شماس يستشهد بماسك… وينصَح: الأفضل عدم العودة إلى التعرفات الجمركية المرتفعة

لم تتوقع الإدارة الأميركية أن تكون ردة الفعل على قرار رفع الرسوم الجمركية، بهذا الحجم… أولاً من قِبَل الأسواق المالية الأميركية! فجاء قرار تعليق تنفيذ القرار فترة 90 يوماً وفق ما تسمح به الأنظمة الأميركية، من أجل تبريد الأجواء خصوصاً في ظل استعداد أكثر من 70 دولة للتفاوض في هذا الشأن.

الأمين العام للهيئات الاقتصادية رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس يرى عبر “المركزية” أن “من الأفضل أن تقابل الدول الأخرى هذه الخطوة بقرار خفض التعرفات الجمركية المفروضة على السلع الأميركية، لا أن يكون قرار التعليق آحادي الجانب”، متمنياً أن “يكون القرار الأميركي بتعليق تطبيق رفع الرسوم الجمركية، مناسبة لخفض التعرفات الجمركية في كل دول العالم”، مستشهداً بكلام إيلون ماسك الذي قال “نأمل أن نتوصّل إلى صفر تعرفات جمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

ويُضيف: الرئيس دونالد ترامب أعلن منذ إطلاق حملته الانتخابية أي منذ عام تقريباً، أنه يريد تصحيح العجز التجاري الكبير الذي تعاني منه الولايات المتحدة الأميركية ويشعر أن الدول الأخرى لا سيما الصين والاتحاد الأوروبي، تستفيد إلى أقصى درجة منذ عشرات السنوات من التعاطي التجاري مع الولايات المتحدة من دون أي ضوابط.

ويذكّر في هذا السياق، باتفاقية “بلازا” الموقعة عام 1985 “والتي فرضت من خلالها الولايات المتحدة على دول مجموعة السبع G7 خفض سعر صرف الدولار الأميركي على نحو منسَّق بهدف زيادة التنافسية الأميركية”.

ويقول: بعد سلاح سعر الصرف، لجأ ترامب اليوم إلى سلاح التعرفات الجمركية. لكن خلال الـ40 سنة المنصرمة، تغيّرت أمور كثيرة إذ أصبح هناك منظمة التجارة الدولية على وقع التداخل ما بين اقتصادات العالم.

ويعتبر أنه “من حق أي دولة أن ترغب في تصحيح الاعوجاج في ميزانها التجاري أو ميزان المدفوعات أو غيرهما، وتعتبر نفسها أنها قادرة على ذلك، لكن ذلك يجب ألا يحصل من دون التنسيق مع الدول الأخرى. إذ كان من المفترض أن تمرّ كل الخلافات في قناة منظمة التجارة الدولية، وإلا لماذا وُجدت أساساً؟!”.

لبنان ليس في منأى..

“لبنان يتأثر دائماً بكل المناخات العالمية” يقول شماس “وبقدر ما يكون العالم مرتاحاً يكون لبنان كذلك، ولا سيما الدول التي يتعامل معها تجارياً”، مشيراً إلى أن القرار الأميركي تضمّن زيادة 10% رسم جمركي على البضائع اللبنانية التي تدخل الولايات المتحدة، “وزملاؤنا الصناعيون لم يشتكوا كثيراً منها. لكن هذه الزيادة أرجئت إلى أشهر مقبلة”.

ويعتبر أن “من الأفضل عدم العودة إلى التعرفات الجمركية المرتفعة لأنها تعيق آليات النمو الاقتصادي العالمي. إذ عندما تتأذى التجارة العالمية، فالنمو الاقتصادي العالمي كله يتضعضع في كل دولة على حدة”.

من هنا، يأمل شماس في أن “يستمر جوّ البرودة الذي ساد في الأيام الأخيرة وعدم العودة إلى التصعيد، ولا ينقص لبنان رعبٌ وقلق، فلديه ما يكفي من المشكلات في الداخل وبالتالي هو غير قادر على مراكمة مشكلات خارجية فوقها…”.

حتى لو كان لبنان لاعباً صغيراً على الصعيد الدولي، “لكنه يتأثّر تلقائياً بأي نوع من التصعيد الاقتصادي… فلننتظر بترقب ما سيحصل في الأسابيع المقبلة” يختم شماس.

مصدرالمركزية - ميريام بلعة
المادة السابقةرسامني أعلن المباشرة بتأسيس الهيئة الناظمة للطيران: أمن المطار والمرفأ أولوية
المقالة القادمةقانون اصلاح المصارف انقلاب مالي مُقَنَع وانقضاض على سلطة الحاكم و”المركزي”