تكشف خطط شركة سامسونغ الكورية الجنوبية لتصنيع التجهيزات الإلكترونية، بخصوص إضافة خيار منخفض الكلفة إلى مجموعتها من الهواتف القابلة للطي، أنها تعمل على تعجيل تبني النموذج الجديد في تنمية المبيعات.
وتأتي الخطوة مع تعهدات الشركة بمواصلة خفض إنتاج رقائق الذاكرة في ظل توقع تعافي طلب الإلكترونيات خلال النصف الثاني من العام الحالي، ما يدعم توقعات بأن الإنفاق العالمي على التكنولوجيا بدأ يخرج من حالة الركود التي أعقبت حقبة وباء كوفيد.
وقال تاي – مون روه رئيس قطاع الهواتف المحمولة بالشركة في مقابلة مع بلومبرغ “نحاول تحقيق قفزة في نظامنا السعري. وندرس التوقيت بجدية، لكنها مهمة صعبة بالتأكيد”.
وتخوض أكبر شركة لصنع الهواتف الذكية في العالم محادثات مع الموردين المتعاقدين لخفض كلفة تصنيع الهواتف القابلة للطي دون المساس بالمواصفات الأساسية.
وكانت سامسونغ أول شركة كبرى لصنع الهواتف تطرح هاتفاً قابلاً للطي بسعر أقل من ألف دولار. وسرعان ما أصبح هاتفها غالاكسي زي فلب، وسعره 999 دولاراً، أحد أكثر منتجاتها رواجاً في تلك الفئة.
وخفض النطاق السعري بشكل أكبر سيساعد هواتف سامسونغ القابلة للطي على منافسة سعر أيفون المنتشر الذي تنتجه شركة أبل، والذي تبدأ أسعاره من 799 دولاراً، بشكل مباشر.
وإلى حد الآن طرحت الشركة، ومقرها في سوون، الهواتف القابلة للطي باعتبارها هواتف مميزة وفاخرة، بما يتضمن الشراكة مع دار أزياء توم براون لترسيخ صورتها على أنها منتجات فاخرة.
وتراجع سوق الهواتف الذكية الأوسع نطاقاً على مدى العام ونصف العام الماضيين لم يحد من رواج الهواتف القابلة للطي، لكن توقعات نموها في الأعوام المقبلة شديدة التباين.
وتشير توقعات شركة البيانات الدولية آي.دي.سي إلى احتمال شحن حوالي 50 مليون هاتف قابل للطي في 2027، فيما تقدر كاونتر بوينت ريسيرش للبحوث أن يبلغ العدد 100 مليون هاتف مع إطلاق أبل هاتف أيفون قابلا للطي خلال سنتين.
وقال جين بارك، محلل أول لدى كاونتر بوينت ريسيرش، “نتوقع أن يشهد عام 2025 فرصة إصدار أيفون قابل للطي، ما قد يعطي دفعة أخرى للنمو في القطاع”.
ويبدو أن إستراتيجية سامسونغ مزدوجة المسار لترويج هواتفها الرئيسية القابلة للطي على أنها منتجات مميزة، مع تخفيض التكاليف إلى المستوى الأساسي، تهدف إلى تأمين حصتها المسيطرة في السوق.
وطرح مُنتجو الهواتف المنافسة المعتمدة على نظام تشغيل أندرويد خارج الصين منتجاتهم من الهواتف القابلة للطي، رغم اقتصارها على السوق المحلية بشكل كبير حتى الآن.
وانضمت شركة غوغل مطورة أندرويد إلى السباق بهاتفها بيكسل فولد رغم صدوره في مناطق معدودة فحسب. ولا تزال سامسونغ أكبر بائع للهواتف القابلة للطي المتاحة بشكل واسع النطاق على مستوى العالم.
وقال روه إن “المنافسة المتزايدة دليل على انتشار الهواتف القابلة للطي”، وإن سامسونغ ستسعى إلى الحفاظ على ريادتها بالتعاون مع شركات البرمجة المتعاقدة معها مثل غوغل التابعة لشركة ألفابت وميتا بلاتفورمز ومايكروسوفت.
كما تخوض الشركة الكورية محادثات مع غوغل ومايكروسوفت حول الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ولم يوضح روه أي تفاصيل، لكنه نوه بأن سامسونغ ستواصل جهودها لزيادة حصتها في السوق الصينية، إذ تستحوذ على واحد في المئة فقط من السوق، وستعول على جاذبية مجموعة منتجاتها المميزة في ذلك.
وأظهر تقرير في وقت سابق هذا الشهر أن شحنات الهواتف الذكية العالمية انخفضت بنسبة 11 في المئة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الجاري، حيث واصلت السوق مواجهة رياح معاكسة متمثلة في تباطؤ الطلب من المستهلكين وسط عدم اليقين بشأن الاقتصاد الكلي.
وذكرت شركة أبحاث السوق كاناليس أن الركود المستمر في السوق أثر على الشركات الرائدة، مثل سامسونغ وأبل اللتين اضطرتا إلى تقليل عمليات البيع إلى الموزعين أو الشحن إلى تجار التجزئة.
وتصدرت سامسونغ السوق بحصة بلغت 21 في المئة تليها أبل بنسبة 17 في المئة وشاومي بنسبة 13 في المئة وأوبو بنسبة عشرة في المئة.
وأوضحت كاناليس أنه بينما انخفض النمو على أساس سنوي، بدأت الأوضاع في التحسن، مع ظهور مؤشرات على نمو الاستثمارات وانخفاض المخزونات.
وقال لو شوان تشيو المحلل في كاناليس “ترسل سوق الهواتف الذكية إشارات مبكرة على الانتعاش بعد ستة أرباع متتالية من التراجع منذ عام 2022”.
وأضاف “بدأ مخزون الهواتف الذكية في التصفية حيث أعطى بائعو الهواتف الذكية الأولوية لخفض مخزون الطرز القديمة من أجل إفساح المجال لإصدارات جديدة”.