قرّرت صيدا، بمختلف قواها السياسية والبلدية والتجارية والطبّية والأهلية، مواجهة “كورونا” مُجدّداً بيد موحّدة، كما فعلت في المرحلة الأولى من تفشّي الجائحة. فالتجربة الصيداوية الناجحة تشكّل اليوم أملاً لتفادي الكارثة الصحّية، عبر تطبيق سلسلة خطوات متوازية، تبدأ بحملات التوعية وأهمية الإلتزام بالإقفال التام، وتكثيف الإجراءات الأمنية للتأكّد من حسن التطبيق، مروراً برفع قدرة المستشفيات لاستيعاب المزيد من الحالات المصابة، وصولاً الى إطلاق “استمارة الكترونية” لتنظيم الحصول على اللقاحات ضمن نطاق إتّحاد بلديات صيدا – الزهراني، وبحسب المعايير الصحّية الدولية والأجندة الوطنية للتلقيح.
قرار المواجهة والإستعداد معاً، جاء بعد الارتفاع بأعداد المصابين، إذ أوضحت غرفة إدارة الأزمات والكوارث في الاتّحاد في تقريرها الأسبوعي إجراء 4400 فحصPCR، وتبين أن 17.2% منها نتائجها ايجابية، وبالتالي تسجيل 734 حالة نشطة و260 حالة جديدة، تزامناً مع ارتفاع الدخول الى المستشفيات التي تبين أنّ قدرتها الاستيعابية في صيدا حالياً 65 سرير عزل و42 سرير عناية فائقة، منها في المستشفى الحكومي وحده نحو 32 سريراً و8 غرف للعناية الفائقة.
في الإجتماع التنسيقي الذي انعقد في مجدليون حول مستجدّات “كورونا” بدعوة من النائبة بهية الحريري، اتّفق المشاركون على رفع الاستنفار الصحّي والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، ورفع توصية الى الأجهزة الأمنية والعسكرية والبلديات بضرورة تكثيف الاجراءات الرادعة لأيّ مخالفة، فيما شدّدت الحريري على أنّ الخطر بات داهماً وعلينا التفكير بالخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة هذا التفشّي واحتواء الأزمة لحماية أنفسنا وأولادنا وعائلاتنا، وهذا يحتاج الى تضافر جهود الجميع، والأساس في نجاح معركتنا ضدّ “كورونا” حتى وصول اللقاحات، هو مدى التزام الناس باجراءات الوقاية ورفع الجهوزية الاستشفائية، وسنرصد مسار وصول واعتماد اللقاحات، وتحضيراً لها ستقوم الخلية وبالتعاون مع القطاعات الرسمية والخاصة وبدعم من مؤسسة الحريري بإطلاق استمارة الكترونية ستأخذ في الاعتبار حصرية وسرّية المعلومات التي ستتضمّنها.
وفيما شهدت صيدا عجقة سير غير مسبوقة في شوارعها الرئيسية وعند مستديراتها وأمام ماكينات صرف بعض المصارف، استعداداً للاقفال التامّ يوم الخميس، أعرب الدكتور عبد الرحمن البزري عن خشيته من أن تدفع صيدا ومنطقتها كباقي المناطق اللبنانية ثمن التفلّت في موسم الأعياد وثمن غياب أي رقابة، معتبراً أنّ ما شهدته أحياء وشوارع المدينة ومنطقتها يدعو الى القلق والحذر، وإلى التساؤل عن الغياب المقصود من مختلف الإدارات الرسمية والبلدية.
ومع تزايد اعداد الاصابات، قرّر محافظ الجنوب منصور ضو (الذي يخضع للحجر المنزلي بعد اصابته بـ”كورونا”) اقفال ثلاث بلدات قي منطقة الزهراني هي “النجارية والبيسارية ومغدوشة” لمدّة أسبوع قبل اقفال الخميس، في وقت أعلن فيه رئيس بلدية البيسارية نزيه عيد أنّ البلدة باتت موبوءة بالفيروس، نتيجة عدم الشعور بالمسؤولية وعدم الإلتزام بالكمّامة والتباعد الاجتماعي والاجراءات الوقائية في المحال والمؤسّسات والمطاعم، الأمر الذي أوصلنا الى ما نحن فيه من التفشّي للوباء”، مشيراً الى أنّ أعداد الاصابات كبيرة في صفوف أبناء البلدة والنازحين السوريين”.