دار محرّك “صيرفة” التزاماً بالتعميم الذي أصدره مصرف لبنان يوم الجمعة الماضي والذي فتح الباب أمام المواطنين لشراء الدولار من البنوك من خلال الـ”كاش بالليرة” الذي بين أيديهم، والذي جناه قسم منهم من خلال “الهجوم” الذي “شنّوه” على الصرّافين لتصريف الدولارات التي كانت في حوزتهم ما أدى الى تهاوي الدولار 11 ألف ليرة يوم الجمعة الماضي.
الإقبال كان جيّداً أو خجولاً بعض الشيء على المصارف، نظراً الى فتح المجال لتلقي الطلبات بناء على طلب “المركزي” لفترة ثلاثة ايام لغاية السادسة مساءً، ولكن لم يكن متاحاً لكل الأفراد نظراً الى تفاوت القيمة الدنيا للكاش للاستفادة من المنصة بين مصرف وآخر.
واكّد مصرفي لـ”نداء الوطن” أن “المواطنين الذين لديهم حسابات في المصارف أقبلوا على شراء الدولارات عبر منصّة “صيرفة” حاملين معهم الكاش بالليرة اللبنانية، وكذلك الأمر بالنسبة الى التجار والمستوردين ومنهم مستوردو المحروقات، وأرسلت الطلبات الى مصرف لبنان الذي كان متجاوباً معها، على أن يتمّ البتّ بالطلب خلال 24 ساعة من تقديمه”.
ولكن المصارف التي التزمت بتطبيق تعميم مصرف لبنان لم تمرّر هذا الالتزام من دون تقاضي رسوم و”حجز” نسبة تتراوح بين 10 و 20% من الأموال لإيداعها في حساب “الإقامة الجبرية” على أن يتمّ إنفاقها وفقاً لبطاقة الدفع الإئتمانية التي تقلّصت نسبة السحوبات من خلالها من 100% الى 50% فإلى 40 أو 25% لدى بعض السوبرماركات والمتاجر، حارمة بذلك المواطنين من تحويل جزء من أموالهم الى الدولار. أما رسم التحويل من “اللبناني” الى الدولار، فحددت نسبته بـ1% لدى غالبية المصارف ووصلت في بعضها الى 2.5%.
أما بالنسبة الى القيمة الدنيا والقصوى التي يجب أن يحملها معه طالب الإستفادة من “ًصيرفة”، فكانت متفاوتة بين مصرف وآخر. فبعض المصارف لم يحدّد الحدّ الأدنى، والبعض حدّد ذلك بين 20 و 25 مليون ليرة لبنانية، قاطعاً بذلك الطريق على أفراد القطاع الخاص من الإستفادة من هذا القرار.
وجاءت الحدود القصوى والدنيا لبعض المصارف كما يلي:
– بنك لبنان والمهجر: حدّد الحدّ الأقصى بـ75 مليون ليرة بنسبة 1% على التحويل من اللبناني الى الدولار.
– البنك اللبناني الفرنسي: أتاح السحب من الحساب بالليرة وتحويلها الى دولار، ولكن عند ايداع الكاش بالليرة يحسم منها نسبة 10% لإيداعها في الحساب ويصار الى إنفاقها من خلال بطاقة الدفع الإئتماني و1% عند تحويل الليرة الى دولار مع سقف بقيمة 3000 دولار .
– بنك عوده: حدّد الحدّ الأدنى للكاش بـ20 مليون ليرة والحدّ الأقصى بـ100 مليون ليرة مع سحب نسبة 10% كما سائر المصارف لاستخدامها عبر البطاقة إضافة الى رسم سحب الدولار.
– بنك بيروت: حدّد سقف شراء الدولارات عبر “ًصيرفة” بـ50 مليون ليرة من دون احتجاز نسبة 10% من الحساب ومع فرض نسبة 1% على تحويل الليرة الى دولار وسحبها.
– بنك بيبلوس: سجّل الرقم الأعلى في الرسوم اذ حدّد الحدّ الأدنى للاستفادة من صيرفة بـ25 مليون ليرة، مقابل اقتطاع نسبة 20% منها لايداعها في حساب بطاقة الإئتمان و2.5% رسم التحويل الى دولار وسحبه.
وأدى الإقبال على “صيرفة” الى زيادة التداولات عبرها الى رقم قياسي منذ بدء عملها قبل نحو عام مسجلة 196 مليون دولار مقارنة مع 42 مليون دولار خلال إقفال يوم الجمعة الماضي، علماً أن سعرها تراجع بقيمة 100 ليرة أمس الى 24500 ليرة لبنانية عن إقفال نهاية الأسبوع الماضي.
