عاصمة الشمال تحت مجهر سفراء دول الغرب: مشاريع ومساعدات…

الاهتمام بطرابلس ليس محلياً كالعادة وانما هو اهتمام دولي لافت تجلى بالزيارات المتكررة للسفراء الغربيين اليها. إذ افتتح سفراء الدول الكبرى والأكثر تأثيراً في لبنان زيارات متكررة للمدينة بدءاً من السفيرة الاميركية دورثي شيا الى الفرنسية آن غريو التي زارت طرابلس وعكار لثلاثة ايام متتالية، فالكندية والسويسرية والسويدية وصولاً الى حد دعوة السفيرة الاميركية زميلاتها السفيرات لحفل غداء على شرفهن في طرابلس. يحاول البعض ان يعطي لهذه الزيارات طابعاً استكشافياً وأمنياً لكن مما لا شك فيه انها تحمل رسائل سياسية مباشرة، فقد تجنب هؤلاء السفراء لقاء اي مسؤول سياسي في المدينة وأصروا على الاجتماع مع فاعليات اقتصادية ودينية ومدنية وركزوا اكثر على شخصيات من المجتمع المدني.

لم يكن الهاجس الأمني حاضراً في لقاءاتهم بل حاول هؤلاء استشراف المستقبل ومعرفة كيفية وآلية تفعيل اقتصاد المدينة ومرافقها ومرفئها ومشاكلها المزمنة من تهميش للمدينة الى الحاجات الغذائية والصحية الى الاهتمام الفرنسي الكبير بموضوع التربية والتعليم. ومن نافل القول ان فرنسا سبق وسددت اقساط 9000 طالب في لبنان في المدارس المرتبطة بالفرنسية، وللمرة الاولى في تاريخها تبرعت لمدينة طرابلس حصراً بأكثر من مليون يورو على سبيل مساعدات اغاثية غذائية وصحية.

واذا كانت الدول لا تقوم بأعمال خيرية بل ان تقديماتها عادة ما تراعي مصالحها وتطلعاتها، فيبدو ان طرابلس المدينة المتوسطية ذات المرفأ التاريخي الملاصقة لمرفأي اللاذقية وطرطوس المستثمرين من ايران وروسيا له اهميته الاستراتيجية بالنسبة لهم بدليل أن الشركة الفرنسية العالمية CMA- CGM استحوذت على حصص شركة Gulftainer، التي كانت تقوم بتشغيل رصيف الحاويات في مرفأ طرابلس. وثمة اهتمام من الاميركيين والفرنسيين بالمنطقة الاقتصادية الخالصة ومتفرعاتها في معرض رشيد كرامي الدولي حيث يدرسون احتمال استعمال طرابلس كموطئ قدم لحضور سياسي واقتصادي استثماري بتنافس او تكامل بين الدولتين الأكثر تأثيراً.

 

مصدرنداء الوطن - غادة حلاوي
المادة السابقةوزير المالية المصري يكشف الحد الأدنى الجديد لعلاوة العاملين بالدولة
المقالة القادمةتراجع المخزون الجملي للسدود التونسية ونسبة الامتلاء لا تتجاوز 50%