حذّر موقع “Asia Times” من أنّ زلزالاً مدمراً سيضرب لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة في حال نُفّذ مشروع سد بسري الذي يموّله البنك الدولي بكلفة 600 مليون دولار.
وأوضح الموقع أنّ هذا المشروع يقضي بتخزين 125 مليون متر مكعب من المياه على مساحة تغطي 4.5 متر مربع فوق نقطة يمرّ بها فالقان زلزاليان، مذكّراً بزلزال ٥٦ والذي قُدّرت قوته بـ 5.6 درجات على مقياس ريختر و”أصاب بشكل أساسي مناطق الشوف وجزين وصيدا وبعض مناطق البقاع حيث أدى إلى مقتل 140 مواطناً وجرح 500 مواطن ودمار كبير في المباني وتجهيزات البنى التحتية”.
ونقل الموقع عن الباحث الجيولوجي في الجامعة الأميركية البروفسور، طوني نمر، قوله: “ما من مكان أسوأ لبناء السد من مرج بسري في لبنان”، شارحاً: “يقع لبنان على صفيحة تكتونية: فأولاً لدينا فالق البحر الميت الذي يمتد من العقبة إلى جنوب شرقي تركيا، وعندما يبلغ (الفالق) لبنان ينقسم إلى 5 فوالق”.
وفيما لفت الموقع إلى أنّ مرج بسري يقع على فالقيْ روم وبسري، نقل عن نمر قوله إنّ الفالقيْن مرتبطان ببعضهما البعض، ما يعني أنّ تحرّك الأول يؤدي إلى تحرّك الثاني والعكس، وتحذيره من أنّ المنطقة المقترح بناء السد عليها تمثّل مركز زلزال العام 1956. وشرح نمر بأنّه لا يُعرف ما إذا مثّل فالق بسري أو روم أو نقطة تقاطعهما مركز الزلزال، مشدداً على ضرورة اعتبار خط الفالق هذا نشطاً بكل الأحوال.
وفي هذا السياق، لفت نمر إلى أنّ دراسات عالمية أنّ تحرّك فالق روم أدى إلى وقوع زلزال العام 1837 الذي قُدّرت قوته بـ7.1 على مقياس ريختر والذي طال لبنان والأردن وفلسطين المحتلة. وحذّر نمر من أنّ كمية المياه الهائلة التي ستُخزن في السد والذي سبيلغ ارتفاعه 70 متراً ستضغط على هذه النقطة، ما من شأنه أن يتسبب يحدوث زلزال.
من جهته، حذّر أستاذ علوم الجيولوجيا والزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور عطا الياس، في دراسة نُشرت في العام 2012 من أنّ هذا الزلزال قد يطال مختلف الأراضي اللبنانية نظراً إلى مساحة لبنان الصغيرة بالمقارنة مع عدد وحجم الفوالق النشطة فيه، مشيراً إلى أنّ الباحثين يتوقعون أن تشهد منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط حدثاً زلزالياً ضخماً.
من جانبه، رّد البنك الدولي على التساؤلات حول مخاطر حدوث زلزال شبيه بالذي ضرب الصين في العام 2008 وأدى إلى مقتل 80 ألف شخص عقب بناء سد “زيبنغبو” الذي يتعدّى ارتفاعه 155 متراً ويحتوي على 315 مليون طن من المياه، بالقول إنّ ارتفاع سد بسري سيكون أقصر ناهيك عن أنّه سيخزّن كمية أقل من المياه، بالمقارنة مع 22 سداً يشتبه الباحثون في أنّها تسببت بحدوث زلازل، على حدّ ما أورد الموقع.