عبود :حجوزات المغادرة عبر المطار تراجعت كثيرا

إن الكارثة التي حلت بلبنان اثر العدوان الاسرائيلي عليه انعكست شللا اقتصاديا عم كل القطاعات التي تأثرت بالعمق وباتت ترزح تحت ثقل بالكاد تتحمله. أيضا قطاع السفر والسياحة هو من القطاعات التي ضربها الواقع الحربي الذي يعيشه لبنان حاليا في الصميم بعدما أثرت بها إلى درجة كبيرة الأزمة الإقتصادية المستمرة منذ خمس سنوات ولم تجد حلا بعد وقد أضيف إليها اليوم العدوان الاسرائيلي الذي ضرب لبنان واصابه في مقتل.

وفي ظل استمرار القصف الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت حيث يتواجد مطار رفيق الحريري الدولي لم يبق سوى شركة طيران الشرق الاوسط الخطوط الجوية اللبنانية التي تعمل فيه بعد ان هجرته كل شركات الطيران العربية والاجنبية بسبب هذا القصف وتأثيره على حركة الطيران .

وقال وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال علي حمية إن “القصف الإسرائيلي قرب مطار رفيق الحريري الدولي يعرض سلامة الملاحة الجوية لخطر كبير”.

ولفت الى أن الحكومة اللبنانية تحاول عبر اتصالات دولية تحييد المرافق العامة عن القصف، مشيراً إلى أن “استهداف المعابر البرية يُفاقم معاناة المدنيين” مؤكدا أن تلك المعابر مدنية خالصة وتخضع بالكامل للقانون اللبناني.

جان عبود رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة يتحدث عن الواقع الذي تعيشه مكاتب السفر والسياحة فيقول : كل الناس تعلم أن شركات الطيران العالمية قد أوقفت سفر طائراتها إلى لبنان ولا يوجد سوى شركة واحدة تعمل هي الشركة الوطنيةMEA . لقد تراجعت حركة العرض بشكل كبير جدا بعدما كان يأتي إلى لبنان أكثر من ٥٠شركة طيران ولا يوجد اليوم الا شركة واحدة كما سبق وقلت هي شركة طيران الشرق الأوسط هذا بالإضافة إلى الحالة المتأزمة والحرب النفسية التي تعيشها الناس . لقد عاشت شركة طيران الشرق الأوسط اكتظاظا كبيرا لأن الناس كانت تريد الخروج من لبنان بالاضافه إلى الجاليات الأجنبية التي كانت سفاراتها تدعوها للمغادرة فورا ،وقد كانت هذه السفارات تحجز عددا معينا من المقاعد في الطائرة لجالياتها وهي من جميع الجنسيات فإذا كانت الطائرة تحتوي على ٢٠٠مقعد كانت كل سفارة تحجز ١٠٠مقعد ولهذا تضاءل العرض للسوق وللناس . لكن رغم ذلك سجلت مكاتبنا بعض الحركة وكنا نجد بعض الأماكن للزبائن على الطائرة بصعوبة. منذ عشرة أيام تراجعت الحركة بحدود ٣٥% .

كم العدد الذي يسافر يوميا من لبنان؟

حسب تقديري أن شركة طيران الشرق الأوسط كانت تسير بحدود ٢٠ إلى ٣٠رحلة يوميا فإذا كانت الطائرة تحتوي على ١٥٠مقعدا فهذا يعني ٣٥٠٠ إلى ٤٠٠٠راكب في اليوم . لكن الوضع حاليا تراجع بحدود ٣٥% .وابتداء من ١ نوفمبر ستقلص الشركة عدد رحلاتها لأن الطلب تراجع كثيرا فإذا كانت تسير رحلتين إلى باريس يوميا فستقلصها إلى رحلة واحدة وسينطبق ذلك أيضا على باقي الاتجاهات كيف تقيمون الواقع القادم؟ معدوم للأسف إذ أن الحركة لا تشكل أكثر من ١٠ او١٢% من سعة الطائرة ولهذا اعتبرت الناس أنه يوجد غلاء بأسعار التذاكر لكن الحقيقة أن الطائرة تغادر لبنان ممتلئة وتعود فارغة او ب١٠%من حجم سعتها بينما يتم احتساب الكلفة التشغيلية على أساس الذهاب والعودة ولهذا ارتفعت اسعار التذاكر.

كلفة التأمين ألم ترتفع ايضا؟

بلى وهي ضمن الكلفة التشغيلية إلى جانب الفيول وعدة عوامل أخرى تشكل كلها مجمل الكلفة التشغيلية واحدها هو التأمين. أن هذه الكلفة تنعكس على السعر حكما. انا شخصيا لا اعتبر السعر عاليا فهامش الربح قليل بينما الكلفة مرتفعة إلى جانب أن فريق العمل والطيارين بحاجة الى حوافز مالية وسط هذه الظروف .

هل تتوقعون أن تستمر هذه الحال في شهر كانون الأول وهو شهر الأعياد؟ هذا مرهون بالاحوال المستجدة. عادة كانت الحركة تنمو في موسم الأعياد والصيف لكن إذا بقيت الحرب على حالها فمن سيأتي إلى لبنان ،بالطبع لا أحد. الحركة للأسف ميته لكن نأمل ان تتحسن الاجوال ونرى موسما جيدا مع عودة المغتربين الى لبنان كما كان يحدث في السابق الذين يتوقون لرؤية اهلهم واصدقائهم.

كيف سيؤثر ذلك على اعمالكم؟ وما هو مصير مكاتب السفر والسياحة برأيكم؟ اذا بقي الحال على ما هو عليه ستضطر هذه المكاتب لإعادة حساباتها بخصوص الموظفين والمصاريف. البلد يعيش كارثة فعلية في كل القطاعات. أن الحركة الإقتصادية متوقفة وتشكل كارثة فالحالة النفسية للناس كئيبة ولا تسمح لها بالتنقل والاستمتاع لذا الحركة متوقفة وتشكل كارثة بكل معنى الكلمة على الحياة الإقتصادية فقد تراجع كل شيء من التصدير إلى الاستيراد والتجارة إلى جانب وجود مليون و٢٠٠الف نازح. أن بيروت الإدارية او بيروت الكبرى كانت تصدر يوميا في السابق ٣٥٠طنا من النفايات وقد زاد عليها بسبب النزوح حاليا ١٢٠طنا مما يؤدي إلى كارثة ضخمة وهذا يدل على الاكتظاظ فيها إذ بلغ ٤٠%. اننا نعيش كارثة كبرى للأسف.

مصدرالديار - جوزف فرح
المادة السابقةالفنادق بين “مطرقة” الرسوم و”سندان” الحرب..هل تصمد؟
المقالة القادمةاستهلاك النرجيلة ارتفع 10% خلال شهر… اللبنانيون يائسون