فقط في لبنان: الدجاج يطير ويحلّق !!

الدجاج وعلفه وككلّ المواد التي دعمتها الدولة ثم قام تجّار باحتكارها والتحكم بأسعارها أو تهريبها، فإن الصويا والعلف المدعوم منها بهدف تخفيض سعر الدجاج للمستهلك اللبناني كانت نتائجه عكسية، وتحوّل الدعم رفعاً لأسعار الدجاج على أنواعه، وكذلك البيض لا سيما في الأيام الأخيرة التي يشهد فيها سعر الفروج والمقطعات ارتفاعاً يومياً بين ألف وألفي ليرة، حتى تخطّى الـ20 ألف ليرة في مناطق شمالية يوم أمس. كما بلغ سعر كيلو الطاووق 40 ألف ليرة لبنانية، وسعر كيلو الجوانح 20 ألف ليرة.

فمن يقول لوزارة الإقتصاد والتجارة التي تتباهى على موقعها وتنشر قراراً مشتركاً لوزيري الإقتصاد والزراعة يجددان فيه الأسعار بخصوص الدجاج ومشتقاته بعد الدعم (طاووق 21000، جوانح 11000، فروج مع ريش واصل إلى باب المحل 10500 ومذبوح من دون ريش 12500)، بأن هذه الأسعار ليست موجودة إلا على موقعها لا غير؟! فالفروج بريش واصل إلى المحل يبيعه التجار اليوم بين 16 و 16500 و 17000 ليرة؛ وهناك ألف ليرة نقل عن كل كيلو و 2000 ليرة لصاحب المحل، ليصبح السعر 20 ألفاً وقد تخطّى هذا السعر أيضاً يوم أمس. وبخصوص أمس واليوم فإنّ عدداً من أصحاب محلات بيع الفروج والمقطعات في الشمال قرّروا الإقفال لأنهم لم يعودوا قادرين على شراء الفروج من التجّار بهذه الأسعار المرتفعة وهم يدركون سلفاً أنّ المواطن لم يعد قادراً على الشراء بهذه الأسعار المرتفعة.

أصحاب المحلات الذين استطلعنا آراءهم في هذا الخصوص وضعوا الأمر عند التجّار “الذين يستغلّون غياب الأجهزة الرقابية للدولة بالكامل عن متابعة الملفّ، فيرفعون الأسعار على هواهم ويسلّموننا كميات أقل من حاجتنا بكثير، والقسم الأكبر مما لديهم يتمّ تهريبه إلى سوريا”. لكنّ التجار أصحاب المزارع والذين رفضوا هذه الإتهامات قالوا: “إنّ الفروج الواحد أصبح يكلّف المزرعة 14 أو 15 ألف ليرة من أرضه”، وهم اشتكوا أيضاً “من أنّ المدعوم لا يصلهم بالكمّيات التي اتُّفق عليها مع وزارة الإقتصاد”.

ومن كان يتوقع أن يصبح سعر الفروج الواحد في طرابلس والشمال 50 ألف ليرة؟ وعلى حد رأي ربّ عائلة من 5 أشخاص من عكار “صار بدنا مليونين برمضان بس للدجاج، هيدا إذا مرقناها عن قريبو.. وأنا معاشي كلّو مليون و200 ألف”! ولما كان الدجاج من الأطباق الرئيسية أو المكوّن الأساسي للعديد من الأطباق الرمضانية على السفرة في الشهر الكريم؛ يبقى التساؤل: كيف يمكن للصائم أن يعيش وسط هذا الغلاء الفاحش؟

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةتلقيح الإعلاميين والأمنيين والقطاع العام ينطلق الإثنين
المقالة القادمةنجّار يوقّع على تعديل مرسوم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية