بدأ الطلب على جوازات السفر يرتفع في العام 2021، لأسباب كثيرة. ففي عام 2020 أقفلت بلدان عدة حدودها تفادياً لانتشار جائحة كورونا. وأدى انفجار آب في مرفأ بيروت إلى تزايد رغبة اللبنانيين في الهروب من بلدهم، بحثاً عن بلد يوفر لهم الأمن والطمأنينة، ناهيك عن الأزمات المتتالية التي بدأت تظهر يوماً تلو آخر: فقدان الأدوية، أزمة البنزين والخبز، إلى موت الليرة اللبنانيّة مقابل ارتفاع سعر الدولار الأميركي، والتضخّم المالي وإقفال المدارس والجامعات، ومن ثم حادثة الطيونة الدامية، وأخيراً توقع انقطاع الأنترنت. وهذا إضافة إلى أن سعر الدولار بات يشكل عامل جذب للمقيمين خارج لبنان لتجديد جوازات سفرهم بمبلغ لا يتعدى 25 دولاراً، بعدما كان تجديده يبلغ نحو 340 دولاراً.
وقد يبدو الخوف الأمني السبب الرئيسيّ للطلب المتزايد على جوازات السفر، لأن معظم اللبنانيين باتوا يخشون من انفجارات تهدّد حياتهم، إضافة إلى انخفاض قيمة الأجور. وهذا ما دفعهم إلى البحث عن فرص عمل أوسع خارج لبنان، لتأمين حياة كريمة. وهناك أيضاً خوفهم من توقف الأمن العام عن إصدار الجوازات، بسبب نفاد ورق التجليد أو الحبر المخصصين لها. وهذا بعدما خبروا مشقة توقف إصدار إخراجات القيد، واضطرار البعض إلى الحصول عليها من السوق السوداء بقيمة مليون ليرة، بعدما كانت كلفة إخراج القيد لا يتعدى 20 ألف ليرة لبنانيّة. لذا فضّلوا الانضمام إلى طوابير جوازات السفر قبل فقدانها.
من جهته، طمأن الأمن العام اللبنانيين إلى أن لا أزمة في الحصول على جوازات سفر، وحصر السبب الأساسي في تأخر إصدارها بالضغط الهائل على مراكز الأمن العام، وخاصة في مركز العدلية الذي يؤمن جوازات فورية. فالطلبات تزايدت 3 أضعاف عن السابق. وأكّد الأمن العام أن لا صحة لكل الأقاويل حول نفاد جوازات السفر أو التوقف عن إصدارها أو ارتفاع سعرها. فالتسعيرة الرسميّة لا تزال على حالها: 60 ألف ليرة لجواز مدة صلاحيته سنة واحدة، 200 ألف لمدة 3 سنوات، و300 ألف لمدة خمس سنوات، ولمدة عشر سنوات 500 ألف.
وقد أصدرت المديرية العامة للأمن العام تعميماً في شأن استقبال طلبات الحصول على جوازات السفر الفورية أو إبدالها في دائرة العلاقات العامة، وحصرها فقط بالمواطنين الحائزين على تذاكر سفر مقفلة وإيصال يثبت دفع ثمنها. وذلك لتخفيف الضغط الحاصل في مركز العدلية.
من جهة أخرى، أعلنت مراكز ليبان بوست -وهي تُعنى بتأمين خدمات الأمن العام وتسهيلها على المواطنين مقابل بدل مالي- أنها أوقفت خدمة تجديد جوازات السفر منذ حوالى شهر ونصف الشهر، وإلى مدة غير محددة. وذلك بأمر من الأمن العام. وأوضحت أن السبب الرئيسي هو عطل تقني لا أكثر. وقد استمرت في خدمة توصيل جوازات السفر من مركز الأمن العام إلى سكن الزبون فقط.