من المقرر أن تختتم السفينة “إم.إس.سي غرانديوزا” رحلة تاريخية الأحد في البحر المتوسط تواجه فيها الحواجز التي فرضتها جائحة كورونا على قطاع السفن السياحية منذ مطلع عام 2020.
وقبل تفشي فايروس كورونا، شهد عام 2019 تألق صناعة الرحلات البحرية، والتي حظيت بإقبال نحو 30 مليون سائح تم نقلهم على متن 272 سفينة، وفقا للرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية، وهي أكبر منظمة تجارية تجمع شركات السفن السياحية.
وبعد اختفاء لما يقرب من نصف عام، يبدأ العمالقة أو وحوش البحار كما يطلق عليهم العودة من جديد عندما غادرت أول سفينة سياحية كبيرة ميناء جنوة بإيطاليا مساء الأحد الماضي لتقوم بجولة في البحر المتوسط، أملا في إحياء هذا القطاع الأساسي لاقتصاد البلاد والذي تأثر كثيرا جراء تفشي الفايروس.
وتلقب هذه السفن بعمالقة أو وحوش البحار حيث يمكنها استيعاب نحو 7 آلاف راكب و220 من أفراد الطاقم، ويتجاوز ارتفاعها 10 طوابق في مبنى، وطولها أكبر من 12 حوتا أزرق، ويبلغ حجمها 5 أضعاف سفينة تايتانيك.
وتعقد آمال كبيرة على “إم.إس.سي غرانديوزا” بعدما اضطرت شركة “هورتيغروتن” النروجية في وقت سابق من هذا الشهر إلى تعليق كل رحلاتها السياحية بعد رصد بؤرة للإصابات بكورونا على متن إحدى سفنها.
وانتقدت السلطات الصحية في العالم الاستجابة البطيئة لشركات الرحلات البحرية إزاء انتشار الفايروس قبل توقف السفن تماما في مارس، إذ استمرت إقامة الموائد المفتوحة على متن السفن وفتح قاعات الرياضة مع عدم توافر معدات الحماية الشخصية بشكل جيد.
ونقلت الجمعية الدولية لخطوط الرحلات البحرية عن جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة تسجيل 3047 إصابة و73 حالة وفاة على متن السفن السياحية التابعة للجمعية بسبب الفايروس.
وأكدت مجموعة “إم.إس.سي” أن بروتوكولها الأمني الجديد يتجاوز المعايير الوطنية وتلك المتصلة بالقطاع.
وفي هذا السياق، تم إجراء فحص كورونا للركاب وأفراد الطاقم عن طريق فحص الدم، قبل الصعود، كما سيتم فحص درجات حرارة الركاب يوميا. وسيتم إغلاق المائدة المفتوحة وتقديم الطعام للركاب على الطاولات.
رحلة السفينة “غرانديوزا” تستغرق 7 أيام، بدأت من ميناء جنوة (شمال غرب إيطاليا) لتنتهي في موانئ تشيفيتافيكيا بالقرب من روما ونابولي وباليرمو وفاليتا في مالطا.
خطورة الرحلة تتمثل في كونها اختبارا حقيقيا لقدرة القطاع على العودة والتعايش في ظل الإجراءات التي فرضتها الجائحة، المتمثلة في تقليل عدد الركاب ووضع قواعد لتناول الطعام والعديد من الأنشطة التي يجب الحفاظ فيها على قواعد التباعد.
وتضرر قطاع الرحلات البحرية من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الصحية، وكذلك بسبب الانتقادات التي تعرض لها بسبب سوء إدارة الأزمة على متن السفن في بداية الوباء.
وتنظر الشركات العاملة في مجال السياحة بعين الاعتبار لهذه الرحلة التي سيتم خلالها تطبيق البروتوكولات الصحية الجديدة، خاصة أن القطاع فشل بشكل كبير في بداية الجائحة، بعد تسجيل 3047 إصابة و73 حالة وفاة بسبب كورونا على متن السفن السياحية التابعة للجمعية الدولية لخطوط الرحلات البحرية.
ووفقا للجمعية الدولية لخطوط الرحلات البحرية، يعد البحر المتوسط هو السوق الرئيسية للرحلات البحرية، ويبلغ حجم مبيعات الصناعة في أوروبا 14.5 مليار يورو سنويا وتوفر 53 ألف فرصة عمل، وقدرت الخسائر بسبب الجائحة بنحو 25.5 مليار يورو.
وفي الوقت الذي تحلت فيه مجموعة “إم.إس.سي” بالشجاعة وقررت تسيير الرحلات البحرية، فضلت مجموعة كوستا، المنافسة لها التريث في الاستئناف الجزئي لرحلاتها البحرية حتى سبتمبر المقبل.
لكن المخاوف تظل قائمة، في ظل الانتقادات التي وجهت للقطاع الذي لم يتعامل بشكل مثالي في بدايات الجائحة ولم يتخذ الإجراءات المناسبة ما تسبب في ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بهذه الرحلات.
ولم تكن شركة “إم.إس.سي” هي الوحيدة التي حاولت العودة، لكن سبقتها شركة “هورتيغروتن” النرويجية التي فشلت في تجربتها بعد تسجيل إصابات بكورونا على متن رحلة لها، ما اضطرها إلى وقف أعمالها مرة أخرى.