لقطة بالأبيض والأسود، قيل إنها ترصد الظهور الأول للكاميرا الأولى في التاريخ، في مشهد يبدو مهيب أثناء تشغيلها لأول مرة، فكيف إذن تم التقاط صورتها تلك؟!
أول كاميرا في التاريخ
ربما يتابع أغلبنا بصفة مستمرة، أحدث الكاميرات الفوتوغرافية، أو الكاميرات المتاحة بأخر الهواتف والأجهزة الإلكترونية، بما تحمل من مواصفات مذهلة تزداد روعة يوم بعد الآخر، إلا أن تلك الكاميرات قد تطورت على مدار سنوات طويلة، من بعد الظهور الأول للكاميرا منذ أكثر من 100 عام، وهو ما نتحدث عنه الآن.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأونة الأخيرة، لقطة مصورة بالأبيض والأسود، حيث تكشف عن وقوف أكثر من شخص في لحظة تبدو تاريخية، ولما لا وهي تخص الظهور الأول للكاميرا الأولى في التاريخ، بحسب ما افترض ناشري الصورة.
تشير المنشورات الشائعة عن تلك الصورة، والتي تعود ربما إلى نهايات القرن الـ18 أو بدايات القرن التالي، أن اللقطة تاريخية كونها ترصد الكاميرا الأولى في التاريخ، ما يفتح باب الحيرة والتساؤل، كيف تم تصويرها إذا؟.
الحقيقة
لا يحتاج الأمر إلى تفكير مطول، فالكذبة واضحة مع استحالة تصوير أول كاميرا في التاريخ، الأمر الذي يتضح مع معرفة سر الصورة المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي نكتشف من خلالها أن الكاميرا الظاهرة في الصورة تخص أكبر كاميرا في التاريخ عام 1900، وليست أول كاميرا دون شك.
تبين أن تلك الكاميرا لصاحبها المصور الفوتوغرافي، جورج ر. لورنس، وتم استخدامها مع مطلع القرن الـ19، من أجل التقاط صورة نادرة، حيث تم تكليف جورج بواسطة سكة حديد شيكاجو والتون، من أجل الحصول على الصورة الأكبر في العالم لأحد القطارات الخاصة بالمحطة الأمريكية، حيث وصل حجم الصورة إلى نحو 8 * 4.5 أقدام.
بلغ وزن الكاميرا أكثر من 408 كيلو جرام، فيما احتاجت إلى نحو 15 شخصا من أجل تحريكها وتشغيلها، مع العلم بأنها تكلفت حوالي 5000 دولار، وهي قيمة كبيرة للغاية حينئذ، حيث قيل إنها كانت قادرة على شراء منزل كبير، إلا أنها خصصت لأجل صناعة تلك الكاميرا الأكبر في العالم، وليست الأقدم كما اعتقد الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا.
في النهاية، بقي أن نشير إلى أن الكاميرا الأولى في التاريخ، قد ظهرت على يد جورج إيستمان بإسم كوداك، لتفتح المجال من أجل ظهور أنواع عدة من الكاميرات وتقنيات تصوير شديدة التفرد، على مدار تلك الفترة الطويلة من الزمان.