تشكل “تراخيص الامتياز” – الفرنشايز دليلاً دامغاً على تميّز لبنان الذي لا يزال رغم الصعوبات يحافظ على ريادته في هذا المجال. وفقاً لرئيس جمعية تراخيص الامتياز يحيى قصعة “هناك العشرات من تراخيص الامتياز اللبنانية تتواجد في الاسواق العالمية وتشكل ما يشبه سفارات للبنان هناك، الا ان ما يدعي الى القلق هو ما يخبئه لنا في المستقبل الواقع الاقتصادي الصعب الذي قد يهدد منسوب الابتكار لدى اللبنانيين وايضاً امكاناتهم للعمل على تطوير تراخيص الامتياز والحفاظ على ريادتها في الاسواق الخارجية”.
واشار قصعة في حديث الى Lebanon Economy الى ان “الارقام تشير الى انه منذ عام 2012 حتى اليوم يقبع الاقتصاد اللبناني في وضع لا يحسد عليه، فوفقاً للأرقام التي تعكس بيع التجزئة فقد شهد لبنان تراجعاً يقدر بـ 10% منذ عام 2012 حتى الآن، بحيث يمكن التأكيد انه منذ ذاك الحين نسير في مسار تراجعي”.
واذ اكد ان “الارقام التي تصدرها جمعية تراخيص الامتياز وتتحدث عن هذا الواقع دقيقة الى حد كبير، فالجمعية تضم عدة قطاعات من صناعة وتجارة ومؤسسات سياحية، وبالتالي تمثّل واقع اقتصادي واسع في البلد”، شدد على ان “هذا التراجع زاد من حدة التحديات امام تراخيص الامتياز اللبنانية”. وقال: “في الشق الاول ساهمت التحديات الاقتصادية الداخلية برفع وتيرة انتشار علامات الامتياز اللبنانية في الاسواق الخارجية. لكن لهذه التحديات جانب سلبي اذ ستضعف علامات الامتياز اللبنانية على المدى الطويل، فتمويل العلامات التجارية وما يتم انفاقه على التطور والتكنولوجيا وافتتاح فروع سينخفض، كما ان الاستثمار في علامات امتياز جديدة سيضعف وسيؤثر بالتالي على انتشارها في العالم. وهذا تحدي كبير سيظهر في المستقبل اذا لم نستطع تغيير الواقع الذي نعيشه”.
وفي حين رأى قصعة ان “هناك علامات تجارية تزدهر ابان الازمات عبر تحقيق المزيد من الانتشار الخارجي اثناء ضعف السوق الداخلي”، اكد اننا “في نفس الوقت نحتاج بشكل دائم الى الابتكار وتعزيزه والحرص على عدم انخفاض منسوبه حتى يبقى لدى لبنان عدد من علامات امتياز قوية قادرة على التواجد في الاسواق الخارجية”.
ولفت الى “وجود تحدي اضافي آتٍ من الخارج كتراخيص الامتياز الاجنبية والتي تتمتع بدعم رسمي في موطنها ما يجعلها تكتسب نقاط قوة فيما تراخيص الامتياز اللبنانية تفتقد الى اي شكل من اشكال الدعم”. وكشف في هذا الاطار ان “الجمعية خاضت تجربة مع الدولة عنوانها “لا دعم” وهي تحاول التأقلم مع الواقع وتشكيل لوبي قوي يشجع تراخيص الامتياز ويقوي انتشارها في الخارج”.
وكشف ان جهوداَ كثيرة بذلت وستبذل من الجمعية على هذا الصعيد، وستترجم في مؤتمر BIFEX وستظهر جلية في استضافة بيروت لمؤتمر الفرانشايز العالمي الذي سيجمع 47 دولة في حزيران 2020، حيث ستكون بيروت عاصمة تراخيص الامتياز العالمية وستحتضن زائرين من استراليا واميركا ودول اخرى على مدى 3 ايام”.
وشرح ان مؤتمر BIFEX يتميّز بأهمية كبيرة حيث يعرّف اصحاب تراخيص الامتياز على ابرز التطورات في عالم عملهم ويساعد في الارتقاء نحوها.
وفي رد على سؤال، اعتبر ان التميّز موجود في العلامات التجارية اللببنانية في مختلف القطاعات من صناعات وملابس وازياء ومطاعم، اذ ان كلها قطاعات تشهد نجاحات مهمة في ظل غياب الدعم وحتى التحفيز ايضاً.
واعتبر ان “غياب الدعم او التحفيز لا يعني عدم قدرة العلامات التجارية على المنافسة، ففي ظل غياب بعض المقومات تكمن نقاط قوة اللبنانيين في تقديم منتج ذو قيمة مضافة، وذلك عبر التعبئة المميزة والافكار الجميلة التي ضمنت تواجدها في الاسواق على مر السنوات الطويلة الماضية”. وقال: “نستطيع ان ننافس اذا اتقنّا الدور الذي يجب ان نلعبه، وهو عدم الغوص في منافسات لنشبه غيرنا بل علينا التميز والابتكار وهذا حقاً ما يتميّز به لبنان ويجعل منتجيه قادرين على الانتشار بشكل قوي”.
واعتبر ان مكانة لبنان في عالم شهادات الامتياز في العالم العربي ممتازة، اذ انه الوحيد الذي يقدم علامات امتياز يفهمها الشرق والغرب، فاللبنانيون يفهمون الحضارتين ويدمجونهما ويقدمون منتج يلقى تجاوب في كل الاسواق”.
كما اعلن “ان لبنان لا يزال رقم واحد بين مانحي شهادات الامتياز على رغم الصعوبات التي تواجهه، كما ان انتشاره لا يزال الاقوى في العالم العربي لا سيما في اسواق الخليج. وبناء عليه، نستطيع التأكيد ان لبنان لا يزال رائد في مجال شهادات الامتياز، لكن الخوف يبقى من المستقبل من ان يشهد هذا القطاع تراجع”.
وفي اطار حديثه عن عمل الجمعية، لفت الى ان “الجمعية تعمل على اكثر من صعيد لدعم القطاع حيث تخلق لوبي يساعد في تعزيز تبني مفهوم علامات الامتياز، كما تعمل على اسم “لبنان” لتعزيز الثقة بالقطاع، وتبذل جهوداً لمساندة اعضاء الجمعية لتحسين وتطوير عملهم ضمن نظام الفرنشايز وذلك عبر المؤتمرات والاصدارات والمطبوعات التي تقدمها. واوضح ان جمعية تراخيص الامتياز هي الجمعية الوحيدة التي تقدم، بالتعاون مغ غرفة بيروت وجبل لبنان، ارقاماً ومعلومات صحيحة عن الانفاق والبيع في الاسواق”.
وفي رد على سؤال اكد ان “جمعية تراخيص الامتياز هي جزء من الهيئات الاقتصادية وتعمل بشكل مستمر لصالح الاقتصاد، وقد عملت على صعد كثيرة بالتعاون معها”. وقال: “ليس كل ما نتمناه يتحقق الا اننا نحاول خلق تغيير، لكن للأسف لبنان وصل الى حالة صعبة بسبب عدة عوامل لا سيما ارتفاع معدلات الفوائد”. وامل ان يتخطى لبنان هذه المرحلة بأقل ضرر حتى يتمكن من النهوض. وقال: ” لا ننكر وجود احباط، وامر اخطر منه يتمثل بعدم الثقة بالدولة والسياسيين. ولكن هذا شكّل تحدي لنا لتغيير الواقع وذلك بفضل مجلس الجمعية الذي يتميز بضم وجوه شابه وكوتا نسائية صحيحة تحرص على ارساء اجواء التفاؤل”.