ظلت الآمال بأن يترجم الطلب القياسي على السفر خلال الصيف الحالي إلى أرباح وفيرة لشركات الطيران، لكن التقارير الفصلية للفترة بين أبريل ويونيو الماضيين، تبدو أقل من ممتازة.
وفي حين يتدفق الكثير من الزبائن إلى وجهات السفر في جميع أنحاء العالم، تجد شركات القطاع أن الفائض في المعروض من المقاعد في نهاية السوق الحساسة للسعر أجبرها على خصم الأسعار لملء طائراتها.
وأعرب المحللون عن مخاوفهم بشأن الخصومات الشديدة، في حين نأت شركات عن زبائن السفر من الشركات ذات الهامش المرتفع في محاولة لزيادة حصتها في الأسواق الأصغر.
ومن المتوقع هذا الأسبوع أن تقدم أرباح أميركان وساوث ويست أيرلاينز المزيد من الأخبار السيئة بعد التوقعات المتشائمة للربع الثاني من 2024 من شركات يونايتد ودلتا وألاسكا أيرلاينز ورايان أير.
وخفضت أميركان إيرلاينز أرباحها إلى 717 مليون دولار، في الربع المنتهي في يونيو الماضي، مقارنة مع 1.34 مليار دولار، في الفترة نفسها قبل عام.
أما ساوث ويست، التي تعد من أكبر شركات الطيران الأميركية منخفضة الكلفة، فأعلنت عن إجمالي إيرادات تشغيلية بلغت 7.35 مليار دولار في الربع الماضي، مقارنة بتوقعات وول ستريت البالغة 7.32 مليار دولار.
وأرجع المسؤولون التنفيذيون في شركات الطيران الطاقة الفائضة إلى وجهة نظر مفرطة في التفاؤل بشأن الطلب على السفر، والذي كان قويا بمعظم المعايير.
وكانت توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) متفائلة حينما أكدت أن شركات الطيران حول العالم تستعد لنقل ما يزيد عن 5 مليارات مسافر هذه السنة، متجاوزة العدد القياسي المحقق لعام 2019 قبيل تفشي الجائحة، على أن تلامس العائدات ترليون دولار.
وتوقعت أياتا خلال انعقاد جمعيتها العمومية الشهر الماضي في دبي، تحقيق مكاسب مالية عالمية صافية في العام الحالي قدرها 30.5 مليار دولار، بزيادة ملحوظة عن توقعاته السابقة المقدرة بنحو 25.7 مليار دولار.
والسبب في ذلك هو أن إجمالي النفقات المتوقعة يصل إلى مستوى قياسي هذا العام أيضا، حيث سيرتفع بنسبة 9.4 في المئة ليصل إلى 936 مليار دولار.
ووصلت حركة الركاب في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية هذا العام. وفي الأشهر الستة الأولى، قامت إدارة أمن النقل الأميركية بفحص ما متوسطه حوالي 2.46 مليون راكب طيران يوميا، بزيادة 6 في المئة عن العام الماضي.
وقال شين تاكيت، المدير المالي في ألاسكا، في مقابلة مع رويترز “كانت شركات الطيران تأمل فقط أن يكون (الطلب) أقوى”.
وبالإضافة إلى ضغط الخصم، أدت عقود العمل الجديدة وارتفاع معدلات الإيجار وتكاليف الصيانة إلى ارتفاع نفقات تشغيل الصناعة.
وفي شهر مايو، خفضت أميركان إيرلاينز توقعاتها لأرباح الربع الثاني، مستشهدة بضعف قوة التسعير في السوق المحلية، وبينما تعهدت الشركة ومقرها في تكساس، بإعادة التشغيل، يقول المحللون إن عكس المسار سيستغرق وقتا طويلا ومكلفا.
وقال توماس فيتزجيرالد، المحلل في شركة تي.دي كوين إن “شبكة أميركان تجعلها أكثر عرضة للأسواق التي تعاني حاليا من فائض في العرض وأقل قدرة على تعويض بيئة التكلفة المرتفعة”.
ولقد تضررت شركة ساوثويست بشدة من تأخير تسليم طائرات بوينغ، وهي تتعرض لضغوط من مستثمر نشط لإقالة مديرها التنفيذي، وإصلاح مجلس الإدارة، وتغيير أعمالها.
وكانت الشركة قد خفضت توقعاتها لإيرادات الربع الثاني. وقال فيتزجيرالد إن “ساوثويست لديها القليل من الأدوات لتعزيز أداء إيراداتها بشكل ملموس، مما يزيد من المخاطر على ميزانيتها العمومية”.
وكان الربع الأول لشركات الطيران الأوروبية أصعب مما كان متوقعا، ولم تقدم نتائج الربع الثاني لرايان أير سوى القليل من العزاء للمستثمرين الاثنين الماضي.
وتراجعت أرباح رايان أير بمقدار النصف تقريبًا خلال هذا الربع بعد انخفاض أسعار التذاكر بنسبة 15 في المئة مع رفض الزبائن لارتفاع الأسعار.
ويحذر المحللون من أن هذه المخاوف بشأن الأسعار قد تنتشر عبر القطاع في أوروبا. ورجح جيرالد خو المحلل في شركة ليبروم في مذكرة أن يؤدي التسعير “الأكثر عدوانية” من قبل الشركة في السوق إلى تداعيات سلبية على شركات الطيران الأوروبية الأخرى.
وخفضت دويتشه لوفتهانزا توقعات أرباحها لعام 2024 للمرة الثانية وأصدرت تحذيرًا بشأن الأرباح للربع الثاني الأسبوع الماضي بسبب ضعف العائدات.
وستضيف أرباح شركة الطيران البريطانية إيزي جيت منخفضة الكلفة وأير فرانس – كي.أل.أم المزيد من الوضوح إلى ضغوط الكلفة والإيرادات، مع مخاوف البعض من أن الشركة الفرنسية – الهولندية قد لا تكون قادرة على التعافي من الربع الأول الأضعف.
وتراجعت أسهم شركات الطيران الأوروبية بشكل عام الاثنين الماضي، وكان سهم رايان إير هو الأكثر تضررا، حيث انخفض بنسبة 14 في المئة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ويز أير، جوزيف فارادي، إن الشركة ذات الميزانية المحدودة “لا تزال تتوقع ارتفاع العائدات على المدى الطويل، رغم من أنها واجهت قيودا مرتبطة بفحوصات محرك آر.تي.إكس، مما أدى إلى إيقاف عدد من أسطولها.
وأضاف فارادي لرويترز “أعتقد أننا نقوم بعمل أفضل من هذا”، في إشارة إلى التحديات التي تواجهها رايان إير بشأن الأسعار المخففة.
وتعمل شركات الطيران الأميركية الآن على تخفيف طاقتها. ومن المتوقع أن يتباطأ نمو المقاعد المحلية السنوي إلى 3 في المئة خلال الربع الحالي من 6 في الربع السابق.
وتأمل بعض شركات النقل أن يؤدي ذلك إلى تعزيز قوتها التسعيرية، لكن هذا قد لا يكون كافيا لزيادة الأرباح.
وتتوقع يونايتد حاليا أن تنخفض أرباح العام بأكمله إلى الحد الأدنى لتوقعاتها البالغة 9 إلى 11 دولارا للسهم الواحد. وتعتمد الشركة على المنافسين لتقليل الرحلات الجوية غير المربحة بشكل أكبر للمساعدة في رفع الأرباح.
وقال بريت هارت، رئيس يونايتد، للمستثمرين الخميس الماضي، “بينما نرى هذا التحول المذهل علينا في الصناعة، فمن الصعب تحديد التوقيت الدقيق والحجم”.