في سوق الذهب: النساء يبعن مجوهراتهنّ لتسجيل أولادهنّ

على باب كل محل يقف صاحبه ويقول “تفضلوا.. تفضلي يا مدام وشوفي التشكيلة الي عنا”.. لكن لا سيدة منهن تريد الدخول لأنها باختصار لا تملك ما تشتري به. فأوضاع الناس صعبة بلا شك والأمر انعكس على مظاهر وأساليب حياتهم بشكل كامل. وإذا كانت أسواق مثل سوق الذهب قد وُجدت في الأصل من أجل بيع الذهب وشرائه إلا أن حركة السوق هذه الأيام في اتجاه واحد: شراء أصحاب المحلات ذهب الزبائن، ولسان حالهم يقول: “بتنا نتمنى أن يأتي زبائن إلى السوق كما في أيام زمان؛ يشترون الذهب والمصاغ ويدفعون ثمنها.. لكن للأسف لم يعد هناك زبائن يشترون ويدفعون والحركة في السوق أصبحت شبه معدومة.

كما يؤكد أصحاب المحلات في سوق الذهب أن “أكثرية الزبائن تأتي إلى السوق بهدف بيع بعض القطع الذهبية، كالنسوة، وبعضها من الذهب القديم تعود صناعته لعقود سابقة، كن قد خبأنها من أعراسهن أو مناسباتهن من سنوات مضت”.

ومع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية على هذا النحو، وحيث أن ورقة العملة الصعبة من فئة 100 دولار التي كانت تساوي 150 ألف ليرة لبنانية وصارت اليوم تعادل أكثر من مليوني ليرة لبنانية، ولما كانت العائلات تعيش ظروفاً اجتماعية استثنائية وصعبة للغاية، فإن الكثير من النسوة قررن بيع ما لديهن من قطع ذهبية ومقتنيات بغية مساعدة رجالهن في مصروف البيت المتزايد.

لطالما كان سوق الذهب الطرابلسي يعتمد في حركته على المناسبات السعيدة (أفراح، خطوبة، زواج، تهنئة…) حيث يُشترى الذهب في هذه المناسبات، ومع تراجع هذه المناسبات بشكل كبير بسبب الأزمة الإقتصادية – الإجتماعية الحادّة، تحوّل تجار الذهب في السوق تجّاراً يشترون الذهب بالليرة من الناس الذين يستغلون ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، لكنّ أكثر عمليات البيع تحصل من أجل الإستعانة بالمبالغ على قضاء حوائج الحياة، من أكل وشرب ولباس وأقساط مدارس وغيرها من الحاجيات الحياتية.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةهل تُنتشل “الجمارك اللبنانية” من الموت؟
المقالة القادمةزمن العودة إلى الشموع والقناديل في القرن 21