شقير: علينا إنتاج شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص

عقدت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير اجتماعاً موسعاً امس الخميس في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، شارك فيه أكثر من 50 رئيس نقابة وجمعية اقتصادية في جميع القطاعات، تحت عنوان: “ملتقى القطاع الخاص.. من أجل الصمود ومنع السقوط”.

يأتي هذا الملتقى، نظراً لتراجع النشاط الاقتصادي الكبير الذي تم تسجيله على وقع ارتفاع وتيرة الأحداث في جنوب لبنان وحرب غزة، وعلى وقع الخوف من امتداد أمد الحرب، وذلك للبحث في متطلبات تقوية صمود المؤسسات ومنع سقوطها والاتفاق على الإجراءات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.

افتتح شقير الملتقى بكلمة استهلها بإعلان موقف إنساني تضامني مع غزة وأهل غزة الرافض لكل المجازر الوحشية والبربرية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الإنسانية جمعاء.

وقال شقير: “أرحب بكم في بيتكم غرفة بيروت وجبل لبنان “بيت الاقتصاد اللبناني”، وأتوجه إليكم بإسمي وباسم الهيئات الاقتصادية بخالص الشكر والتقدير على كل ما قمتم به خلال أربع سنوات من أقوى ثالث أزمة اقتصادية ومالية على المستوى العالمي”. أضاف “لقد أثبت القطاع الخاص اللبناني قدرة فائقة على الصمود وجدارة كبيرة في مواجهة كل التحديات ومن ضمنها القرارات الجائرة التي اتخذت، وقد تمكنتم بما لديكم من خبرة وإمكانات وقدرات إبداعية من تثبيت موقع مؤسساتكم ودور القطاع الخاص الريادي في قلب المعادلة وبفضلكم صمد كل لبنان”.

وتابع شقير: “في بداية الأزمة سمعنا أصواتاً من الكثير من المنظرين، عن أن لبنان سيعود إلى القرون الوسطى وسمعنا التهويل عن الارتطام الكبير والانهيار الفائق النظير، ولكن ما حصل على أرض الواقع يؤكد أنه أينما وُجِدَ القطاع الخاص اللبناني وجد الصمود والقدرة على التحدي والوقوف من جديد”.

وتوجه شقير الى المجتمعين قائلاً “لبنان صمد اقتصادياً واجتماعياً بفضلكم، ولبنان استعاد المبادرة كما رأينا في العام 2023، وخصوصاً في موسم الصيف بفضلكم، وكان من المتوقع أن يسجل الاقتصاد اللبناني نمواً يقدر بـ 2 في المئة في العام 2023 وكل ذلك بفضلكم”.

ونبه شقير الى أننا اليوم مرة جديدة لبنان في عين العاصفة، من حرب غزة إلى الأحداث الدائرة في جنوب لبنان، والاقتصاد هو أول من يتلقى الصدمات، حيث سجل في وقت سريع، انكماشاً حاداً في مختلف القطاعات والأعمال، وهذا ما يطرح علينا مرة جديدة تحدياً قاسياً في حال امتدت الحرب والأحداث جنوباً لأشهر وصولاً إلى موسم الميلاد ورأس السنة”. وقال “لن أتحدث عن إمكانية دخول لبنان الحرب لأن كل المسلمات تسقط”.

وأوضح شقير أنه “من هنا أتى هذا الاجتماع أولاً من أجل رفع حال التضامن والتكاتف في ما بيننا جميعاً في مواجهة كل التحديات الداهمة ولنتشاور فيما يمكن أن نتخذه من تدابير وأيضاً تحديد ما هو مطلوب من إجراءات من قبل الحكومة والوزارات والمؤسسات الرسمية بهدف تحصين الصمود ومنع الانهيار الشامل”.

وأطلق شقير نداءً طالب فيه الحكومة وكل القوى السياسية بفعل المستطاع لمنع انجرار لبنان إلى الحرب.

وقال: “نحن من جانبنا نَعِدّ كما كل مرة أننا سنفعل كل المستطاع لتحريك عجلة الاقتصاد والاستفادة من المواسم المقبلة حفاظاً على مؤسساتنا وعلى اليد العاملة فيها وعلى اقتصادنا الوطني”.

وتابع شقير “إننا نمر في أوقات عصيبة، لكننا وكعادتنا لن نستسلم وسنتحرك، كل مؤسسة وكل قطاع، وسنتحرك بشكل جماعي متضامنين متكاتفين، وسنعمل على إنتاج شراكة قوية بيننا وبين القطاع العام”.

وأعلن شقير أنه “لهذا سأتواصل فور انتهاء الملتقى مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي نحييه على كل الجهود التي يقوم بها لتحييد لبنان عن الحرب، لتسليمه ورقة التوصيات التي ستصدر عن هذا الملتقى والتي تتضمن الإجراءات والتدابير المطلوبة من الوزارات والدوائر الحكومية في هذه المرحلة الدقيقة”.

وشدد شقير على إن القطاع الخاص اللبناني هو أساس صمود لبنان ونهوضه، فعلى الجميع وخصوصاً الإدارات المعنية في الدولة تحمل مسؤوليتها والمبادرة لاتخاذ كل ما من شأنه تحقيق هذه الأهداف.

وختم شقير، قائلاً: أنا على ثقة أنه على الرغم من كل هذه المعاناة فإن لبنان سيصمد حتماً وسينهض من جديد بفضلكم وبفضل القطاع الخاص اللبناني وبفضل المبادرة الفردية وبفضل كل رجل وسيدة أعمال وكل شاب وشابة أينما وجدوا وكانوا”.

مصدرالمركزية
المادة السابقةنحو التمديد لشركة “ليبان بوست”… وتمديد الإجحاف بحق الدولة والمال العام
المقالة القادمةالقرم عن مزايدة قطاع البريد: إما توقيع نتائج المزايدة الثالثة أو التجديد لليبان بوست