طيف صندوق النقد حضر في مناقشات إقرار السرية المصرفية بالمجلس النيابي

الجلسة الاخيرة للمجلس النيابي، والتي جاءت بعنوانين دستوري وتشريعي، حملت اكثر من رسالة سياسية اقتصادية ووطنية. فالجلسة التشريعية التي جاءت في المهلة المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، تقبلتها الكتل على اعتبار ان اقرار السرية المصرفية مطلوب من صندوق النقد الدولي، وكان واضحا ان النقاشات تدور بذهنية صندوق النقد، وما يقبل به وما لا يقبل به من خلال الوقوف على رأي نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الذي يفاوض الصندوق رغم انه اظهر عدم قدرة على اقناع النواب برأيه، واستفز رئيس المجلس نبيه بري لضبابية موقفه.

وقد بدا حضور طيف صندوق النقد من خلال ما عبر عنه النواب، حيث طلب نائب «القوات» ملحم رياشي أن يتم الاتصال من خلال رئيس الحكومة بصندوق النقد لارسال موظف لنفهم ماذا يريد.

هذا الامر استفز رئيس المجلس الذي قال هذا كلام خطير وصندوق النقد لا يتحكم بالبلاد ونحن نشرع لمصلحة بلدنا.

في جلسة اللجان على الرغم انها روتينية سنويا فلم تكن كذلك هذه المرة، حيث شهدت سقوط نجم نواب التغيير والذي برز بشكل كبير في الجلسات الماضية بعد الانتخابات في مايو الماضي، واعلن احد اعضائها الانسحاب.

فقد نجح نواب الكتل في استدراجهم الى المواجهة وزرع الشقاق بينهم، وربما فهم نواب التغيير المهمة الذي قام بها نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب للتوصل الى تسوية لإدخالهم في اللجان بشكل خاطئ فرفضوها ورفعوا سقف المطالب، وهم يدركون انها لن تلبى، على امل كسب المزيد من الدعم في الشارع لكن السلطة لم تكتف بإسقاط مرشحي التغيير بل أخرجت ممثليهم، وعندما حاولوا استدراك الامر والعودة للتسوية كان الأوان قد فات، ولم يلق طلبهم تجاوبا، كذلك لم تنجح لاحقا محاولات التقاط الانفاس من قبلهم من خلال طرح موضوع ترسيم الحدود البحرية.

وشهدت الجلسة بعض الرسائل السياسية وغير السياسية، فخلال فرز اوراق انتخاب لجنة المال، وعندما وصل مجموعة اصوات عضو اللجنة المرشح الرئاسي ميشال معوض الى 86 رفع النائب هادي ابوالحسن صوته في اشارة إلى العدد المطلوب للفوز بالرئاسة.

فرد نائب حزب الله حسن فضل الله «هذه بتعملوا عضو لجنة وليس اكثر».

النائب جهاد الصمد وصف الجلسة في ظل الاقتراع الماراثوني الذي فرضه نواب التغيير بأنها «جلسة سادية».

اما النائب نديم الجميل الذي اكثر من الانتقادات والكلام من دون اذن فاستفز رئيس المجلس الذي طلب منه الخروج من القاعة.

من جهته، نائب التغيير ابراهيم منيمنة بعد تحميل مسؤولية اخراجه من لجنه المال الى زميله مارك ضو ابتعد عن مقاعد التغيير فحاول اكثر من زميل له الوقوف على خاطره، ولوحظ ان نواب التغيير الذين كانوا يحصرون انفسهم في مقاعدهم بدأوا حوارات مع الكتل بما في ذلك حزب الله.

مصدرالأنباء - أحمد عز الدين
المادة السابقةالمصارف “بلا حماية” ولا تعاطف: الاقتحامات مستمرة والدعاوى أيضاً
المقالة القادمةفساد في موازنة لبنان