فولفو تعيد خلط الأوراق في سباق تطوير المركبات النظيفة

تقدم الكثير من شركات صناعة السيارات تحديثات للبرامج من أجل إبقاء المستهلكين منشغلين بمركباتهم الذكية، ولكن في مستقبل المركبات سريعة الحركة سيتطلب الحفاظ على التكنولوجيا الحالية أكثر من مجرد شفرة يتم تحديثها. وفي ضوء ذلك تتصور شركة فولفو السويدية تخطيط سياراتها المقبلة وتعبئتها من خلال مفهوم إعادة الشحن (كونسبت روشارج) مع توقع تحديثات دورية للأجهزة أيضا حتى تكون متسقة مع ما يحصل من تطورات في عالم التكنولوجيا.

ويقول الرئيس التنفيذي لفولفو هاكان سومولسون “إذا كانت السيارة ستعيش، دعنا نقلْ 10 سنوات، فأنا لا أرى أجهزة الكمبيوتر تعيش هذه المدة الطويلة، وإذا كان بإمكانك الترقية فربما تكون بعد نصف ذلك الوقت”. وردد ميكي كاتاريا مدير إدارة المنتجات في غوغل، شريك فولفو للهندسة الكهربائية، هذا الشعور قائلا “أعتقد أنه سيتعين علينا تقديم فكرة ما عن ترقية الأجهزة”. وأضاف أن “الأشخاص يقومون فعلا بترقية الإطارات على مدى عمر السيارة، لذا من الطبيعي أن يتم إحضارها إلى الكمبيوتر أيضا”.

ويقول المختصون في مجلة “موتور تريند” إنه من المحتمل أن تقوم فولفو كونسبت روشارج بمعاينة لغة التصميم التي تخطط العلامة التجارية لاستخدامها في سيارات الدفع الرباعي الكبيرة الفاخرة، والتي من المقرر أن يتم طرحها في 2022. وستقدم مفاهيم تصميم المركبة الكهربائية الجديدة للعلامة التجارية، بالإضافة إلى دعم الجيل القادم من موديلات فولفو، مركبة جديدة وحيوية لمستقبل الشركة السويدية إلى درجة أن العلامة التجارية ألغت تسمياتها الأبجدية الرقمية. وسيظهر نظام الحوسبة ثنائية النواة بقوة، حيث ستعتمد التطبيقات الأولية لهذه التقنية الجديدة على “دماغين” أو جهازي كمبيوتر أساسييْن يعملان بنظام تشغيل أندرويد أوتو يتصل ربما بمئة وحدة تحكم إلكترونية متصلة عبر إيثرنت.ويركز أحد هذين الدماغين على التحكم في السيارة، والآخر يركز بشكل أكبر على معدات استشعار السلامة ووضعيّة الركوب.

وسيقوم الجيل الثاني من هذه الإعدادات في النهاية بدمجها في وحدة واحدة لتبريد وتحكم أكثر كفاءة، وتدير هذه الأنظمة كل التعلم الآلي والحوسبة الأساسية التي تنظم سلوك السيارة. وتم تصميم النظام داخليا وهو بمثابة عقل السيارة، بينما تعمل جميع الأجهزة المتصلة كما لو كانت عضلات توفر تجربة للسائق. وبالاستفادة من أحدث التقنيات من شريك البطاريات السويدي نورثفولط تقول فولفو إن الجيل القادم من البطاريات سيحتوي على طاقة أكثر بنسبة 20 في المئة. وتعد أنودات الليثيوم النقية وإلكتروليتات الحالة الصلبة الحديثة بقدرة ألف واط ساعة في بطاريات الجيل الثالث المتوقع وصولها خلال النصف الثاني من هذا العقد، مستقبل عمل المركبات الحديثة.وسيحتوي الجيل القادم من فولفو أيضًا على تطبيق هاتف ذكي أكثر شمولاً يمكنه توصيل السائق بأكثر من مركبة فولفو، وأي مساعد شخصي لأتمتة المنزل، بالإضافة إلى أي تطبيقات دفع للشحن.

وبالنسبة إلى تصميم مفهوم فولفو لإعادة الشحن في سيارة إكس.سي 90 تم تحريك العجلات بالقرب من الزوايا، مما يترك مساحة أكبر لحزمة البطارية الكبيرة طويلة المدى التي تشكل الأرضية الهيكلية للسيارة. وهذا الجزء منخفض بما يكفي لتوفير مساحة علوية ورؤية متوقعة لسيارات الدفع الرباعي اليوم مع دمج خط سقف أقل ديناميكية هوائية. وتتحرك الأعمدة الأمامية إلى الأمام وتنتشر المقاعد قليلاً بسبب المساحة الإضافية التي يوفرها عدم وجود محرك احتراق يستهلك مساحة داخل الواجهة الأمامية.ولا توجد شبكة المبرد في هذا المفهوم حيث لا يوجد محرك ساخن للتبريد. وبدلاً من ذلك يحمل السطح الذي يشبه الدرع علامة فولفو الحديدية.

أما مسألة تشغيل الضوء النهاري في فولفو كونسبت روشارج فتلك قصة أخرى وهي تشبه نموذج تورز هامر، ولكن في الليل يكون جزء “مقابض المطرقة” أفقيًا مثل الجفون، مما يسمح بظهور نصف دزينة من المصابيح الأمامية من نوع ليد. ويشتمل توقيع الإضاءة الخلفية أيضا على التوقيع الرأسي لأحدث سيارات فولفو، مع عنصر أفقي يساعد في تأطير لوحة مجوفة على الفتحة. وفي ما يتعلق بالمفهوم تمتد المصابيح بسرعة للمساعدة في فصل تدفق الهواء، لكن لا يجب أن يحبس المرء أنفاسه لهذه الميزة من أجل الإنتاج. ويتوقع المختصون أن تستمر الرسوم المتحركة للإضاءة الخارجية، وربما يكون ذلك مع مجموعة متنوعة من الإصدارات القابلة للتنزيل ليختار منها الزبائن.

أما من الداخل فالمقصورة مغطاة بالمواد الطبيعية والمستدامة، بما في ذلك قشرة الخشب الرقيقة جدًا التي يمكن من خلالها عرض الإضاءة المحيطة. ويعبر المظهر الداخلي لمفهوم كونسبت روشارج عن الأناقة الإسكندنافية البسيطة للغاية. وكانت كلمات السر لمهندسي واجهة المستخدم آمنة وبسيطة وهادئة، حيث يتم عرض المعلومات الهامة على شاشة عرض رأسية كبيرة، معززة بمجموعة أدوات رقمية صغيرة نسبيًا وقابلة لإعادة التشكيل، مع معالجة معظم المعلومات والترفيه من خلال شاشة لمس عمودية كبيرة مقاس 15 بوصة على الكومة المركزية.

وتنقسم المعلومات المقدمة حوله إلى عرض كبير للملاحة، مع العناصر التي يتم الوصول إليها بشكل متكرر مرتبة في ثلاث مناطق أسفلها، ويمكن توسيع كل منها. وبالنسبة إلى المقاعد فقد تم تثبيت الأمامية منها على ركائز لتوفير أقصى مساحة للقدم الخلفية، ويمكن رفع وسادة المقعد بالكامل كما أن لكل كرسي مسندا خلفيا لوضع الأطفال الصغار على ارتفاع أكثر أمانًا.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةهل يدفع شح الدولار لبنان إلى تسييل احتياطاته من الذهب؟
المقالة القادمةكنعان: ذاهبون الى الفوضى.. “البطاقة” ستوقف سرقة أموال المودعين