بعد معبر البوكمال ـ القائم وصولاً لإيران، متى تعبيد خط سير الغاز.. والقطار؟

Members of the Syrian security forces gather on the Syrian side of the border-crossing between Albu Kamal in Syria and Al-Qaim in Iraq, on September 30, 2019, after the crossing re-opened today after it was seized by the Islamic State (IS) group jihadists in 2014. (Photo by - / AFP)

 

نظام مارديني
شكل افتتاح معبر البوكمال – القائم الحدودي بين سورية والعراق، وضمناً إيران، أمام حركة البضائع والسيارات والزوار، حدثاً مهما على صعيد كسر الحدود التي رسمها، سايكس بيكو، قبل قرن من الآن، وقد حاولت الولايات المتحدة الأميركية وضع العراقيل امام هذه النافذة الحياتية بين الشعب الوحد من خلال القصف الجوي.. وتحريك خلايا الأرهاب.
السؤال الذي يطرح من قبل المراقبين خلال هذه الفترة هو، هل سيستكمل فتح معبر “البوكمال – القائم”، باعادة الحرارة إلى خط سير الغاز من إيران مروراً بالعراق إلى سوريا ولبنان؟ وهل سيعيد حدث المعبر التفكير من جديد بتعبيد طريق القطار من إيران مروراً بالعراق إلى سوريا؟
من شأن أهمية فتح المعبر بين العراق وسوريا، تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين، باعتباره نافذة اقتصادية تستطيع من خلالها السوق السورية العراقية التنفس قليلا، بعد العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض عليهما، والمعروف كان هناك دخل كبير بالنسبة لسوريا قبل الحرب بالتعامل مع العراقيين، من خلال تصدير البضائع وتجارة الترانزيت إلى العراق، حيث كان يعتبر السوق الأهم بالنسبة لسوريا في مجال التصدير.
ويؤكد مجلس محافظة الانبار أن حجم النشاط التجاري بين العراق وسوريا سيصل إلى ستة مليار دولار سنوياً، جزءا كبيرا من البضائع المستوردة التي تصل إلى الشرق الأوسط تكون عبر البحر الأبيض ومن ثم ميناء طرطوس، وتصل إلى العراق عبر منفذ القائم وهو الطريق الأقصر للعراق.
الآن ينظر كل من العراق وسوريا إلى، إلى إعادة تحريك خطوط السكك الحديد الإيرانية بحيث سيتم ربط ميناء الإمام الخميني الواقع على الجانب الإيراني من مياه الخليج مع ميناء اللاذقية السوري في البحر الأبيض المتوسط، مروراً بالعراق، وهو ما أكده، سعید رسولي، مدير شركة خطوط السكك الحديد الإيرانية، خلال اجتماعه في طهران مع مديري كل من الشركتين السورية والعراقية لخطوط السكك الحديدية في تموز/ يوليو الماضي.
وكانت وزارة النقل السورية قد ذكرت قبل ذلك، أن العمل مستمر لربط السكك الحديدية في سوريا والعراق وضم إيران إليه وصولا إلى الصين في مشروع قديم واستراتيجي، ليصبح رديفا لطريق الحرير وتستفيد منه سوريا والعراق وإيران ولبنان والصين وباكستان وغيرها.
غير ان هذان المشروعان، المعبر والسكك الحديدية، مرتبطان عملياً باعادة تفعيل العمل من جديد بخط أنابيب الغاز (خط الصداقة)، المقترح، الذي سيمتد من حقل جنوب فارس/ الشمال للغاز والمكثفات الإيرانية تجاه أوروپا عبر إيران، العراق، وسوريا ولبنان ليمد المستهلكين الأوروپيين بالإضافة إلى العراق، سوريا ولبنان بالغاز الطبيعي، وسيبلغ طول خط أنابيب الغاز هذا 5600 كم بقطر 142 سم.
المقترح، الذي يُعرف بخط الأنابيب الفارسي، كان مساره أولاً سيمتد من حقل جنوب إيران إلى أوروپا عبر تركيا؛ ويبدو أنه تم الاستغناء عنه بعدما فسخت شركة الطاقة السويسرية Elektrizitätsgesellschaft Laufenburg عقدها مع إيران في أكتوبر 2010 بعد الضغط الذي واجهته جراء العقوبات الأميركية على إيران. وفي تموز/ يوليو 2011، تم الكشف عن عقد لإنشار خط أنابيب الغاز من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان تصل قيمته إلى 6 بليون دولار، ولكن تأخرت خطط الإنشاءات بسبب العدوان الكوني على سوريا.
ومن المؤكد أن خط الأنابيب هذا سيكون، منافساً لنابوكو الذي يمتد من أذربيجان إلى أوروپا. كما سيكون بديلاً لخط أنابيب قطر – تركيا الذي اقترحته قطر ليمتد منها إلى أوروپا عبر السعودية، الأردن، سوريا وتركيا.. قيل وقتها أن السبب المنطقي لرفض سوريا للمقترح القطري هو حماية مصالح حليفها الروسي، والذي يعتبر المورد الأوروپي الأول للغاز الطبيعي.

المادة السابقةبلومبرغ عن وضع لبنان النقدي والمالي: دقت ساعة الحقيقة
المقالة القادمةنائب رئيس بنك الإستثمار الاوروبي:لبنان يأتي في مقدمة الدول ذات الأولوية