يشعر المسؤولون التنفيذيون في شركات الطيران بالغضب من احتمالية إيقاف الطائرات وتقليص سعة الرحلات وسط موسم سفر صيفي مزدحم بعد ظهور مشكلات جديدة مع بعض محركات برات آند ويتني التي تصنعها شركة آر.تي.إكس.
وأحدث عقبة التي تعترض قطاع السفر ما كشفت عنه الثلاثاء الماضي آر.تي.إكس، حيث من المتوقع أن تؤثر على ما لا يقل عن 1200 من محركات جيرد توربوفان (جي.تي.أف) التي تعمل على تشغيل طائرات أيرباص أي 320 نيو الشهيرة.
وقالت آر.تي.إكس إن “المحركات ستحتاج إلى ما يصل إلى 60 يوما للفحص والإصلاح بعد العثور على ملوثات مجهرية في المعدن المستخدم في جزء من قلب المحرك”.
وبينما علق عدد قليل من شركات الطيران علنا على قضية تلوث المحرك، قال العديد من كبار المدراء التنفيذيين في شركات الطيران بشكل خاص إنهم أصيبوا بالصدمة، ووصف أحدهم، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الأمر بأنه “مفاجأة سيئة”.
وتكافح شركات الطيران بالفعل مع نقص الطيارين ومراقبي الحركة الجوية والطائرات الجديدة، مما يجعل من الصعب إضافة المزيد من الرحلات الجوية.
ويعتمد البعض من الشركات على طائرات أكبر يمكنها استيعاب المزيد من الركاب للالتفاف على التحديات التشغيلية التي أفرزتها الحرب في شرق أوروبا عندما جعلت التكاليف تحلق إلى مستويات فلكية، بينما كان القطاع يحاول النهوض من كبوة الوباء.
وتتابين آراء المحللين حول قدرة قطاع الطيران حول العالم على الصمود أكثر بوجه التحديات المتزايدة رغم بروز بوادر مشجعة على تعافي سوق النقل الجوي منذ بداية 2023.
وعادت شركات الطيران إلى ما كان عليه نشاطها قبل الأزمة الصحية، لكنها تواجه ارتفاع التكاليف والتوتر الجيوسياسي والمشروع الضخم المتمثل في إزالة الكربون في مواجهة أزمة المناخ.
وخلال الأشهر القليلة الماضية برزت علامات التفاؤل في القطاع بعدما تجاوز تداعيات كوفيد التي خفضت عدد زبائنه بمعدل الثلثين في 2020.
ويبدو الهدف الأول بالنسبة إلى معظم الشركات لهذا العام استعادة حوالي 4.5 مليار مسافر مسجلين خلال 2019 وأيضا في ما يتعلق بإيرادات الركاب بالكيلومترات، وهو أحد المؤشرات المرجعية للقطاع.
ونسبت وكالة رويترز إلى أديسون شونلاند الشريك في شركة أيرإنسايت الاستشارية قوله “ظاهريا، جاء هذا في وقت حرج حقًا”.
وتتطلع آر.تي.إكس إلى تقليل التأثير ودعم عملائها، لكن شركات الطيران في نصف الكرة الشمالي تحاول تحسين الموارد لموسم السفر الصيفي، وعادة ما تكون الفترة الأكثر ربحية في الصناعة.
ومن بين العملاء الرئيسيين الذين تسلموا طائرات أي 320 نيو المتضررة خطوط سبيريت الجوية وجيت بلو وهاواي أيرلاينز وويز أير، وفقًا لمزود بيانات الطيران سيريوم.
وتفتقر تلك الشركات أيضا إلى أنظمة دعم إصلاح وصيانة الطائرات الداخلية، ما يجعلها تعتمد على موفري الخدمات الخارجيين. لكن شونلاند قال إنه “مع ازدحام منشآت الإصلاح بالفعل، فإن الوضع أكثر إلحاحًا بالنسبة إليهم”.
وحذرت هاواي أيرلاينز من أنها قد تضطر إلى تعديل قدرتها، لكنها رأت أنه من السابق لأوانه تقييم التأثير. وقالت الشركة الثلاثاء الماضي إن “التأثير سيعتمد على مدى توفر الأجزاء التي تتطلب الاستبدال”.
وكان التوافر المحدود للبدائل لهذه المحركات قد حد بالفعل من قدرة الشركة على الاستفادة الكاملة من أسطولها من طائرات أيرباص، فقد أوقفت البعض من الطائرات بسبب نقص المحركات.
وكافحت الصناعة لبناء طاقة فائضة وسط النقص المستمر في العمالة بعد الوباء والتعافي الأسرع من المتوقع في الطلب على السفر.
وقبل الكشف عن الأجزاء المعدنية الملوثة في محركات برات آند ويتني، كانت هاواي أيرلاينز تخطط لعدم وجود أكثر من طائرتين خارج الخدمة خلال الأشهر القليلة المقبلة.
والآن مع بروز مشكلة محركات برات آند ويتني فإنه من المحتمل أن يستغرق الأمر بضعة أرباع أخرى قبل أن يتوفر أسطول هاواي أيرلاينز الضيق بالكامل من أيرباص.
وقال بيتر إنغرام الرئيس التنفيذي لشركة هاواي أيرلاينز في مكالمة حول أرباح الشركة “ما نتطلع إليه حقًا هو التوافر الكامل لأسطولنا وعملية أكثر قابلية للتنبؤ”.
وخفضت سبيريت أيرلاينز في السابق تقديرات السعة لعام 2023 بسبب نقص محركات جي.تي.أف العاملة. وقالت شركة الطيران منخفضة التكلفة للغاية إن “السعة المقيدة في ورش الإصلاح أدت إلى زيادة ثلاثة أضعاف في أوقات التحول للمحركات”.
ولم ترد الشركة التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها، والتي من المقرر أن تعلن عن أرباحها الفصلية الأسبوع المقبل، على طلب للتعليق تقدمت به رويترز، لكنها قالت في أبريل الماضي إن “المشكلات المتعلقة بالمحرك تضر بالعمليات”.
وقبل الإصدار الأخير، وصف المدير المالي لشركة سبيريت سكوت هارالسون الوضع برمته بأنه “محبط”، لأنه يضر بأرباح شركة الطيران.
وتجد جيت بلو نفسها في وضع مماثل. وقال متحدث باسم شركة الطيران التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن “جيت بلو كانت تعمل مع شركة برات لتقييم تأثير المشكلة الأخيرة”.
وقطعت شركة الطيران بالفعل 10 في المئة من رحلاتها من مدينة نيويورك هذا الصيف بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية.
وفي ملف تنظيمي، حذرت جيت بلو سابقًا من أنها “معرضة لمشاكل كبيرة” مرتبطة بمحركات برات آند ويتني جي.تي.أف. ولم يكن الأمر أفضل حالا بالنسبة إلى أكبر شركة طيران أوروبية أير ويز المجرية التي كشفت الأربعاء الماضي أنها تتوقع تقلص قدرة جني العوائد والأرباح في النصف الأول من العام الحالي، الذي لم تعلن عن نتائجه التفصيلية، بنسبة “متوسطة من رقم واحد”.
ومع أن 12 من محركات أسطولها ستتأثر بهذه المشكلة، إلا أن شركة النقل منخفضة التكلفة، التي ركزت أعمالا لها في الشرق الأوسط أكدت أن الطلب القوي على السفر الاستهلاكي قد يؤدي إلى أسعار أعلى، مما يترك الربحية كما هي.