أبدى دانيال إيفاسين، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «باسيفيك إنفستمنت مانجمنت» (بيمكو)، أكبر مدير نشط لصناديق السندات في العالم، تخوفاً من «تباطؤ أكثر حدة» مقارنة بالمستثمرين الآخرين، حيث يستعد رؤساء المصارف المركزية لمواصلة رفع أسعار الفائدة.
وقال إيفاسين في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية: «كلما زاد التشديد الذي يشعر الأشخاص بالحماس للقيام به، زاد عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية الأكثر شدة». وأضاف أن السوق ربما لا تزال واثقة جداً من جودة قرارات المصرف المركزي وقدرته على خلق نتائج إيجابية، بحسب «فاينانشيال تايمز».
أضاف أنه على الرغم من أن «بيمكو» تعتقد أن التباطؤ الهادئ «هو النتيجة الأكثر ترجيحاً للاقتصاد الأميركي، فإنها تتجنب مجالات السوق التي ستكون أكثر عرضة للخطر في فترة الركود».
وتفضل شركة إدارة السندات المملوكة من قبل شركة التأمين الألمانية «أليانز»، السندات الحكومية والشركات عالية الجودة في الوقت الحالي.
وقال إيفاسين للصحيفة إن هذا سيكون الوقت المناسب لاقتناص الصفقات. وحذر من أن هذه الدورة قد تكون مختلفة عن الدورات السابقة.
جدير بالذكر أن محللين استراتيجيين في «غولدمان ساكس» توقعوا أيضا منتصف الشهر الماضي، ألا ينخفض التضخم في الولايات المتحدة بالسرعة التي تتوقعها الأسواق حالياً. وذكرت وكالة «بلومبرغ» في تقرير أن المحللين كتبوا في مذكرة «رغم توقعنا مزيداً من الانخفاضات في التضخم بالمستقبل، تبدو الأسواق أكثر تفاؤلاً منا بكثير في ما يتعلق بوتيرة التباطؤ».
وذكر المحللون أن الأسواق تتجاهل احتمال حدوث «تضخم متأخر» في قطاعات مثل الرعاية الصحية.
وقال كبير المحللين برافين كوراباتي في المذكرة، إنَّ المستثمرين ربما يفترضون أن التباطؤ الحاد في النمو سيؤدي إلى مزيد من التراجع السريع لضغوط الأسعار، كما يميلون لتوقع هبوط أسعار الطاقة بوتيرة أكبر مما تشير إليه عقود السلع الآجلة.
وقال المحللون إنه على الرغم من أنَّنا نتوقَّع المزيد من الانخفاضات في التضخم مستقبلا، لكن الأسواق تبدو أكثر تفاؤلا مما نحن عليه بشأن وتيرة التباطؤ.
وتراجعت توقُّعات التضخم على المدى القصير في الولايات المتحدة يونيو (حزيران) الماضي إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عامين، مما ساعد على تعزيز معنويات المستهلكين. لكن «غولدمان ساكس» لا يزال يؤيد أصحاب وجهة النظر القائلة إن ارتفاع الأسعار سيظل ثابتاً، فالخبراء الاستراتيجيون بالبنك يوصون المستثمرين بشراء مقايضات لمدة عام واحد، للمراهنة على ارتفاع التضخم عن توقُّعات السوق الحالية.