستوياتها في ديسمبر 2020.

وفي حين أن سوق العملات المشفرة كان يساوي أكثر من ثلاثة تريليونات دولار في ذروته قبل سبعة أشهر، فإنه يقترب من تريليون دولار وفقا لموقع كوينغيكو الذي يرصد أكثر من 13 ألف عملة مشفرة مختلفة.

وفي العام الماضي، اجتذب هذا القطاع الذي لا يزال ناشئا عددا متزايدا من المستثمرين الماليين التقليديين الذين فتحت شهيتهم للمخاطر السياسات المتساهلة للغاية للبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم.

لكن زيادة سعر الفائدة على الدولار التي قررها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لوقف التضخم الجامح، تلقي بثقلها على الأسواق.

ووفق مارك هيفيلي، المحلل لدى مؤسسة يو.بي.أس فإنه إضافة إلى ذلك، فقد تسارع انخفاض البيتكوين “بعد أن علقت منصة سلسيوس عمليات السحب.

وتقترح هذه الشركة، التي تبلغ قيمتها 12 مليار دولار، على مستخدميها على وجه الخصوص استخدام عملاتهم المشفرة “التاريخية” مثل البيتكوين والإيثر للاستثمار في عملات رقمية جديدة.

وفي أكتوبر الماضي، جمعت سلسيوس حوالي 400 مليون دولار من صندوق كيبيك للودائع الذي عبر عن ارتياحه للشراكة مع “الجهة الرائدة في العالم للقروض بالعملة المشفرة”.

وأعلنت المنصة الاثنين أنه “نظرا لظروف السوق القاسية، فإننا نعلق جميع عمليات السحب والتحويلات بين الحسابات”.

وقال نيل ويلسون، المحلل لدى مؤسسة ماركتس.كوم إن “هناك تدهورا في مجال العملة المشفرة ومن المرجح أن يزداد الأمر سوءا”.

وفي أوائل شهر مايو الماضي، انهارت عملة تيرا المشفرة التي يُفترض أن سعرها مربوط بسعر الدولار، ما أثار مخاوف المستثمرين. كما تعرضت إيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، لضغوط خلال الأيام القليلة الماضية.

وبحسب إحصائيات منصة كريبتو دوت كوم لتداول العملات الرقمية المشفرة كان هناك ما يقرب من 300 مليون شخص يمتلكون عملات رقمية مشفرة مع نهاية 2021.

وكثيرا ما يوفر الوسطاء من خلال الإنترنت عملات فردية لبيعها لدرجة أن البعض من بنوك التوفير ترغب في إتاحة شراء العملات الافتراضية لعملائها عن طريق حساباتهم الجارية قريبا.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالأسواق أسيرة صدمة التضخم
المقالة القادمةالخبز “مقطوع”… ولا رفع للدعم