اعتبر العدد الأكبر من اللبنانيين أنّ اللجوء للتسعير بالدولار، سيكون الحلّ الأمثل الذي يخفف عن كاهل المواطنين عبء الجشع الكبير للتجار وجني الأرباح الطائلة نتيجة إرتفاع وإنخفاض الدولار “الجنوني”.
في اليوم الواحد بات يرتفع وينخفض سعر صرف الدولار أكثر من عشرة آلاف ليرة، هذا الأمر كان في الفترة السابقة للتسعير بالدولار يؤثّر كثيراً فحين يرتفع ألف ليرة ترتفع الأسعار آلاف الليرات، وعندما تسأل عن السبب يأتيك الجواب “الدولار عم يطلع وينزل”.
نفّذ وزير الاقتصاد ما أراده ونقل اللعبة الى ملعب المستوردين وأصحاب السوبرماركات، ومن هلّل لهذا الحلّ كان يجب أن يدرك أنه يجب أن يترافق مع مراقبة دائمة للأسعار مع التدقيق في هوامش الربح لكل محلّ تجاري أو سوبرماركت.
“النشرة” قامت بجولة بسيطة على الأسعار في السوبرماركات فوجدت على الرفّ الواحد أسعاراً بالدولار وغيرها بالليرة للصنف الواحد من ماركات مختلفة، اليكم مثلاً في احدى السوبرماركات سعر معجون البندورة Ocean Garden 1.49$، Holiday 1.15$ بينما معجون البندورة Louisa فيبلغ 194.125 ليرة، Terrador 259.100 ليرة.
وهذا لا يحصل مع صنف واحد بل مع كلّ الأصناف على الرفوف، اليكم مثل آخر الا وهو الخردل. Aromate يبلغ سعره 135.765ليرة بينما DOLLY’S 3.25$.
الزيت Canola Harvest سعر 3L 1.500.000 ليرة، أما Deli فيبلغ 6.44$. المعكرونة Divella سعرها 135000 ليرة، أما Bizim 0.69$.
هذه عيّنة مما يحصل على رفوف السوبرماركات، وعند سؤالنا في وزارة الاقتصاد عن هذه المسألة، أجابت مصادرها بالتأكيد على أنه “في كل يوم هناك جولات رغم الاضراب وقلة عديد الموظفين ولكن يبقى هناك جولات دائمة”، وأقرّت المصادر بوجود مواد تُسعّر بالعملة الوطنية بينما هناك مواد أخرى تسعّر بالعملة الخضراء واشارت الى انها لاحظت هذا الامر منذ الاسبوع الماضي”، مؤكدة أن “المواد غير المستثناة من قرار وزير الاقتصاد والمسعرة بالليرة يتمّ تسطير محاضر بالمخالفين”.
“النشرة” حاولت الاتصال برئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي ولكن لم تلقَ جوابا، أما رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برّو فشدد على أن “الأوضاع المتردّية أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم”، مشددا في نفس الوقت على “غياب الرقابة وحتى من وزارة الاقتصاد”، متسائلا “كيف سيكون هناك رقابة والموظفون لا يحضرون الى العمل”.
عندما تقوم بجولات في السوبرماركات تجد مشاهد غريبة غير مألوفة من أصناف عديدة معروضة للبيع منتهية الصلاحية، وهذه ليست رواية إنّما حقيقة عُرضت بالفيديوهات وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والواضح أننا نعيش بفوضى غير مسبوقة، والأكيد أن الرقابة غائبة رغم كل “البروباغندا” الاعلامية وهي واضحة وضوح الشمس للناس من الأسعار الموجودة على الرفوف. ولكن يبقى الخوف الأكبر على صحّة المواطن في هذه الفوضى فقد بات لا يعرف ماذا يأكل وهل فعلاً هو صالح أم لا، هذا عدا عن أن الأسعار باتت نار تشعل جيب الواطن اللبناني!.