وصلت الباخرة السياحية الشراعيّة «running on waves» (الجري على الأمواج)، إلى مرفأ طرابلس، قادمةً من مرفأ لارنكا في قبرص. وعلى متن الباخرة 32 سائحاً يحملون الجنسيّتيْن الروسية والأوكرانية، سيمضون يوماً كاملاً في ربوع طرابلس، قبل أن يغادروها مساءً إلى مرفأ مدينة بيروت، ليُمضوا يوماً كاملاً موزّعاً بين العاصمة ومدينة بعلبك. وبعد ذلك، سيتوجّهون إلى مرفأ مدينة صيدا، ليقضوا هناك يومهم الثالث والأخير في لبنان. وفي ختام زيارتهم اللبنانية، ستكون وجهتهم التالية مرفأ الإسكندرية في مصر.
وكان ركّاب الباخرة المذكورة، وهي أول باخرة سياحيّة تصل إلى مرفأ طرابلس منذ قرابة 8 سنوات، قد غادروها عند الساعة التاسعة من صباح اليوم وسط أجواء ماطرة، بعدما أمضوا ليلتهم فيها. ويُذكر أن إدارة المرفأ اتّخذت كلّ الإجراءات اللازمة، ليقوم السيّاح بجولة سياحيّة في عاصمة الشمال. وفي هذه الجولة، سيرافقهم أدلّاء سياحيون وشخصيات رحّبت بقدومهم، وقدّمت لهم الورود والهدايا التذكارية تأهيلاً بهم، والتقطت الصور التذكارية معهم، فيما بدت علامات الارتياح والإعجاب واضحة على وجوه السيّاح.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن جولة السيّاح الـ32 الذين يقومون بزيارة طرابلس للمرّة الأولى، تشمل قلعة طرابلس التاريخية وحمّام عزّ الدين والجامع المنصوري الكبير وخان الصابون- شركس، وسوق الصاغة والأسواق القديمة، ثمّ البداوي لزيارة معمل الزجاج اليدوي والتقليدي، على أن تُختتم زيارتهم بتناول الغداء في مطعم «الحاج علي» في منطقة الضمّ والفرز.
مدير المرفأ أحمد تامر، أوضح لـ«الأخبار»، أن «هناك سيّاحاً يحبّون أن يقوموا بجولات سياحيّة واستكشافية في جميع دول العالم ومنها لبنان، الذي يُعدّ بلداً جاذباً للسيّاح، لأنه يتمتّع بكل مقوّمات السياحة، من آثار تاريخية وطبيعية جذّابة وأسواق وغيرها»، لافتاً إلى أنه «بالرغم من الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي نعيشها، فإن ذلك لا يمنع سياحاً ومغتربين من القدوم من جميع دول العالم، لزيارة لبنان والقيام بجولات مريحة وواسعة النطاق فيه».
كما أعرب تامر عن «ترحيب مرفأ طرابلس بكلّ السفن السياحية والسيّاح الذين يحبّون القدوم إلى طرابلس». وأضاف: «نأمل أن يكون ذلك فاتحة خير، ستشجّع في المرحلة المقبلة على مجيء سفن سياحية وسياح آخرين إلى المدينة، وزيارة معالمها التاريخية والتجوّل في أسواقها المتعدّدة».
كذلك، لفت تامر إلى أن مرفأ طرابلس «ليس مخصّصاً لنقل الركاب، بل هو مرفأ تجاري مثله مثل مرفأ بيروت». وتابع: «نتمنى، من باب تخصيص المرافئ، أن يكون هناك مرفأ في لبنان مخصّص للسفن السياحيّة والركاب»، مشيراً إلى أن «مرفأ جونيه يٌعتبر مهيّأً أكثر من سواه لهذه الغاية، خصوصاً مع توجّه وزارة الأشغال لإنجاز رصيف فيه لاستقبال هذا النوع من السفن، ونحن نعتبر أن ذلك سيؤدّي إلى تنمية المناطق اللبنانية كافّة، ويساهم في وجود تكامل بين جميع المرافئ اللبنانية».