سلامة «يضرب» الدولار و«ينتهك» السيادة الأميركية!

كشفت مصادر مصرفية وقوف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وراء مسألة توقف التداول بالدولار الأميركي من إصدار 2013 وما قبلها. فقد أرسل سلامة، الأسبوع الماضي، كتاباً إلى المصارف يبلغها فيه امتناعه عن استلام أوراق دولار من إصدار 2013. نتيجة ذلك، امتنعت المصارف عن قبول هذه الإصدارات من الزبائن التزاماً بقرار «المركزي»، إلا أنها كانت أكثر مكراً حين قرّرت تعبئة ماكينات الصرّاف الآلي بها لتصريف مخزونها منها. هكذا أعطت عملاءها، عبر الصرافات الآلية، أوراقاً ترفض استلامها منهم على شبابيكها لدفع مستحقات عليهم أو لتحويلها إلى الخارج.

هذا الأمر دفع السفارة الأميركية، رغم كل الودّ الذي تكنّه لسلامة والحماية السياسية التي تؤمنها له، إلى إصدار بيان على «تويتر» ترفض فيه التعامل مع عملة بلادها بهذه الطريقة. ففي التغريدة – البيان، أشارت السفارة الأميركية في لبنان إلى أنّ «سياسة الحكومة الأميركية تنصّ على أنّ كلّ تصاميم الاحتياطي الفيدرالي الورقية هي عملة قانونية، بغضّ النظر عن تاريخ إصدارها… هذه السياسة تشمل جميع الفئات الورقية للاحتياطي الفيدرالي منذ عام 1914 إلى اليوم».

سريعاً، غسَل حاكم مصرف لبنان يده من الأمر، فأصدر «توضيحاً» أشار فيه إلى قيام «مصارف ومؤسسات صرافة باستيفاء عمولات لتبديل أوراق من الدولار باعتبارها قديمة أو غير صالحة للتداول»، وأشار إلى أن «مواصفات الدولار القابلة للتداول تُحدّدها هيئة في وزارة الخزانة الأميركية. كما أنّ مصرف لبنان هو الذي يُحدّد مواصفات العملة اللبنانية القابلة للتداول».

استغلال ما قام به سلامة لم ينحصر بالصيارفة الصغار والمصارف، بل شمل أيضاً الصيارفة المصنّفين فئة أولى وعلى رأسهم شركة مكتّف التي تعمل بشكل أساسي في شحن الأموال. فقد حاولت الشركة التذرع بالقرار لفرض حسم على شحن الأوراق النقدية القديمة إلى الخارج، وروّجت بأن هذا الحسم سيرتفع أكثر بمرور الأيام.

القصّة الحقيقية وراء استغلال صاحب الشركة ميشال مكتّف، هي أن لديه ملفّاً عالقاً في القضاء اللبناني مع القاضية غادة عون التي داهمت مكاتب الشركة وأقفلتها بالشمع الأحمر في نيسان الماضي. وبحسب مصادر مصرفية، فإن مكتّف «يحاول ابتزاز القضاء من خلال وضع ضغوط على سوق الدولار». ويتوافق ذلك مع ما نشره أمس موقع «أساس» على لسان مكتّف وقوله إنّ «السبب (في عدم قبول الإصدار القديم من الدولار) يكمن في غياب المنظّم القادر على شحن هذه الأموال إلى الولايات المتحدة مباشرة من أجل تلفها وإحضار دولارات جديدة بديلة منها. فلا شركات مرخّصة تستطيع التواصل مع الخزينة مباشرة مثل شركتنا، فيما الشركتان أو الثلاث الموجودة في السوق الآن قدراتها محدودة.

 

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقة… ويبتدع «الدولار الدبلوماسي»!
المقالة القادمة«التكاليف التشغيلية» تقضم 10% من قرض البطاقة التمويلية