بعدما اسقط رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، نفسه، بزلة لسان غير محسوبة، اقصته عن رئاسة الاتحاد، التي قبض عليها من خلال تسويات سياسية، كانت الغلبة فيها الى حركة “امل”، نظرا لوزنها العددي في الاتحاد، بدأت تلوح في الافق النقابي اولاً، من قبل الطامحين الى المركز الاول في الاتحاد، وثانيا الفريق السياسي، باعتبار ان الفريق الذي ناصر الاسمر، لن يتخلى بالسهولة للطامحين بتغيير الوضع، عبر رئيس موال ومطواع ، على غرار ما يجري في بعض الادارات والمناصب في الدولة.
الحرب الخفية، ستظهر علانية مستغلة خطيئة الاسمر لإستغلال السقطة، لإحراج الفريق السياسي الممسك بالاتحاد والضغط لحصول انتخابات سريعة.
في كل الاحوال، يعيش الاتحاد العمالي العام اليوم، بقيادة نائب الرئيس النقابي حسن فقيه، فترة لا تقل عن شهرين، لابلاغ الاتحادات المنتسبة الى الاتحاد العام، اختيار، عضوين لهيئة المكتب، فيما تقول مصادر نقابية لـ “موقعنا” “ان لا حاجة الى هذا التدبير”، في وقت تصف مصادر اخرى “ان الانتخابات ستجري على موقع رئاسة الاتحاد فقط، ما سيترك تأثيرا سلبيا على الافرقاء، بحيث بدأت اللقاءات الجماعية والافرادية للبحث في كيفية الخروج من الازمة. وكل فريق عينه على رئاسة الاتحاد التي كانت دائما من حصة حركة أمل وهو محسوب عليها منذ سنوات طويلة، ما حرم الاحزاب المسيحية أو قوى أخرى منها من تحقيق رغبتها في الحصول على منصب رئاسة الاتحاد على الرغم من هزالة تمثيلة الذي تدنت نسبة العمال المنتسبين لنقاباته الى اقل من خمسة في المئة.
ويضيف مصدر نقابي اخر قائلا: ان المرحلة انتقالية، تمتد لشهرين ويستمر نائبه الحالي بتصريف الاعمال إلى حين حلول الموعد لانتخاب ستة اعضاء بالقرعة بعد شهرين، ومن ثم دعوة المجلس التنفيذي لإنتخاب خلف للرئيس المستقيل.
وفي كل الاحوال لا يمكن غض الطرف عن مسألة أن انتخابات الاتحاد تحصل بإشراف وزارة العمل. وقد ينقلب الوضع الى عكس ما يشتهي الطامحون، اذا ما سارت الانتحابات بديمقراطة حرة، فيخرجون من السباق.
اما رئيس “اتحاد النقابات للمستخدمين والعمال في لبنان” النقابي موسى فغالي فيقول لـموقعنا ان “لا شيء سيتغير في الاتحاد العمالي العام، على الرغم من التأثير السلبي الذي احدثته زلة لسان بشارة الاسمر، بكلمات في غير محلها”مشيرا الى “ان التركيبة ستبقى كما هي، نظرا للمراعاة الخاصة الى حد ما، الا اذا حكمت الديمقراطية. وسيكون انتحاب مجلس ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المنتظر حاضرا في التأثير على انتخاب رئيس جديد للاتحاد العمالي، وفي المؤسسات والادارات ثلاثية التمثيل. نحن بانتطار انتخاب الاعضاء الستة الذين ستسقط عضويتهم، وانتخاب البدلاء”. والى ان يحين الوقت، يبقى النقابي حسن فقيه في رئاسة الاتحاد.