«غاز متنقّل» في البلوك 4.. والخطوة المقبلة للتفتيش عن الخزّان!

بعدما أقفلت «توتال» البئر الذي قامت بحفره في البلوك رقم 4، يكون لبنان اليوم في موقع المترقب لنتائج الحفر، والتي يُتوقع ان تعلن عنها «توتال» في تقرير رسمي في غضون شهرين كحدٍ أقصى. لكن هل الإعلان عن وجود غاز غير تجاري يطوي صفحة البلوك رقم 4 ام لا تزال الآمال معلّقة عليه؟

أكّدت مصادر مطلعة في القطاع النفطي، انّه لا يمكن لأحد ان يعرف اذا كان الغاز الطبيعي موجود في أعماق البحار، قبل القيام بأعمال الحفر والتعرّف على طبيعة الأرض الجيولوجية، لكن الأكيد انّ عملية اغلاق البئر فور انتهاء الحفر هي عملية طبيعية أكانت النتائج إيجابية او سلبية. فإغلاق البئر يعني انتهاء المرحلة الاستكشافية. اما في حال تبيّن وجود مكامن غاز فعندها يتمّ الانتقال الى مرحلة تطوير الحقل التي تتمّ انطلاقاً من نقطة مختلفة.

وأشارت الى انّ «توتال» انهت المرحلة الأولى من الاستكشاف التي تمتد حتى ايار2021 متممة بذلك كل موجباتها، على ان تعاود الحفر مجدداً في البلوك رقم 4 انما من بئر مختلفة، في المرحلة الثانية للاستكشاف، والتي تبدأ اعتباراً من أيار 2021 وتمتد سنتين، أي حتى أيار 2023، تحت طائلة تسييل غرامة مالية للدولة اللبنانية في حال المخالفة.

 

وكشفت المصادر، انّ المعلومات الأولية التي استحصلت عليها «توتال» بنتيجة اعمال الحفر في البلوك رقم 4 زودتها بمعلومات هامة عن الطبقة الجيولوجية الموجودة في هذه المنطقة، وبناء على هذه المعطيات ستختار «توتال» بدقّة أكثر النقطة الأفضل لحفر البئر الاستكشافية الثانية، ووفق المعطيات المتوفرة، فقد وجدت «توتال» الغاز الطبيعي في البلوك رقم 4 انما ليس بكميات تجارية، والغاز المكتشف هو غاز متنقل (migration gas) أي انّه غير محصور، وبالتالي لا يمكن استخراجه، لذا يعمل المختصون على تتبّع هذا النوع من الغاز الذي يتنقل في باطن الارض الى حين الاصطدام بـ caprock وهو كناية عن نوعية صخر لا تسمح بتسرّب الغاز عبره فينحصر في منطقة معينة، تكون هي المكمن الذي نبحث عنه. والغاز المحصور قد يبتعد عن نقطة الحفر ما بين 2 الى 10 كلم ومن مختلف الجهات (شمالاً جنوباً او غرباً). وحتى الآن يمكن القول انّ «توتال» في نقطة الحفر التي اختارتها لم تصب خزان الغاز المحصور، لأنّها وجدت غازاً متنقلاً، بما يعني انّ الحظوظ بإيجاد غاز تجاري في البلوك 4 لا تزال قائمة.

هل يجيز «كورونا» تأخير اعمال البلوك 9؟

الى ذلك، تنوي «توتال» بدء اعمال الاستكشاف في البلوك رقم 9 نهاية العام الجاري، لكن ماذا لو أعلنت الإرجاء متأثرة بأزمة كورونا؟ وهل انّ العقد الموقّع بينها وبين الدولة اللبنانية يجيز لها ذلك؟

أكّدت المصادر انّ العقد الموقّع بين «توتال» والدولة اللبنانية حول البلوك رقم 9 ينصّ على انّ مدة مرحلة الاستكشاف الأولى هي 3 سنوات، تبدأ بعد ان توافق الوزارة على خطة الاستكشاف، وقد سبق ان وافقت وزارة الطاقة على خطة الاستكشاف بتاريخ أيار 2018، بما يعني انّه امام «توتال» مهلة حتى أيار 2021 كي تبدأ حفر اول بئر استكشافية في البلوك رقم 9، علماً انّه سبق لتوتال ان أعلنت نيّتها بدء اعمال الحفر في هذا البلوك نهاية العام الجاري.

أما في حال تخلّفت «توتال» عن بدء اعمال الحفر خلال هذه الفترة التي تنتهي في أيار 2021، عندها يحق للدولة وفق العقد تسييل كفالة وضعتها توتال بقيمة 40 مليون يورو. لكن البند 29 من العقد تحدث عن القوة القاهرة، والذي ينصّ على انّه يحق لشركة «توتال» ان تعلن عن القوة القاهرة في عدة حالات من بينها: الكوارث الطبيعية، او في حال كان هناك قيود مثل الحَجر الصحي في حالة الأوبئة. وبالتالي، ونظراً للظروف الصحية التي تمرّ بها البلاد الناتجة من فيروس كورونا، يحق للشركة ان تطلب تمديد هذه الفترة وفق ما تراه مناسباً لها. وإذا طلبت «توتال» التمديد، فإنّ ذلك من حقها خصوصاً وانّ اعمال الحفر والاستكشاف تتطلب على الاقل تسيير العمل بالمطار. عدا عن انّ استكمال التحضيرات للحفر في البلوك 9 يتطلب اعداد دراسة اثر بيئي ثم عرضها أمام الجمهور، خلال حلقات نقاش تنظمها البلديات الواقعة ضمن نطاق الحفر، لإبداء الرأي والملاحظات حولها، لكن وبسبب الكورونا لم تتمكّن «توتال» من انجاز هذه المرحلة.

مصدرايفا ابي حيدر - الجمهورية
المادة السابقةالخلوي في أحضان الدولة: المحاصصة ممـنوعة
المقالة القادمةلم لا تحوّل الـ7 مليارات ليرة “السياحية” لدعم الموظفين؟