ارتفع النفط امس الثلاثاء فوق 56 دولارا للبرميل وما زال بالقرب من أعلى مستوى في 11 شهرا، إذ يبدد شح الإمدادات وتوقعات بانخفاض المخزونات الأميركية أثر مخاوف إزاء ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا عالميا. من الجانب الآخر، يبدو أن أزمة جديدة تلوح بالأفق، إذ يهدد الطقس العاصف والمثلج الأسواق الأوروبية، إن كان من ناحية الإنتاج أو الإمدادات أو ارتفاع الطلب، ما يشير إلى إمكانية مساهمة العوامل الطبيعية في رفع الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وتقول السعودية إنها ستخفض الإنتاج مليون برميل يوميا إضافية في فبراير/ شباط ومارس/ آذار لمنع المخزونات من الارتفاع. ومن المتوقع أن تظهر أحدث تقارير لإمدادات النفط الأميركية تراجع مخزونات الخام للأسبوع الخامس على التوالي.
وصعد خام برنت 58 سنتا أو ما يعادل واحدا في المائة إلى 56.24 دولارا للبرميل، بينما ربح خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 24 سنتا أو ما يعادل 0.8% إلى 52.67 دولارا للبرميل، وفق رويترز.
وكتب ستيفن إينس كبير إستراتيجيي الأسواق العالمية لدى أكسي في تقرير “أعتقد أن السوق ستستنتج سريعا أن التراجع المتواضع للأسعار أمس، بشرط استمرار احتواء انتشار الفيروس في الصين، لم يكن سوى أمرا هامشيا”.
ووعد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي سيتولى منصبه في العشرين من يناير/ كانون الثاني في ظل سيطرة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه على مجلسي الكونغرس، “بتريليونات” من الإنفاق الإضافي للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا.
وربح النفط أيضا بفضل توقعات بمزيد من الانخفاض في مخزونات الخام الأميركية. ويتوقع محللون في استطلاع أجرته رويترز هبوط مخزونات النفط الخام الأميركية 2.7 مليون برميل لتسجل انخفاضا للأسبوع الخامس على التوالي.
في المقابل، تستعد أوروبا لعاصفة طويلة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في أجزاء كثيرة من الدول بحلول نهاية هذا الأسبوع. من المقرر أن تتفاقم العاصفة الثلجية التي غطت مدريد بالفعل، مع ظاهرة الطقس المعروفة باسم الاحترار المفاجئ. يمكن لهذا الحدث أن يعطل الدوامة القطبية، وهي الرياح التي تحافظ عادةً على الهواء البارد في أقصى الشمال، وتسمح للطقس المتجمد بالتوجه جنوباً.
وتعيد هذه العاصفة إلى الأذهان ما حصل قبل عامين، عندما اجتاح برد قاتل أوروبا، مما أجبر العديد من الدول على القيام بعمليات الإجلاء، وتقطعت السبل بالقطارات، وازداد الاكتظاظ.
لا يمكن أن يأتي ذلك في وقت أسوأ بالنسبة لأنظمة التدفئة والطاقة في المنطقة، حيث من المتوقع أن يتزايد انقطاع المحطات النووية المولدة للكهرباء من الضغط الناتج عن البرد، وفق “بلومبيرغ”.
وأدى تدفق الهواء البارد في القطب الشمالي إلى أوروبا إلى زيادة الطلب على الطاقة وخفض مستويات تخزين الغاز مما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين.
وعندما تتقلص الهوامش وينخفض الإنتاج المتجدد، فهذا يعني أنه ستكون هناك حاجة إلى محطات حرارية أكثر تكلفة لزيادة العرض. يؤدي هذا إلى رفع الأسعار في أسواق الطاقة.
كما أنه يعرض الأسواق لمخاطر ارتفاع الأسعار عندما يتم إيقاف تشغيل الوحدات بشكل غير متوقع، مما يجبر مشغلي النظام على تنشيط محطات الطاقة الاحتياطية أو مطالبة الصناعة بخفض الاستهلاك للحفاظ على استقرار الشبكة.
وصلت أسعار الكهرباء في ألمانيا إلى أعلى مستوى لها في عامين يوم الجمعة مع انخفاض درجات الحرارة في برلين إلى قرب درجة التجمد. قد تعزز موجة البرد القادمة الأسعار بشكل أكبر حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى -6.9 درجات مئوية بحلول يوم الأحد في العاصمة الألمانية وإلى أقل من -15 درجة مئوية في هلسنكي يوم الجمعة.