نحو أسبوعٍ مرّ على الأسعار «المرشّدة» من دون أن يحرّك أحد من المعنيين ساكناً لوقف المجزرة التي دفعت بكثيرين من المرضى إلى إبلاغ أطبائهم بأنهم لن يكملوا علاجاتهم بعدما باتت أسعارها أكبر من قدرتهم على شرائها. وفي كل مرة يعلو فيها صوت هؤلاء لإعادة النظر في قرار رفع الدعم الجزئي، يأتي الجواب بأن لا حلول أخرى، بعدما بات متعذراً إبقاء الدعم على ما هو عليه بالمبلغ الذي أقره مصرف لبنان والذي بالكاد يصل إلى عتبة السبعة ملايين دولار شهرياً لأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية من أصل 35 مليوناً.
ولا يزال العجز عن إيجاد حل مستمراً حتى اللحظة الراهنة، فيما لم تخرج بعض الطروحات من خانة النقاشات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع. وآخرها ما اقترحه رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، عقب اجتماعه برئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي قبل أيام، لناحية العمل على الحلحلة عن طريق سلفة خزينة أو «تخصيص مبلغ للدواء من الموازنة العامة بحدود 10 ملايين دولار»، بحسب عراجي.
في المناقشات داخل لجنة الصحة النيابية، أول من أمس، سقط خيار سلفة الخزينة قبل أن يطرح، فيما كان الطرح الآخر المتعلق بتخصيص مبلغٍ من الموازنة بلا جدوى. إذ إن العمل على «تخصيص مبلغ من الموازنة يحتاج إلى طرحه على المجلس النيابي، وهنا ثمة خياران: إما أن يرفض المجلس وهذا وارد في ظل معضلة تأمين المبلغ وإما أن يرسله إلى اللجان النيابية للمزيد من الدرس، وهذا ما يؤخر البت بموضوع مستعجل»، على ما يقول عراجي.
ونظراً إلى سوريالية الطرحين، بدأ التفتيش عن حلول أخرى، منها ما نوقش داخل لجنة الصحة النيابية، ويتعلّق بحسم 10% من قيمة الفواتير لشركات الأدوية العالمية «وهي التي تتحملها الشركات عادة في حال حدوث أزمات ومشاكل في البلدان التي تستورد الأدوية»، و10% من شركات الاستيراد في لبنان. وتفيد المعلومات بأن الطرحين أيضاً لم يلقيا حماسة، فبحسب عراجي «هذا الطرح مرفوض من شركات الأدوية العالمية والمستوردين». أما «أحدث» الطروحات، فيتعلق بتحديد «سقف» للدولار خارج الدعم، أي أن تكون النسب التي خرجت من آلية الدعم على أساس سعرٍ محدد، كأن تكون على سعر صرف منصة «صيرفة»، ما يمكن أن يوفّر نحو 20% من أسعار الأدوية.
وبغض النظر عن هذه الطروحات، إلا أن ما ليس مفهوماً هو الإصرار على عودة النقاش إلى آلية الدعم التي أوصلت إلى خفض ميزانية دعم الأدوية من 100 مليون دولار شهرياً إلى 25 مليوناً. فما يحدث اليوم مع المرضى هو نتيجة «سياسة الدعم الخاطئة والفاشلة»، على ما يقول رئيس «الهيئة الوطنية الصحية ـ