سوني تنتظر موافقة أميركية لتجاوز حظر هواوي

تواصل الشركات التكنولوجية اليابانية في طلب ترخيص من السلطات الأميركية للاستمرار في تزويد عملاق التكنولوجيا الصيني بالمكونات حيث يأتي ذلك بعد طلب من رئيس مجلس إدارة هواوي دعم الموردين لتخفيف وطأة العقوبات.

تقدمت شركة سوني اليابانية بطلب للحصول على موافقة أميركية لإعادة توريد المكونات إلى شركة هواوي الصينية الخاضعة الآن لحظر يمنعها من الوصول إلى المعدات المصنوعة باستخدام التكنولوجيا الأميركية.

وتأتي هذه الخطوة في ظل عقوبات كثيرة على شركة هواوي ما حد من وصول الرقاقات والمكونات التكنولوجية إليها حسبما ذكرت صحيفة نيكي آسيان ريفيو.

وتنضم سوني اليابانية إلى سامسونغ الكورية الجنوبية في السعي للحصول على ترخيص من وزارة التجارة الأميركية لبيع المكونات إلى هواوي، وهي إحدى الشركات الكبرى المصنعة للهواتف الذكية والبنية التحتية للاتصالات في العالم.

وتواجه سوني دون موافقة وزارة التجارة خطرا على أرباحها، ولم يكن هناك ما يشير حتى السبت إلى وجود موافقة أميركية.

وتقدم الشركة اليابانية مكونات لمنتجات مثل أجهزة “جي5” ، التي أصبحت محاصرة في سباق التكنولوجيا الفائقة بين الولايات المتحدة والصين.

وتُصنف سوني كإحدى الشركات الكبرى المزودة في العالم من حيث الحصة السوقية لأجهزة استشعار الصور للهواتف المحمولة.

وتشير التقديرات إلى أن هواوي تستحوذ على خمس مبيعات الشركة اليابانية البالغة نحو 9.5 مليار دولار من مستشعرات الصور، مما يجعلها ثاني أكبر مشتر بعد شركة أبل.

وتوقعت سوني في شهر أغسطس حصول انخفاض بنسبة 45 في المئة في الأرباح التشغيلية لقطاع المستشعرات للسنة المنتهية في شهر مارس 2021.

وعزت الشركة هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى انخفاض مبيعات الهواتف الذكية خلال جائحة فايروس كورونا، لكن المحللين يقولون إن توقعات أرباح مستشعر الصور قد تشهد المزيد من التخفيضات نتيجة للحملة الأميركية المتصاعدة ضد هواوي.

وتقدمت شركة “كيوزوكيا” اليابانية لتصنيع رقاقات الذاكرة بطلب للحصول على موافقة أميركية من أجل توريد المكونات إلى هواوي.

وتتأثر “كيوزوكيا”، وهي شركة تابعة لشركة توشيبا، أيضا بالعقوبات المفروضة على هواوي، وتوفر رقاقات ذاكرة الهواتف الذكية نحو 40 في المئة من مبيعات الشركة.

وكانت التوترات بين الولايات المتحدة والصين أحد العوامل في قرار شركة “كيوزوكيا” الأخير بتأجيل الطرح العام الأولي في بورصة طوكيو، الذي كان مقررا في 6 أكتوبر.

وحصلت شركة إنتل الأميركية المصنعة للرقاقات على ترخيص لتزويد هواوي بمكونات لأجهزة الكمبيوتر الشخصية. ومن المتوقع أن تصبح القيود الأميركية المفروضة أكثر صرامة على وصول هواوي إلى تكنولوجيا الاتصالات.

وتورد الشركات اليابانية والتايوانية والكورية الجنوبية قطع غيار بقيمة 26.4 مليار دولار لشركة هواوي سنويا.

وقال جيف وانغ، رئيس مجلس إدارة شركة هواوي الصينية “نمت مشتريات هواوي من الموردين اليابانيين بأكثر من 50 في المئة خلال العام الماضي، وذلك بسبب الدور الهام لليابان في سلاسل التوريد العالمية“.

ويأتي هذا الطلب الياباني بعد نداء وجهه رئيس مجلس إدارة شركة هواوي الصينية بالتناوب غاو بينغ مؤخرا حيث قال إن “شركة هواوي ستبذل قصارى جهدها لدعم الموردين وتعزيز سلسلة التوريد التي تعرّضت للهجوم”، دون أن يذكر أي تفاصيل عن الهجوم.

وأضاف بينغ خلال فعاليات حدث هواوي كونكت السنوي، الذي نظمته شركة تصنيع الهواتف الذكية ومعدات الاتصالات في شنغهاي أواخر سبتمر الماضي، والذي يركز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن الشركة ستواصل العمل مع الموردين المستعدين والقادرين على التمسك بالشركة الصينية في الوقت الذي تكافح فيه من أجل البقاء ضد حملة القمع الأميركية المتزايدة.

وقال بينغ “هواوي في وضع صعب هذه الأيام، وما زال العدوان الأميركي مستمرا، مما وضعنا تحت ضغط كبير، ولا تزال هواوي تقيّم التأثيرات بعناية، لكن القتال من أجل البقاء هو تركيزنا الرئيسي الآن”.

وأشار بينغ حينها إلى أن الشركة ستواصل الاستثمار في الاتصالات والحوسبة عالية الأداء والسحابة والذكاء الاصطناعي، وستواصل دعم جميع الموردين الذين لا يزال بإمكانهم العمل مع هواوي.

وكانت تصريحات بينغ هي أول تعليقات عامة من مسؤول تنفيذي في شركة هواوي منذ أن دخلت حملة القمع الأخيرة في واشنطن حيز التنفيذ الكامل الأسبوع الماضي.

وتسمح القيود الأميركية للشركات بالتقدم للحصول على ترخيص من السلطات الأميركية من أجل الاستمرار في تزويد هواوي.

وحاولت بعض الشركات الاستفادة من هذه السياسة، وقالت شركة إنتل إنها حصلت على ترخيص لتوريد منتجات معينة إلى هواوي.

وسبق وقالت الشركة الصينية الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (سميك)، التي تستخدم آلات أميركية المنشأ لإنتاج رقاقات لهواوي، إنها تقدمت بطلب للحصول على ترخيص.

وكشفت هواوي في وقت سابق من هذا الشهر عن نظام التشغيل الجديد هارموني أو.أس، وهو نظام تشغيل تأمل في استخدامه بدلا من أندرويد، حيث تم منع غوغل من تقديم تحديثات للشركة.

وقالت الشركة إنها ستطلق نظام التشغيل أولا على أجهزة الإنترنت الأشياء ثم على الهواتف الذكية في نهاية العام.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةجهات كبرى تقف خلف “تيك توك”…
المقالة القادمةجلسة للجنة المال والموازنة بحضور وزني تبحث مستجدات المفاوضات مع “صندوق النقد”