أنهت بلدية طرابلس يوم الثلثاء الماضي توزيع قسائم الـ75 ألف ليرة لـ40 ألف عائلة، على إشكالٍ وقع بين عناصر كشفية مساهمة في حملة البلدية وشرطتها بسبب خلاف تنظيمي، كما قيل، وتطوّر إلى تضارب ما أدّى إلى إصابة متطوعَين اثنين من الكشافة وعمل الصليب الأحمر اللبناني على إسعافهما.
وقع الخلاف أمام البلدية في اليوم الأخير على التوزيع في مناطق أبي سمراء، الزاهرية، في حملة صارت معروفة بحملة الـ3 مليارات ليرة المقدّمة من بلدية طرابلس إلى الأهالي والتي كانت “هيئة التنسيق- طرابلس الفيحاء” للنواب والفاعليات، قد نوّهت بها بعد اجتماعها أول من أمس في “معرض رشيد كرامي الدولي”. تنويه أهل السياسة ربما جاء من باب التغطية على فشل هؤلاء كمسؤولين عن المدينة، في متابعة أحوال أهلها والوقوف إلى جانبهم في أكثر الأوقات صعوبة التي تمر فيها مدينة طرابلس وأهلها الذين توجهوا للسياسيين بأقسى الانتقادات متهمين إياهم بالتقاعس كما كل مرة.
وقد انطلقت الحملة يوم السبت الماضي بالتعاون مع جمعيات وفِرق كشافة، من ساحة المنشية ووَزعت قسائم شرائية بقيمة 75 ألف ليرة لبنانية على سكان مناطق الأسواق الشعبية التبانة والسويقة… لكنها لم تلحظ أشخاصاً وعائلات طرابلسية نفوسها في طرابلس، لكنها تسكن خارج نطاق المدينة. عائلات كثيرة غير مستفيدة من هذه المساعدات (القسائم الشرائية) قامت بمراجعة البلدية وقدّمت إخراجات قيد عائلية تثبت ذلك، لكن الجواب كان: “حالياً نحن نركّز على البلوكات السكنية الموجودة ضمن نطاق طرابلس. أنتم قد تكونون مشمولين في مرحلة لاحقة في حال عادت البلدية إلى التوزيع بعد اكتمال مرحلة الأربعة أيام”، والتي انتهت في مناطق أبي سمراء، المطران والزاهرية.
خالد النمل مواطن طرابلسي سجلّ “الحدادين” ومن سكان منطقة “المنكوبين” على أطراف مخيم البداوي، لم تشمله مساعدات البلدية، يقول لـ “نداء الوطن”: “أنا مواطن من أبناء المدينة وأعمل كعامل يومي في العمارة. توقفت أعمالي من من بدايات “الثورة”. والآن أوضاعنا تزداد صعوبة مع تطبيق الحجر المنزلي المفروض. راجعت البلدية وأنا أحمل معي إخراج قيد عائلي لكنهم رفضوا إعطائي أي مساعدة”. وطالب خالد النمل المعنيين سواء في البلدية أو في وزارة الشؤون الإجتماعية بأن “ينظروا في وضعنا وحالتنا، فهل المطلوب أن نموت من الجوع؟”.
ربيع الشيخ، سجلّ “التبانة” من سكان “جبل البداوي – حارة التنك” أشار إلى “أننا نحن كمنطقة غير مشمولة بلوائح البلدية رغم أننا طرابلسيون أبًا عن جد”.
إلى ذلك، اشتكى عدد من الأشخاص والعائلات الطرابلسية الذين يسكنون خارج المدينة سواء في المنية والكورة ضهر العين أو في مناطق أخرى “عدم شمولهم بمساعدات البلدية كما بمساعدات المناطق التي يسكنون فيها بطبيعة الحال، لأنهم ليسوا من أهالي تلك المناطق”.
مصادر في بلدية طرابلس قالت لـ نداء الوطن: “سنحسب فور انتهاء الحملة عدد القسائم المتبقية وسنوزعها في وقت لاحق على الأشخاص الذين لم يستفيدوا في الأيام الأربعة للتوزيع”.
للإشارة إلى أن عدداً من المحلات التي تعاقدت معها البلدية لصرف القسائم، رفعت أسعار المواد الغذائية للمستفيدين من قسائم البلدية بينما استفادت عائلات سورية من هذه القسائم الأمر الذي لاقى استهجان الكثيرين من غير المستفيدين. بالمقابل تم توزيع قسائم مزورة من مجهولين تشبه قسائم البلدية ما استدعى صدور بيان من بلدية طرابلس طلبت فيه من أصحاب المحلات مقارنة القسائم الأصلية بالمزورة قبل صرفها. كما أنّ العديد من الأهالي يشتكون أن هذه المساعدة (75 ألف ليرة) ليست كافية أبداً ومن الضروري جداً صرف مساعدات إضافية مع بداية شهر رمضان للعائلات الطرابلسية التي تعيش أسوأ وضع.