في النبطية لا صوت يعلو فوق صوت الفقر

عاود سعر ربطة خبز الفقراء ارتفاعه، لم يبقَ شيء رخيصاً في هذا البلد، حتى الرغيف يتقاسمونه مع الفقر، شرط ألا يمسّ جيبة زعماء البلد. كالصاعقة هبط الخبر على الناس، ترافق مع سؤال “شو بعد فيه ما غلي”؟ فالأسعار تشهد فورة غير مسبوقة، ارتفاع جنوني أصاب كلّ شيء، لم يعد باستطاعة الفقير اللحاق به، ولسان حاله “قديش غلي السكر والرزّ”؟ فالغلاء طاول كلّ شيء، والأسعار تختلف بين ساعة وأخرى، من دون عذر مسبق، ناهيك عن جشع التجّار بحيث تتفاوت الأسعار بين محل وآخر بين الـ1500 والـ2500 ليرة، على عين وزارة اقتصاد، فعلها غائب وغضّ بصرها عمّا يجري حاضر.

توغّل الفقر داخل منازل قرى النبطية، وبدأت صرخات المياومين تعلو، بالكاد يحصلون على 750 ألف ليرة لا تكفي يوماً واحداً، والأنكى أنه يتمّ خصم يوميتهم في ما لو أصيبوا بـ”كورونا”. يبكي فؤاد بحرقة، الأب لثلاثة اولاد يعمل باليومية في إحدى الادارات، أصيب بالوباء واضطرّ للحجر 14 يوماً، وقد خُصمت من معاشه الصغير، وفوق كل ذلك لم يستفد من مساعدة الدولة.

تتفاقم معاناة الناس وتستفحل الأزمة المعيشية أكثر، والانفجار يبدو وشيكاً، فالمواطن إختنق، وبات من الصعب عليه تأمين أبسط المتطلّبات الحياتية، فالسكر المدعوم سرقوه، كل المدعوم اختفى وبقي الصراع محتدماً بين مواطن معتّر وتاجر يتلاعب بالأسعار، والدولة في خبر كان.

 

للاطلاع على المقال:

http://www.nidaalwatan.com/article/38885

 

مصدرنداء الوطن - رمال الجوني
المادة السابقةهل يمدّد “المركزي” مهلة توفير السيولة للمصارف المراسلة؟
المقالة القادمةطلاب «الأميركية»: الأقساط عبر كاتب العدل