افتتحت شركة غبريل للصناعة المجمع الصناعي لانتاج الصناعات البلاستيكية، في المنطقة الصناعية “شنورة” في بكفيا برعاية وزير الصناعة وائل ابو فاعور، وحضور الرئيس امين الجميل وعقيلته السيدة جويس ، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، النائبين نديم الجميل وهاغوب بقرادونيان، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، نقيب المحامين السابق جورج جريج بالاضافة الى مجموعة من الصناعيين والكهنة ورؤساء البلديات والمخاتير.
والقى ممثل الوزير ابو فاعور كلمة قال فيها: “لسوء الحظ وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب، أصبح هناك قناعة متزايدة بأهمية الصناعة في لبنان، وكنا نتمنى ان تولد هذه القناعة من قبل، لكن ان تصل متأخرا خير من ألا تصل ابدا، وأنا أرى يوميا، في الوزارة عشرات من الابطال، يمكن تسميتهم بالمغامرين، يقدمون التراخيص باستثمارات جديدة، وأعتقد أن هؤلاء المغامرين يدفعون من قلوبهم، أكثر مما يدفعون من جيوبهم، لذلك تأتي مغامرتهم محسوبة”.
وتابع:” نحن كوزارة لا نمتلك مصانع وكما يعلم الجميع ان وزارة الصناعة تملك موازنة متواضعة، نحن نعمل بتعاون شبه يومي مع جمعية الصناعيين، وبذلك نجسد بشكل فعلي التعامل بين القطاعين العام والخاص، والقانون الذي صدر في العام 2017 المتعلق بالتعاون بين القطاعين العام والخاص مطبق في وزارة الصناعة على اكمل وجه، ومنذ الخمسينات ، ومن نتائج هذا التعاون، مركز البحوث الصناعية الذي اسس سنة 1951″.
أضاف: “عندما نتكلم عن الصناعة، نفكر مباشرة بالتلوث، ربما بسبب ما يتداوله الاعلام عن هذا الموضوع ، والافكار المغلوطة ايضا التي يتداولها الناس، وأنا أقول من دون صناعة، ليس هناك انتاج أو تقدم، فالدول المتقدمة هي الدول الصناعية، ونحن اليوم في لبنان أمام تحد كبير للانتقال من النظام الريعي الى النظام الانتاجي، وهذا ما يفعله الاخوة غبريل، الذين اتمنى لهم التوفيق وخصوصا الدعم من جميع القطاعات السياسية، لانه كما نعلم ان لم تدعم القطاعات السياسية المشاريع في لبنان، تبقى فرص نجاحها محدودة، وكذلك نتمنى أن يظل التعاون مستمرا مع جمعية الصناعيين واتمنى النجاح للاخوة غبريل في مصنعهم الجديد”.
بدوره هنأ رئيس جمعية الصناعيين الاخوة غبريل على هذا الانجاز ونوه بـ”الجهود المادية والاخلاقية التي بذلاها ومشهود لهما السمعة الطيبة في هذا المجال التجاري والصناعي، وهم قدوة لجميع اللبنانيين الراغبين في تقديم جودة الانتاج الذي يضاهي الانتاجات العالمية. وما يجعل من الاخوة غبريل قدوة في الانسانية هو خلق فرص عمل جديدة من خلال مئات الوظائف التي يستوعبها المصنع لتشغيل اهل المنطقة والجوار”.
وشكر الجميل الوزير أبو فاعور على الدعم المطلق للصناعيين الذين وصفهم بأبطال الاقتصاد اللبناني، مستشهدا بـ”البطولات التي يقوم بها الصناعيون اللبنانيون في العالم ، واذا اعطيت فرصا لقطاع الصناعة لكي يعمل سوف يتفاجأ البعض بما نملكه من معطيات مادية وبشرية”، مستذكرا شعار بيار الجميل الشهير “بتحب لبنان حب صناعتو”.
جريج
وكانت كلمة لوكيل الشركة جورج جريج أشار فيها الى ان “موريس وكميل اسعد غبريل حملا اسم الوالد وحافظا على الارث لمؤسس شركة اسعد غبريل واولاده وحفظا غيبا جذور القيم والاستقامة واساسات النظافة التي قامت عليها الشركة منذ تأسيسها، فهذه سيرة هذا البيت وعجينة هذه العائلة قبل ان تصبح شركة وتمتد جذورها الى لبنان والمنطقة”.
وتحدث عن الانطلاقة في عز حرب ال 75، وعن رهان المؤسس على البقاء في ارض الوطن ، وشدد على أن :هذه الشركة تعتمد على التقنيات الصديقة للبيئة واعتماد مبدأ الصفرين : صفر تلوث وصفر نفايات” .
واستذكر جريج “الجهود الذي قام بها الوزير الراحل بيار الجميل ، ان كان من ناحية التخصص الوظيفي الى بناء قاعدة معلومات مع منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية”، ونوه ب “المساهمات العملاقة التي اضافها المواطنون الارمن الى الصناعة اللبنانية”.
وختم: “لا، نحن لا نسير عكس السير، فلبنان لناسه قبل حكامه، لبنان للعامة قبل امرائه، لبنان لكل اللبنانيين”.
ثم قدم الاخوة غبريل درعا للوزير ابو فاعور عربون وفاء وتقدير لجهوده ودعمه تسلمه عنه ممثله ، وجال الجميع في انحاء المصنع وشربوا نخب المناسبة.
ثم تحدث النائب سامي الجميل فقال: “مبروك من القلب لكميل وموريس غبريل على هذا الانجاز الكبير، وأعرف شخصا، هو مسرور بهذا الانجاز الكبير على صعيد منطقة المتن والبلد. أشبه هذا العمل الذي قام به الاخوان غبريل ، بنضال حزب الكتائب في هذه المرحلة ، وبالعامية انه “عمل بعكس السير متلنا متلكم”.
وتابع :” منذ ثلاثين عاما بني اقتصادنا على قطاعات غير منتجة وتحول بالتالي الى اقتصاد ريعي ، لذلك لم يقدر على امتصاص ازمات مالية كالتي نعيشها اليوم، وباعتمادنا على هذه القطاعات توجهنا في الاتجاه المعاكس واصبح اقتصادنا صغيرا وديننا كبيرا، ولو كان اقتصادنا كبيرا لكان بلإمكاننا امتصاص هذا الدين، وبدل ان نضع اموال الدين في قطاعات منتجة كالزراعة والصناعة وضعنا هذه الاموال في المصارف والعقارات وهذا لا يولد قيمة مضافة، بينما القيمة المضافة تأتي من وضع هذه الاموال في مصارف وخلق فرص عمل، وهذه المعاشات التي تعطى للموظفين تصرف في الاسواق، وبالتالي يكبر اقتصادنا وينتعش”.
أضاف: “اكرر ان لبنان لا يضع استراتيجية واضحة للنهوض الاقتصادي، وهذه الاستراتيجية لا تمر الا في صناعة قوية، هذا رهان بيار الجميل ، وهذا رهاننا اليوم، ونطلب من الدولة ان تضع استراتيجية واضحة من اجل العمل وخلق فرص عمل خصوصا لدى الشباب، ففي كل دول العالم يخطط للانتخابات ويفوز المرشحون بالانتخابات وتسقط الحكومات، حسب مؤشر واحد هو مؤشر البطالة، ونحن البلد الوحيد الذي لا يملك مؤشر بطالة ونتكهن كل عام بأرقام يضعها كل واحد على ذوقه. أنا أقول إنه إذا أردنا تشجيع الشباب على البقاء وزيادة معاشاتهم، يجب علينا تشجيع القطاعات المنتجة مثل العمل الذي يقوم به الاخوة غبريل، وبالتالي يجب على الدولة ان تسهل مثل هذه الاستثمارات والامثلة على ذلك كثيرة ومنها تشجيع الدول الاجنبية، كفرنسا مثلا، الصناعيين غير الفرنسيين على الاستثمار بتقديم الارض لهم واعفائهم من ضرائب في انطلاقة الاستثمار وغيرها من التسهيلات. في المقابل، ماذا تفعل الدولة اللبنانية؟ تقول للمستثمر ، عليك بثلاث فواتير مياه، 2 كهرباء واشتراك مولد، بالاضافة الى ضرائب من هنا وهناك مما يدفع المستثمر الى العدول عن مشروعه ووضع امواله في المصرف لان هذه الطريقة أضمن له”.
وشدد على أن “هذا الاقتصاد الريعي بإمكانه تثبيت الليرة لكن ليس بإمكانه تهدئة الناس العاجزين عن دفع أقساط مدارس وجامعات أولادهم، الناس الذين ومنذ الخامس عشر أو قبل من الشهر، يقومون بالبحث عن الوسائل لتأمين المصروف لآخر الشهر، لذلك كل هذه المظاهر والتطمينات الاعلامية والصادرة عن المسؤولين ، لا تفيد عندما نرى صورة المواطن الواقعية الذي لا يقدر ان يكمل شهره. لذلك ايضا لا يمكن للدولة ان تستمر من دون رؤية اقتصادية. وهذا السؤال لم يرد عليه أحد في الدولة وشغلهم الشاغل هو التفتيش عن الاستدانة من جديد لتسكير عجز الموازنة من جراء الفساد وهدر الاموال والتوظيف السياسي والعشوائي. وهذا ما ندفعه على شكل الضرائب التي تفرض علينا من جراء فشلهم ، وفسادهم وعجزهم عن حسن ادارة البلد. فبدل ان توظف الاموال في سبيل استثمارات مثل ما يقوم به الاخوة غبريل وغيرهم ، توظف ومن خلال الضرائب التي ندفعها لتمويل فساد الدولة وهدر اموال الناس”.
وقال: “يجب على الدولة ان تضبط المعابر غير الشرعية لعدم تمرير البضائع المنافسة التي تباع من دون ضريبة دخل بأسعار منافسة ومن دون جمرك وهذا ما ينعكس على اسعار السوق ، لذلك يجب على الدولة اقفال هذه المعابر غير الشرعية ومراقبة المرافق الشرعية ، من اجل تحصين مالية الدولة وحماية الصناعات الوطنية”.
وختم: “أتوجه الى الاخوة غبريل ، موريس وكميل وأقول لهم ان ما قمتم به هو عمل بطولي ، تجاه المنطقة ومن خلال توظيف عدد كبير من الشبان وبالتالي هي عملية انقاذية لعائلاتهم وبالتالي انقاذ لعملية هجرة الشباب ، وتمكين هؤلاء من البقاء الى جانب اهلهم والاهتمام بصحتهم ، واخيرا اقول مبروك لكم فأنتم خير من طبق مقولة “بتحب لبنان حب صناعتو”.