ارتفاع الكلفة الاستشفائية في لبنان تحاول شركات التأمين معالجتها بوسائل متعددة اولا عبر الحوار مع المستشفيات والاطباء والمختبرات الطبية وثانيا عدم رفع سعر البوليصة بشكل كبير وثالثا التفاهم مع المؤمنين لتمرير هذه المرحلة في الحفاظ عليهم واستمرار تأمينهم بطرق تساعدهم على البقاء والخروج من التغطية الصحية الكاملة ورابعا عدم التفريط بشركات التأمين التي تعاني اليوم بسبب التطورات الاقتصادية والمالية الحاصلة والبحث في امكان الدمج بين بعضها بعضا .
وفي هذا الاطار يقول عضو جمعية شركات الضمان ورئيس مجلس ادارة اروب للتأمين فاتح بكداش أن اللبنانيين باتوا خبراء في إدارة الكوارث والتعايش مع الأزمات.
لقد كنت في الشركة لما يزيد على نصف الخمسين عاما وعايشت الكثير من الأزمات التي مرت بها البلاد التي جعلتنا بالنتيجة خبراء بالازمات. ان اللبنانيين عموما هم ملوك إدارة الأزمات والكوارث إذ عايشنا الكثير منها مما أعطانا خبرة وافية في إدارتها . لقد واجهنا في السنوات الأخيرة الكارثة المالية والنقدية أولا وتداعيات وباء كورونا ثم انفجار المرفأ وحاليا نواجه الحرب مع إسرائيل ومرة جديدة نثبت اننا على قدر المسؤوليه والمواجهة وسنبقى صامدين ومستمرين. لكننا نتمنى لو كنا نعمل في وضع طبيعي وليت الأمور تعود إلى ما كانت عليه سابقا إذ عشنا مرحلة طبيعية جدا وكانت جد مثمرة . آمل أن نعود إلى ما كنا عليه وان تمر الغيمة السوداء التي تظللنا حاليا. أن وضعنا ايجابي وذك نتيجة للادارة المحافظة التي كنا نتبعها منذ التأسيس . لقد انهينا بسرعة كل المطالبات من الحوادث الناتجة من انفجار المرفأ ولم نتلق أي شكوى من لجنة مراقبة هيئات الضمان
ويعتبر بكداش ان الحديث عن الدمج ليس بجديد، ولكن ينبغي التأكيد على أننا في النهاية شركات مالية تدير أموال العملاء. نحن نبيع عقودًا تمتد لمدة عام أو عامين، أو حتى لفترات أطول كما هو الحال في التأمين على الحياة، مما يتطلب منا ضمان استمرارية أعمالنا ضمن إطار حوكمة سليمة بنسبة 100%. لذلك انا احبذ خلق كيانات كبيرة لتأمين الاستمرارية ومواجهة التحديات
ويتحدث بكداش عن ارتفاع الكلفة الاستشفائية :
منذ الأزمة المالية في عام 2020، بدأت تكاليف الرعاية الصحية في الارتفاع بشكل كبير، لدرجة أن البعض لم يعد قادرًا على تغطية تلك التكاليف واضطر إلى إلغاء تأمينه. أما من بقي قادرًا على تحملها، فقد اضطر إلى خفض مستوى التغطية من الدرجة الأولى إلى الثانية أو الثالثة. لكن، مع استمرار ارتفاع التكاليف، كنا نتمنى أن تتضافر جهود جميع الأطراف، من مستشفيات وأطباء وشركات تأمين، للتوصل إلى حل مشترك علما ان وزير الاقتصاد حاول جمع هذه الأطراف للتوصل إلى تسوية. نحن اليوم نواجه واقعًا صعبا ونعيش تحديا كبيرا في هذا القطاع، حيث تعاني السوق من خسائر مستمرة، والجميع متضرر، كما تثبت الأرقام
نتمنى ان يتم الاتفاق على الأسعار وعلى ثوابت معينة . أن شركة التأمين تبغي الربح وهي تضطر الى رفع سعر البوليصة وذلك كي تبقى قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه معيدي التأمين وفي الوقت نفسه ان تقدم افضل الخدمات لعملائها.
ويؤكد بكداش ان الاختلاف بالأسعار بين المستشفيات والمختبرات كبير جدا والكل يسعر كما يريد ونحن نلمس ذلك والمشكلة معقدة لكن الاختلاف بالأسعار أمر غير طبيعي وهو موثق وظاهر للعيان . ان شركة التأمين في النهاية لا تريد أن تقع تحت خسارة ولهذا كما سبق وقلت تضطر الى رفع سعر البوليصة. انها شركة تبغي الربح واذا خسرت ستزيد السعر حتما..
ويعتبر
أن القطاع الخاص في البلاد اثبت انه قطاع قوي ومستمر . لقد تمرس على المواجهة والصمود . في ظل غياب المؤسسات الرسمية الضامنة أجبرت المؤسسات الخاصة للاتجاه الى التأمين لدى الشركات الخاصة ولولا ذلك لكان المشكل في البلاد أكبر بكثير. أن وضعنا بالنتيجة كوضع البلاد عموما فنحن نعيش في أزمة كبيرة لكننا ما زلنا صامدين ونواجه الظروف القاسية بكل قوتنا حتى أن عدد شركات التأمين رغم كل هذه الظروف لم يتراجع.