طرابلس خالية من السيارات والمارّة

تكفي جولة سريعة في شوارع وأنحاء مدينة طرابلس، لتلمّس آثار الأزمة التي تركها قرار البنك المركزي برفع الدعم عن المحروقات. إذ بدت عاصمة الشمال كأنها تعيش حظر تجوّل بعدما خلت من السيارات والمارّة. كما أن أغلب الأسواق والمحال التجارية فيها أقفلت أبوابها.

الأزمة التي دفعت بأغلب المواطنين إلى التزام منازلهم وعدم الذهاب إلى وظائفهم وأعمالهم، لم تعشها طرابلس حتى أيام الحظر الذي فُرض في البلاد على إثر تفشّي فيروس «كورونا»، ولا خلال جولات الإشتباكات الـ22 التي شهدتها المدينة بين منطقتيّ باب التبانة وجبل محسن بين أعوام 2011 و2014.

ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) بدت خالية كلياً في مشهد نادر، هي المزدحمة على مدار الساعة.

المشهد لم يتغيّر في الشوارع الأخرى في عاصمة الشمال، من شارع عزمي المشهور بمحاله التجارية الراقية لبيع الألبسة والأحذية، إلى طريق الميناء التي اعتادت أن تشهد مقاهيها ومطاعمها ازدحاماً خانقاً بعدما تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى قبلة الروّاد من المدينة وخارجها، إلى طلعة الرفاعية حيث الأسواق الشّعبية وسط المدينة القديمة التي كانت تختنق بالسيارات والمارّة، إلى جسر الخناق الذي تعبره مئات السيارات يومياً، إلى ساحة التل وسط المدينة، حيث مقرّ البلدية والمالية ومحال الصيرفة والمحال التجارية والمقاهي والمطاعم والمواقف العمومية التي اختفت منها سيارات الأجرة، بينما وقف عشرات المواطنين على أرصفة تلك المواقف تحت شمس حارقة ينتظرون بلا طائل سيارات تنقلهم إلى وجهتهم.

مصدرجريدة الأخبار - عبد الكافي الصمد
المادة السابقةالأزمة تتفاقم… والمشهد الأسوأ أمامنا
المقالة القادمةهل يقضي قرار وزارة السياحة حول التلقيح على ما تبقى من الموسم السياحي؟