القى رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير كلمة في “ملتقى الأعمال المصري-اللبناني”، الذي انعقد مساء أمس الأحد في دورته السادسة في فندق سميراميس انتركونتيننتال في القاهرة، برعاية رئيس مجلس الوزراء في مصر مصطفى مدبولي، اطلق فيها نداء لجميع الاشقاء، لمساعدة لبنان، وعدم تركه عرضة للمؤامرات والضياع، مؤكدا ان القطاع الخاص اللبناني لم ولن ييأس، وهو يستمر بالتحرك والمبادرة بكل تصميم وإرادة وفي كل الإتجاهات.
ويرأس شقير الوفد الاقتصادي اللبناني المشارك في الملتقى.
وجاء في كلمة شقير الآتي: “أود بداية أن أعبّر عن سعادتي لوجودي اليوم على أرض دولة مصر العربية الشقيقة، التي تربطنا بها وبشعبها أطيب علاقات الأخوة والمودة والمحبة التي لم تنقطع يوماً من الأيام. كما أعرب عن شكرنا وإمتنانا العميق لدولة مصر الشقيقة على إحتضانها الدائم للبنان. وأخص بالشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على كل المبادرات الأخوية الهامة التي قام بها تجاه بلدنا، خصوصاً الإعلان عن إلتزام مصر الإستراتيجي بدعم لبنان ، وهذا إن دَلَّ على شيء فإنه يَدُلُ على مدى حرص الرئيس السيسي ومحبّته لبلدنا لبنان.
أغتنم هذه المناسبة، لأُطلِق نداء من هنا من القاهرة عاصمة العرب ومقر جامعة الدول العربية، لأقول: لبنان ليس بخير والشعب اللبناني يعاني ويتألم، وأدعو جميع الاشقاء، لمساعدة لبنان، وعدم تركه عرضة للمؤامرات والضياع. مما لا شك فيه، أننا نمر في أوقات عصيبة ومصيرية، لكن القطاع الخاص اللبناني لم ولن ييأس، ونحن نقوم بكل ما نملك من قوة للحفاظ على ما تبقى من إمكانات وقدرات وهي كثيرة، وهي أيضاً كفيلة بالنهوض بالبلد من جديد إذا وُجِدَ القرار السياسي. فعلاً القطاع الخاص اللبناني يستمر بالتحرك والمبادرة بكل تصميم وإرادة وفي كل الإتجاهات، وها نحن اليوم نعقد سوياً هذا الملتقى الذي نعول عليه الكثير لمساعدتنا في إيجاد متنفس لإقتصادنا الوطني يقيه شر السقوط، عبر بناء شراكة إستراتيجية مع القطاع الخاص المصري.
اليوم وأكثر من أي وقت مضى، المطلوب إجراءات وخطوات للإنتقال إلى آفاق جديدة في علاقاتنا الإقتصادية التي نأمل أن تكون نموذجاً يحتذى به. هناك الكثير يجب القيام به، والتأخر برأينا مضر جداً، لأن في زمن التكنولوجيا، المطلوب السرعة القصوى في إتخاذ الإجراءات والتنفيذ. نعول كثيراً، على زيادة التبادل التجاريّ، وفي هذا الإطار، نحتاج الى تسهيل إنسياب المنتجات اللبنانية التي تتمتع بمواصفات عالية إلى الأسواق المصرية، كما نحتاج إلى رؤية إستثمارية مشتركة تحدد الفرص المجدية في البلدَين للعمل عليها بشكل مشترك، وأيضاً هناك الصناعة والسياحة والطاقة والغاز والتعاون خارج حدود البلدَين خاصة في أفريقيا بالإعتماد على الانتشار اللبناني.
بالتأكيد، لدينا الكثير من العناوين والمجالات والفرص. وسأضع بين أيدي المؤتمرين ورقة عمل إقتصادية مشتركة تم إعدادها بين الهيئات الإقتصادية اللبنانية والإتحاد العام لغرف التجارة المصرية، لدى زيارة وفد من الإتحاد برئاسة نائب الرئيس محمد المصري الى لبنان العام الماضي. في كل الأحوال، رجال الأعمال اللبنانيين ممتنين لحسن المعاملة التي يَلقَونَها في مصر لتسهيل أعمالهم وإستثماراتهم. فالجميع يعلم أن مصر الشقيقة كانت على الدوام محط إهتمام القطاع الخاص اللبناني، إلا أنها خلال أزمتنا الحالية كانت إحدى الوجهات الأساسية لرجال الأعمال اللبنانيين، وذلك بفضل التطورات الهائلة على مختلف المستويات التي أنجزت بعهد الرئيس السيسي، نأمل ان يستمر البناء والإزدهار في البلد الشقيق، والمزيد من الإستقرار والأمن والأمان الذي يعتبر من ركائز تطور الأوطان وراحة الإنسان”.