بعنوان “الصين اللاعب الجديد في سوريا”، نشر موقع “ذا نيشن” تقريراً توقّع فيه اتساع دور الصين في سوريا، لتصبح اللاعب الأساسي فيها، مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته الانسحاب من البلاد.
ورأى الموقع أنّ الصين تنظر إلى الانسحاب الأميركي كفرصة لزيادة نفوذها الاقتصادي وتعزيز مبادرة “الحزام والطريق”، التي تهدف إلى إعادة إحياء طريق الحرير القديم الذي كان يربط بين الصين وآسيا وأوروبا.
وأوضح الموقع أنّ الصين منحت مساعدات بقيمة 23 مليار دولار إلى المنطقة العربية، خُصص أغلبها للاستثمار في سوريا، شارحاً بأنّ سوريا قادرة على توفير طريق بديلة للشرق الأوسط في مقابل قناة السويس؛ إذ يلعب مرفأ اللاذقية دوراً أساسياً عبر تخفيف الاعتماد على القناة وتخفيض كلفة التجارة الصينية مع البلدان الأوروبية.
في السياق نفسه، لفت الموقع إلى أنّ الصين تستعد لأن تكون لاعباً أساسياً في إعادة إعمار سوريا، مذكراً باستضافتها معرض إعادة إعمار سوريا الأول، في تموز العام 2017، حيث تعهدت بتخصيص ملياري دولار لإنشاء منطقة صناعية.
وبيّن الموقع أنّ الصين تُعتبر الشريك الأكبر لشركات النفط السورية الكبرى، إذ تملك مؤسسة “البترول الوطنية الصينية” حصصاً فيها، متحدثاً أيضاً عن التزام شركة “هواوي” بإعادة تأهيل قطاع الاتصالات في سوريا بحلول العام 2020.
توازياً، ربط الموقع بين معارضة الصين فرض ضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي وإيلاء سياستها الخارجية أهمية كبرى لسيادة الأراضي السورية.
وتابع الموقع بالقول إنّ الصين تدرك أنّ الأسد سيعود إليها بالفائدة على مستوى توسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط وتحدي الهيمنة الأميركية في المنطقة. وكشف الموقع بأنّ دعم الصين للأسد سيساعده ليصبح أقرب من إيران وروسيا، مشيراً إلى أنّ الصين حاولت تعزيز علاقاتها التجارية مع البلديْن. ورأى الموقع أنّ الحرب التجارية الدائرة حالياً بين الصين والولايات المتحدة الأميركية منحبكين الأفضلية على واشنطن لتوطيد علاقتها بقوى أخرى.
وبناء على ما سبق، أكّد الموقع أنّ الصين تبرز كلاعب جديد على الساحة الدولية، محذراً من أنّ علاقاتها الوثيقة مع أكثر البلدان تصديراً للنفط تهدد الهيمنة الأميركية.
ورأى الموقع أنّ تحوّل الصين لتصبح المركز التجاري الأكبر في العالم، وتعزيز علاقاتها التجارية مع بلدان الشرق الأوسط، يمثلان عاملين يساعدان بكين على تعزيز نفوذها بشكل أسرع.
وخلص الموقع إلى القول إنّ الصين تعزز ارتباطها بسوريا “عبر المال وليس العسكر”، مشدداً على أنّ سوريا التي مزقتها الحرب تمثّل “فرصة ذهبية” لشركات إعادة الإعمار الصينية.