“صفقة” مكب الجديدة: التوسعة مقابل 90 ألف متر للبلدية؟!

لم تجد قضية ​النفايات في المتن​ وكسروان طريقها إلى الحلّ، والواضح أن أهالي تلك المناطق أمام خطر تكدّس النفايات في الشوارع، بعد إعلان شركة رامكو توقفها عن جمع وكنس ولمّ النفايات من المنطقتين المذكورتين، والسبب يعود إلى وصول ​مكب الجديدة​ إلى قدرته الإستيعابية القصوى، وبالتالي لا وجود لمكان لرمي النفايات فيه في حال قامت رامكو بالعملية.

لا شكّ أن هناك مجموعة اقتراحات وضعت على الطاولة، ولكن الأكيد أن موضوع المكب لا يزال موضع تجاذب سياسي. وفي هذا الاطار تروي مصادر مطلعة حقيقة ما حصل بخصوص هذا الامر، وتشير إلى أنه “قبل الانتخابات البلدية، التي جرت في أيار الماضي، زار أحد نواب المتن وزيرة البيئة تمارا الزين للحديث عن مطمر الجديدة، وتطرق إلى موضوع مكب الجديدة البحري للنفايات، وأشار إلى أن المنطقة لم تعد تتحمّل هذا العبء ويجب إيجاد حلّ للموضوع، فأتى الجواب من الوزيرة بأن القانون 80/2018 واضح ويسند إلى البلديات مسؤولية لم وجمع وكنس النفايات، وبالتالي دور وزارة البيئة فقط إصدار توجيهات في هذا الشأن”.

وتلفت المصادر إلى أنه “منذ حوالي شهرين رفعت الزين توصية إلى مجلس الوزراء، طلبت فيها الموافقة على توسعة “مكب الجديدة”، لأنه سيصل في غضون وقت قصير إلى قدرته الاستيعابية الكبرى، فعُرض مشروع التوسعة على بلدية الجديدة المنتخبة حديثاً برئاسة أوغست باخوس وتمت الموافقة على ذلك، بشرط أن تحصل البلدية على محفّزات، ومنها الحصول على 90 الف متر لصالحها من الردم، وكلّ هذا دون الحصول على موافقة المرجعيّات السياسية، وما وافقت عليه البلدية أزعج الجميع”.

وتشير المصادر إلى أنه “في حال وافق مجلس الوزراء على التوسعة فإن ذلك يحتاج وقتاً، من هنا جاء الاقتراح بأن تقوم رامكو بجمع النفايات ورميها في الكوستابرافا، وبعد أن تتم توسعة المطمر تُعاد إلى الجديدة”، لافتة إلى أنه “لم يتم التوصّل إلى اتفاق مع المراجع السياسية بخصوص رمي نفايات المتن وكسروان في الكوستابرافا، وقد دقّت شركة رامكو جرس الإنذار لأنه وإذا قامت بجمعها فأين تذهب بها”؟.

وتسأل المصادر “لماذا البحث عن الحلول العشوائيّة، كالرمي في الكوستابرافا أو حتى توسعة مكب الجديدة، ولماذا لا يصار إلى فتح مطمر الناعمة لرمي النفايات فيه، وهو يحتاج إلى ما لا يزيد عن ثلاثة أسابيع لتهيئته ويستوعب نفايات لمدة لا تقل عن ست سنوات”، وتعود المصادر لتلفت إلى أن “هذا الحلّ لم يتم اعتماده رُغم أنه حلّ دائم، نظراً لعدم موافقة المرجعيات السياسية في المنطقة عليه”.

في المحصّلة، يبدو أننا نتجه إلى الحل الذي يقضي بتوسعة مكب الجديدة، على أن يتم الرمي في الكوستابرافا إلى حين إتمام التوسعة…

مصدرالنشرة - باسكال أبو نادر
المادة السابقةبعد تجاوزه 4 آلاف دولار… ما طرق شراء الذهب ومحركات أسعاره عالمياً؟
المقالة القادمة“طابورٌ ذهبيّ” يجتاح لبنان.. وهنا تكمُن الكلمة المفتاح!