شركات الطيران تنفض الغبار بعد “كوفيد- 19” تحضيراً للإقلاع

تنفض شركات الطيران الغبار عن الطائرات المتوقفة منذ العام الماضي إثر تفشي وباء كوفيد-19، وتتحقق من خلوها من الفطريات والحشرات وأعشاش الطيور قبل إعادتها إلى الجو مع انتعاش السفر هذا الصيف. وفي باريس هذا الأسبوع، قامت آلية جر بسحب طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية بقيت متوقفة في مستودعات مطار أورلي لمدة عام، ونقلتها إلى مستودع آخر حيث قام الفنيون بإزالة القماش المشمّع عنها.

وكمعظم شركات الطيران، أخرجت الخطوط الجوية الفرنسية الغالبية العظمى من طائراتها من الخدمة خلال الوباء، حيث أدّت قيود السفر إلى خنق حركة الملاحة الجوية إلى حدّ كبير، وتوقف ما يقرب من نسبة 80 في المئة من أسطولها في ذروة الأزمة. وسيكون على الطائرة من طراز “أيرباص أيه321” في مستودع مطار أورلي القيام بسبع رحلات يومياً مع انطلاق موسم الصيف في أوروبا، في وقت يبحث المسافرون الذين فاض بهم الكيل من قيود كوفيد، عن قليل من الراحة في وجهات في منطقة المتوسط المشمسة.

ورغم صيانة الطائرات المتوقفة بشكل دوري، سيستغرق إعداد “أيرباص” لنقل أكثر من 200 راكب في كل رحلة مجدداً بعض الوقت.

وقال أحد المسؤولين عن تجهيز طائرات الخطوط الجوية الفرنسية في أورلي فنسنت ريغودي، “هناك مجموعة كاملة من الأنظمة التي أغلقت ولم تعمل منذ مدة طويلة وعلينا إعادة فحصها واختبارها”. وأضاف: “علينا فحص مستويات الزيت في النظام الهيدروليكي وفحص جميع أنظمة المحرّك”.

رومن ثم يتم تسيير الطائرات في رحلة تجريبية لضمان عمل جميع الأنظمة بشكل طبيعي قبل أن تحصل الطائرة على الضوء الأخضر للعودة إلى الخدمة التجارية.

وفي مستودع تساوي مساحته ملاعب عدة لكرة القدم، تعمل فرق الخبراء التقنيين عادة على مدار الساعة للتأكد من أن طائرات الخطوط الفرنسية في وضع يسمح لها بالقيام برحلات. لكن فترة السبات الطويلة التي تعيشها الطائرات تسببت بمشاكل يتعيّن على الخبراء التقنيين مواجهتها، بحسب ما أوضح ريغودي وسط ضجيج مكبرّات الصوت الهادفة لإبعاد الحمامات.

وتبني الطيور أعشاشها على الطائرات المتوقفة، خصوصاً على الجناحين، فيما تتسبب فضلاتها بتآكل جسم الطائرة. وقال ريغودي: “لا تحتاج (الطيور) إلى فسحة كبيرة للولوج إلى الداخل”. وهناك مشكلتان أخريان، هما تلوّث خزّانات الوقود بالفطريات وسد الحشرات لأجهزة استشعار سرعة الطيران.

وكما أن أقمشة العزل المستخدمة لحماية الطائرة تمثّل تحدياً آخر إذ بإمكان الرطوبة أن تتجمّع تحتها. وتم وضع أكياس لامتصاص الرطوبة قرب شفرات مراوح الطائرة، ويعتمد الأمر على مكان توقيفها. فمثلاً، إذا كانت في مدينة حيث درجات الحرارة والرطوبة والتلوث عالية، قد يؤدي ذلك إلى تآكل جسمها أكثر من العادة. وفي أورلي، يستغرق نقل طائرة “أيرباص أيه 320” متوقفة وتجهيزها للتحليق مجدداً ما بين 200 إلى 300 ساعة من العمل.

ويبدأ ذلك بفحص تستخدم فيه كاميرا مجهرية مثبّتة على أنبوب طويل مرن يمكن من خلاله بلوغ أماكن يصعب الوصول إليها عادة. ولدى “أيرباص” نظام كمبيوتر يكشف عن مكامن الخلل. وتستخدم طائرة مسيّرة لفحص الأجزاء المرتفعة. من ثم، يتم فحص المعدات وإصلاحها أو استبدالها في حال الضرورة. وتتم إعادة توصيل البطاريات وتنظيف الأسطح الداخلية والخارجية قبل أن تصبح الطائرة جاهزة لنقل الركاب مجدداً. (أ.ف.ب)

مصدرنداء الوطن
المادة السابقة“نعمة” السيارة تتحوّل إلى “نقمة”… والبديل الدراجة النارية
المقالة القادمةالمستورِدون يُحذّرون: نَفَدَ مخزون مئات الأدوية